الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: فأسألوا أهل الذكر

صدى البلد

 علم الدين ليس لكل من هب ودب ولا لكل من قرأ وإطلع بل له أهله أشار إليهم عز وجل بقوله تعالى..فأسألوا أهل الذكر ..أي القرآن ..إن كنتم لا تعلمون .. وهم الذين شرح الله لهم صدورهم وذكى لهم الفهوم وأفاض على قلوبهم من أنواره حتى يفهموا خطابه عز وجل وخطاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومراده سبحانه و تعالى وهم أهل الإستباط لمعانيه وأحكامه..سألت  شيخي يوما عن حديث الأمين جبريل عليه السلام مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله عن الإسلام فقال..أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله  وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وأن تصوم رمضان وأن تحج البيت إن إستطعت إليه سبيلا..فعقب الأمين جبريل بقوله صدقت. ثم سأل عن الإيمان .فقال صلى الله عليه وسلم..أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضاء الله تعالى خيره وشره..فقال جبريل صدقت..ثم سأل عن الإحسان..فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله..أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن  تراه فإنه  يراك..فقال جبريل.. صدقت.ثم سأل عن الساعة. أي يوم القيامة...فقال صلى الله عليه وسلم..ما المسئول أعلم بها من السائل .هنا أمسك جبريل ولم يعقب..سألته رحمه الله عن هذا الحديث وعن تعقيب الأمين جبريل بقوله صدقت إلا في السؤال عن الساعة ..فقال رحمه الله..في هذا الحديث  أشار النبي الكريم  إلى عبادة الأبدان وإلى مناط الإيمان وعبادة القلوب وإلى بداية سلوك طريق الله تعالى تعالى والسبيل إلى مقام العبد في حضرة القرب ومعايشة أنس الحضرة القدسية...فالإسلام  هو منهج سماوي أنزله الله تعالى لإقامة الاركان والأحكام وهو متعلق بعبادة الأبدان والغاية منه الإستقامة على منهج الله تعالى وشريعته حتى تنتظم حركة العبد المؤمن في دنياه ورحلة إقباله على الله  تعالى وحتى يعطي الفرصة  ويهيأ الجو للروح للعروج إلى حضرة ربها ومولاها والإتصال به سبحانه وتعالى. والغاية من الإسلام ما تثمره إقامة الأركان والعبادات من  حسن خلق وحسن المعاملات كما أشار صلى الله عليه وسلم بقوله..إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق..وقوله..الدين المعاملة.. وحتى يحقق  العبد خلافته في الأرض ويؤدي أمانة الإستخلاف وهي..عمارة الأرض ونشر الرحمة الإلهية وإقامة العدل الإلهي في ربوع الأرض بين الناس..هذا وحقيقة الإسلام سلام وتسليم...سلام مع جميع الخلق ولا يتأتى ذلك إلا إذا تصالح الإنسان مع نفسه بعد تزكيتها  وتخليصها من العلائق والأغيار. والخلق السئ الرديئ. .هذا عن الشطر الأول في معنى وحقيقة الإسلام وهو ان يكن المسلم مصدر سلام.وأما عن الشطر الثاني من المعنى وهو التسليم .هو أن يسلم العبد لله عز وجل فيما أمر وفيما نهى  وذلك يتحقق بالإلتزام بهما  بإقامة اركان الإسلام وعدم تخطي حدود الله تعالى.والإلتزام  بالأوامر والنواهي وتسليم لله تعالى فيما قضى وقدر ولا يكن ذلك إلا بالصبر على الإبتلاء والرضا بالقضاء. هذا عن إجابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  عن السؤال الأول ..وأما عن السؤال الثاني والمتعلق بالإيمان هو ما يتعلق الإيمان وعبادة القلب والقلب هو محل الإيمان ففي الحديث..الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل..هذا وسر أن القلب هو محل الإيمان لا العقل أن الأصل في الإيمان الإعتقاد الغيبي أي بالأمور الغيبية التي لا ترى بالعين والله تعالى قد  خلق البشر على الفطرة النقية السليمة ومنح القلوب نور يسمى بعين البصيرة وهيأه سبحانه أزلا لإدراك الأمور الغيبية  والإيمان بها .ولذا هو محل الإيمان.وأما عن العقل فهو معقول وليس له ضرب في الغيبيات وهو سبب للهداية ولكنه ليس محلا للإيمان فإنه معقول كما ذكرنا وهو قابل للذهاب وإن يغب على أثر السكر .هذا والأصل في الإيمان الإيمان بالإله الخالق الواحد الرازق والذي بيده تعالى كل شئ والقائم على كل شئ والمبدئ والمعيد والمحي والمميت سبحانه  وهو تعالى الذي لا ضد له ولا ند له ولا شبيه له ولا شريك معه وهو المتقدم الأسماء المنزه في الصفات الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير سبحانه...ثم يأتي بعد ذلك الإيمان بالملائكة الكرام وهم جند الله عز وجل القائمون بأمره المجبولون على طاعته وعبادته عز وجل .ثم الإيمان بالمناهج والرسالات السماوية  التي أنزلها سبحانه  وتعالى وأنها من قبله وحده  إذ أنه لا إله غيره ولا رب سواه.ثم الإيمان بالرسل  الكرم الذين ارسلهم الله إلى البشر وكلفهم بمهمة التبليغ عنه عز وجل .ثم الإيمان بأن هناك يوم آخر وهو يوم  القيامة يجمع  فيه سبحانه الخلق بين يديه  للفصل  بينهم والحساب .ثم الإيمان بالقضاء والقدر حتى لا تسخط العباد عندما يقع عليها إبتلاء أو عندما يجري سبحانه وتعالى عليهم قضاء وحتى لا تيأس العباد من روح الله ورحمته تعالى..هذا وأما عن السؤال الثالث المتعلق بمقام الإحسان والسؤال الرابع المتعلق بالساعة ..هذا ما سوف أتحدث عنه في المقال القادم بمشيئة الله تعالى وفي الختام رحم الله تعالى  شيخي العالم الجليل والمربي الفاضل  والذي أنار لي الطريق إلى الله تعالى..