الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق يكتب .. تشخيص ورؤية شاملة لمواجهة جرائم ‬العنف‭ ‬والتشفي

عبدالرازق توفيق
عبدالرازق توفيق


قال الكاتب الصحفي عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق رئيس تحرير الجمهورية فى مقاله اليوم نحن‭ ‬نواجه‭ ‬متغيرات‭ ‬وتحديات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والأخلاق‭.. ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬جرائم‭ ‬يسودها‭ ‬العنف‭ ‬والتشفي‭.. ‬لتشكل‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬لمجتمع‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬سوى‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬وشعب‭ ‬عرف‭ ‬بالطيبة‭ ‬والصبر‭ ‬الجميل‭.. ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تشخيص‭ ‬دقيق‭.. ‬ورؤية‭ ‬شاملة‭ ‬وخلاقة‭ ‬للمواجهة‭ ‬والعلاج‭.‬


ناقوس‭ ‬الخطر


وكتب الكاتب الصحفي عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق رئيس تحرير الجمهورية يقول : ما‭ ‬الذى‭ ‬جرى‭ ‬وحدث‭ ‬لأخلاقنا‭.. ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬العنف‭ ‬والتوحش؟‭.. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬أخلاق‭ ‬المصريين‭ ‬ولا‭ ‬طباعهم‭ ‬ولا‭ ‬سلوكياتهم‭.. ‬فقد‭ ‬عُرِفَ‭ ‬عنهم‭ ‬التسامح‭ ‬والطيبة‭ ‬والعفو‭ ‬و«العشرة‮»‬‭ ‬والشهامة‭ ‬والمروءة‭ ‬والكرم‭ ‬والصبر‭ ‬والتحمل‭.. ‬لكن‭ ‬بالتأكيد‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬هزَّت‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬


من‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬بالتحليل‭ ‬والرصد‭ ‬والوصول‭ ‬لأسباب‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.. ‬وندق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬وبقوة‭.. ‬ونسعى‭ ‬للإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬الحسابات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجتمع‭ ‬يشعر‭ ‬بالخطر‭.. ‬ودولة‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للمواطن‭.. ‬ولاتدخر‭ ‬جهداً‭ ‬أو‭ ‬قراراً‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬وتهيئة‭ ‬سُبُل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والسكن‭ ‬اللائق،‭ ‬وإنفاذ‭ ‬سلطة‭ ‬القانون‭.. ‬وإرساء‭ ‬دولته،‭ ‬وترسيخ‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬والنزاهة‭ ‬والشفافية‭.‬


الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬ومهمة‭ ‬شاقة‭ ‬تحتاج‭ ‬رؤية‭ ‬وعملاً‭ ‬شاقاً،‭ ‬وحلولاً‭ ‬شاملة‭ ‬وخلاَّقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬ترميم‭ ‬المنظومة‭ ‬القيمية‭ ‬والأخلاقية‭.. ‬وهى‭ ‬أمر‭ ‬يحتاج‭ ‬منا‭ ‬اهتماماً‭ ‬وتدخلاً‭ ‬عاجلاً،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬أن‭ ‬يولى‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭.. ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تشخيص‭ ‬حقيقى‭ ‬وموضوعي،‭ ‬وبالتالى‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬تحدد‭ ‬فيها‭ ‬الأدوار‭ ‬بدقة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬


شهد‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى‭ ‬نوعية‭ ‬غريبة‭ ‬وجديدة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭.. ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬الإسماعيلية‮»‬‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭.. ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬3‭ ‬تلاميذ‭ ‬زميلهم‭ ‬ويذبحونه‭ ‬‮«‬برقبة‭ ‬زجاجة‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬التنمر‭ ‬عليه‭.. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬تلميذ‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬الطفولة‭ ‬زميله‭ ‬الذى‭ ‬يجاوره‭ ‬فى‭ ‬‮«‬التختة‮»‬‭.. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬أمام‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭ ‬العائلية‭ ‬والأسرية‭ ‬التى‭ ‬تظهر‭ ‬تصدعاً‭ ‬فى‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭.. ‬وانتهازية‭.. ‬فكيف‭ ‬للابنة‭ ‬أن‭ ‬تقتل‭ ‬وتتخلص‭ ‬من‭ ‬أبيها‭ ‬لمجرد‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬خطبتها‭ ‬لشاب‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أدنى‭ ‬إمكانات‭ ‬للزواج؟‭.. ‬لأنه‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬يريد‭ ‬مصلحتها‭ ‬وراحتها،‭ ‬ولكن‭ ‬الشيطان‭ ‬وسوء‭ ‬التربية‭ ‬والأخلاق‭.. ‬وكيف‭ ‬لمهندس‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬ابن‭ ‬شقيقته؟


الجريمة‭ ‬ليست‭ ‬شيئاً‭ ‬جديداً‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬حتى‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة‭.. ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جرائم‭ ‬وصفت‭ ‬بالبشعة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ،‭ ‬وحتى‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬وكانت‭ ‬صدمة‭ ‬للمجتمع‭.. ‬وتوقف‭ ‬عندها‭ ‬المصريون‭ ‬كثيراً‭.. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الأخيرة‭.. ‬ولعل‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬أذكرها‭ ‬اجتهاداً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الواقع‭ ‬الذى‭ ‬عايشناه‭ ‬ونعيشه‭ ‬جميعاً‭.‬


أولاً‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬أجيال‭ ‬حالية‭ ‬تمثل‭ ‬جيل‭ ‬الشباب،‭ ‬عايشوا‭ ‬الأحوال‭ ‬المصرية‭.. ‬منذ‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬انتهاء‭ ‬عصر‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬والحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬افترضنا‭ ‬أن‭ ‬مَن‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬2011‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬يبلغ‭ ‬18‭ ‬عاماً،‭ ‬ومَن‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬11‭ ‬عاماً‭.. ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬22‭ ‬عاماً‭.. ‬وقس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.. ‬وفى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وانتهازية‭ ‬وأنانية‭ ‬وعنف‭ ‬وحرق‭ ‬وإرهاب‭ ‬وقتل‭ ‬وسرقات‭.. ‬وانفلات‭ ‬وفزع‭ ‬ورعب‭ ‬أمني‭.. ‬انعكس‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مَن‭ ‬كانوا‭ ‬يتجاوزون‭ ‬سن‭ ‬العشرين‭ ‬عاماً‭.. ‬فقد‭ ‬أفرزت‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬المجتمع.

 

 ‬وعاش‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الحالة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬التردي‭.. ‬شاهدوا‭ ‬اللجان‭ ‬الشعبية،‭ ‬والسكاكين‭ ‬والسواطير،‭ ‬والسرقة‭ ‬بالإكراه‭ ‬فى‭ ‬وضح‭ ‬النهار،‭ ‬والسطو‭ ‬على‭ ‬المحلات،‭ ‬والبلطجة‭ ‬وغياب‭ ‬القانون‭.. ‬وهيبة‭ ‬الدولة‭.. ‬وتأثروا‭ ‬نفسياً‭ ‬وسلوكياً‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬مشاهد‭ ‬الاعتداء‭ ‬من‭ ‬البلطجية‭ ‬والمتطرفين،‭ ‬ويقفون‭ ‬فى‭ ‬شرفات‭ ‬البلكونات‭ ‬يشاهدون‭ ‬الآباء‭ ‬وهم‭ ‬يقومون‭ ‬بحماية‭ ‬الشوارع‭ ‬والمنازل‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الانفلات‭ ‬الأمنى‭ ‬ومشاهد‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وحرقها‭ ‬وأقسام‭ ‬الشرطة‭.. ‬والسجون‭.. ‬وأيضاً‭ ‬جرائم‭ ‬الإخوان‭ ‬الفاشية‭ ‬من‭ ‬تعذيب‭ ‬وتنكيل‭ ‬وسحل‭ ‬ودماء‭.. ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التأثر‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬سلوكيات‭ ‬مَن‭ ‬عايشوا‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬السوداء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭.. ‬فأصبح‭ ‬القتل‭ ‬والدماء‭ ‬أمراً‭ ‬عادياً‭ ‬كنا‭ ‬لا‭ ‬نراه‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬الأفلام‭.. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬تنبيهاً‭ ‬وتحذيراً‭ ‬بعدم‭ ‬المشاهدة‭ ‬لفئات‭ ‬عمرية‭ ‬محددة‭.‬


ثانياً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬الفترة‭ ‬التى‭ ‬استشرى‭ ‬فيها‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمون‭ ‬فى‭ ‬ربوع‭ ‬وجنبات‭ ‬وشوارع‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬رسخت‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الانتهازية‭ ‬من‭ ‬كذب‭ ‬وخداع‭ ‬ومتاجرة‭ ‬وأنانية‭ ‬ومادية‭ ‬مفرطة،‭ ‬وعندما‭ ‬امتلك‭ ‬الإخوان‭ ‬السلطة‭ ‬ثم‭ ‬عزلهم‭ ‬الشعب‭ ‬بإرادته،‭ ‬زادت‭ ‬وارتفعت‭ ‬وتيرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬والعمليات‭ ‬الإجرامية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مشاهد‭ ‬القتل‭ ‬والدماء‭ ‬مألوفة‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬المصري‭.. ‬ويستيقظ‭ ‬المصريون‭ ‬ومنهم‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬على‭ ‬أخبار‭ ‬القتل‭ ‬والعمليات‭ ‬الإرهابية‭.. ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬فى‭ ‬السلطة‭.. ‬كان‭ ‬السحل‭ ‬والتعذيب‭ ‬والتنكيل‭ ‬والدماء‭ ‬حاضرة‭ ‬دائماً‭.. ‬فمن‭ ‬ينسى‭ ‬منا‭ ‬مشاهد‭ ‬التعذيب‭ ‬على‭ ‬أسوار‭ ‬الاتحادية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬المعزول‭ ‬المقبور‭ ‬محمد‭ ‬مرسي‭.. ‬وكشف‭ ‬الإخوان‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬الشيطان‭ ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬عقيدتهم‭ ‬الإرهابية‭ ‬فيما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬قسم‭ ‬كرداسة‭ ‬بارتكاب‭ ‬أبشع‭ ‬أنواع‭ ‬الإجرام‭ ‬فى‭ ‬وضح‭ ‬النهار،‭ ‬حتى‭ ‬الصيام‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬لم‭ ‬يشفع‭ ‬عندهم‭ ‬للتوقف‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإجرام‭ ‬الإخوانى‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬سلوكيات‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب،‭ ‬وربما‭ ‬نرى‭ ‬حصاده‭ ‬المر‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭ ‬وعدم‭ ‬تقبل‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭.‬


الأمر‭ ‬الأخطر‭.. ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬البسيطة‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬خداعها‭ ‬والتغرير‭ ‬بها‭ ‬ظن‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬يمثلون‭ ‬الدين،‭ ‬وبعد‭ ‬سقوط‭ ‬أقنعتهم‭ ‬الشيطانية‭ ‬جاءت‭ ‬الصدمة‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الجميع‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجسد‭ ‬خطورة‭ ‬تداعيات‭ ‬وجود‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬أيضاً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أو‭ ‬نتجاهل‭ ‬العقود‭ ‬التى‭ ‬سبقت‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬تسطيح‭ ‬وقيم‭ ‬وسلوكيات‭ ‬استهلاكية‭ ‬ورداءة‭ ‬المنتج‭ ‬التربوى‭ ‬وافتقاد‭ ‬النموذج‭ ‬والمثل‭ ‬والقدوة‭.. ‬وسوء‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬والدرامية‭ ‬والسينمائية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تتفنن‭ ‬فى‭ ‬تشويه‭ ‬المجتمع‭.. ‬والاهتمام‭ ‬بالنماذج‭ ‬المجتمعية‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬مثل‭ ‬تجار‭ ‬المخدرات‭ ‬والفاسدين‭ ‬والراقصات‭ ‬والمقاولين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الذمم‭ ‬الخربة‭.. ‬وتجار‭ ‬قوت‭ ‬الشعب‭ ‬والبلطجة،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحوا‭ ‬نماذج‭ ‬موجودة‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬الصغار‭.. ‬فى‭ ‬حين‭ ‬تركت‭ ‬رؤى‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والمبادئ‭ ‬والنماذج‭ ‬المشرفة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والشهداء‭ ‬والأبطال‭ ‬والشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬الثراء‭ ‬الحرام،‭ ‬وتركت‭ ‬الساحة‭ ‬للتافهين‭ ‬والمسطحين‭ ‬وانتشرت‭ ‬اللغة‭ ‬السوقية‭.. ‬وابتلينا‭ ‬بثقافة‭ ‬‮«‬التكاتك‮»‬‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬ظاهرة‭ ‬المخدرات‭ ‬والإدمان‭.. ‬ووجود‭ ‬أدوية‭ ‬تصلح‭ ‬بديلاً‭ ‬لها‭.‬


رابعاً‭:‬‭ ‬دخول‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديد‭ ‬أو«السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬بقيم‭ ‬أو‭ ‬مبادئ‭ ‬أو‭ ‬ميثاق‭ ‬شرف‭ ‬أو‭ ‬أخلاق‭ ‬أو‭ ‬دين‭.. ‬وأطلقت‭ ‬العنان‭ ‬للأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والمساس‭ ‬بحرمات‭ ‬الناس‭ ‬وعوراتهم‭.. ‬وحياتهم‭ ‬الشخصية‭.. ‬والتفنن‭ ‬فى‭ ‬مشاهد‭ ‬القتل‭ ‬والدماء‭.. ‬وعرض‭ ‬جرائم‭ ‬وفيديوهات‭ ‬الميليشيات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬والجماعاتا‭ ‬الإرهابية،‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يقُضّ‭ ‬مضاجع‭ ‬المجتمعات،‭ ‬ويهدد‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬ويخلق‭ ‬أجيالاً‭ ‬مثل‭ ‬المسخ‭ ‬أو‭ ‬الوحش‭ ‬الكاسر‭.. ‬ويقدم‭ ‬للمجتمع‭ ‬إنساناً‭ ‬بلا‭ ‬مضمون،‭ ‬أو‭ ‬ضمير‭ ‬أو‭ ‬مبادئ‭ ‬آدمية،‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬التسامح‭.‬


خامساً‭:‬‭ ‬انتشار‭ ‬الدراما‭ ‬والإعلانات‭ ‬التى‭ ‬تجسد‭ ‬طبقة‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬الرفاهية‭ ‬والثراء،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يخلق‭ ‬لدى‭ ‬الطبقات‭ ‬الأخرى‭ ‬حالة‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬من‭ ‬التطلعات‭ ‬والسخط‭ ‬وعدم‭ ‬الرضا‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تركيز‭ ‬الدراما‭ ‬على‭ ‬النماذج‭ ‬المرفوضة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬البلطجية‭ ‬وتجار‭ ‬المخدرات،‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬القوى‭ ‬يأكل‭ ‬الضعيف،‭ ‬والبطل‭ ‬الذى‭ ‬يقتل‭ ‬الجميع‭.. ‬وهذا‭ ‬خطر‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الأعمال‭ ‬الرومانسية،‭ ‬أو‭ ‬التى‭ ‬تجسد‭ ‬المنظومة‭ ‬القيمية،‭ ‬والأخلاقية‭ ‬وتحمل‭ ‬رسائل‭ ‬مهمة‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفيها‭ ‬العظة‭ ‬والعبرة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأفلام‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تنتهى‭ ‬بآية‭ ‬قرآنية‭ ‬أو‭ ‬عظة‭ ‬أو‭ ‬حكمة‭.‬


سادساً‭:‬‭ ‬انتشار‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬‮«‬الدليفري‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تخاطب‭ ‬الغرائز‭ ‬والشهوات،‭ ‬وأصبح‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اللحم‭ ‬الرخيص‭ ‬أمراً‭ ‬أيسر‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬ومتاح‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديد،‭ ‬وبالتالى‭ ‬هذا‭ ‬يخلق‭ ‬أنواعاً‭ ‬وأنماطاً‭ ‬اجتماعية‭ ‬تعانى‭ ‬الخلل‭.. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدية‭ ‬تغذى‭ ‬التفاهة،‭ ‬وترسخ‭ ‬لخطاب‭ ‬شاذ‭ ‬وغريب‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬الزواج‭ ‬عبر‭ ‬تطبيقات‭ ‬الموبايل‮»‬‭.. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ترسيخ‭ ‬الفضائل‭ ‬والقيم‭ ‬والتقاليد‭ ‬والعادات‭ ‬والقيم‭ ‬المصرية‭ ‬الأصيلة‭ .. ‬وتعاليم‭ ‬الأديان‭ ‬السمحة‭.‬


سابعاً‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬ظاهرة‭ ‬هى‭ ‬الأخطر‭.. ‬ألا‭ ‬وهى‭ ‬اكتفاء‭ ‬المواطن‭ ‬بالفرجة‭ ‬والمشاهدة‭ ‬والتصوير‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭.. ‬فكيف‭ ‬نشاهد‭ ‬مواطناً‭ ‬يغرق‭.. ‬ونجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يصورون‭ ‬بالموبايلات‭.. ‬وأيضاً‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬والاعتداء‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭.. ‬الناس‭ ‬تقف‭ ‬للتصوير‭ ‬والمشاهدة‭ ‬و«التشيير‮»‬‭.. ‬لذلك‭ ‬أين‭ ‬ذهبت‭ ‬المروءة‭ ‬والشهامة‭ ‬والرجولة‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬البعض‭ ‬ثمنها‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬إنقاذ‭ ‬فتاة،‭ ‬أو‭ ‬حياة‭ ‬مواطن،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬مذنباً،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬حقه‭ ‬‮«‬بدراعه‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يقولون،‭ ‬فتلك‭ ‬ثقافة‭ ‬الغاب‭.‬


ثامناً‭:‬‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الإدمان‭ ‬والمخدرات‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يتحايل‭ ‬على‭ ‬الصيدليات‭ ‬بـ«روشتات‮»‬‭ ‬مضروبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭.. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يقتل‭ ‬ويسرق‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭.. ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬جرائم‭ ‬ارتكبت‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الأب‭.. ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المخدرات‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬كثيراً‭ ‬أو‭ ‬طويلاً‭ ‬أمام‭ ‬تجفيف‭ ‬منابع‭ ‬المخدرات،‭ ‬وأيضاً‭ ‬إجراء‭ ‬الكشف‭ ‬الدوري،‭ ‬ويصبح‭ ‬أساسياً‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬خدمة‭ ‬أو‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالجامعات،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬دراسية‭ ‬إلى‭ ‬أخري‭.. ‬فالطالب‭ ‬وهو‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬الإعدادية‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬تحليل‭ ‬مخدرات‭ ‬معتمد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لا‭ ‬غيرها‭.‬


وهناك‭ ‬تساؤل،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬غريباً‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬للمنشطات‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬التى‭ ‬يتناولها‭ ‬الآباء‭ ‬أو‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬جرعة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬العنف؟‭!.. ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬أطرحه‭ ‬على‭ ‬المتخصصين‭.. ‬وهل‭ ‬نوعية‭ ‬الغذاء‭ ‬الجاهز‭ ‬والوجهات‭ ‬السريعة‭ ‬و«الدليفرى‮»‬‭ ‬أو‭ ‬المحفوظ‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتجاه؟‭!.. ‬

 

وربما‭ ‬يسألنى‭ ‬البعض‭: ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المنشطات‭.. ‬أقصد‭ ‬المنشطات‭ ‬الجنسية‭ ‬أو‭ ‬المنشطات‭ ‬التى‭ ‬يزعم‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬تزيد‭ ‬اليقظة‭ ‬والنشاط،‭ ‬وتقلل‭ ‬من‭ ‬الإجهاد‭.. ‬أو‭ ‬لزوم‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬العمل‭.. ‬أو‭ ‬المنشطات‭ ‬التى‭ ‬يتناولها‭ ‬الشباب‭ ‬لبناء‭ ‬العضلات‭.. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نراجع‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭.. ‬ولا‭ ‬أجزم‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬تأثيراً،‭ ‬ولكن‭ ‬مجرد‭ ‬سؤال‭ ‬وطُرح‭.‬


لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الحل؟‭!.. ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الإعلام‭ ‬والفن‭ ‬والثقافة‭ ‬بضبط‭ ‬إيقاع‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهنا‭ ‬أضيف‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثلاث‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬جرعة‭ ‬العنف،‭ ‬ونشر‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬وأخلاق‭ ‬وفضائل‭ ‬ترسخ‭ ‬التسامح‭ ‬والعفو‭ ‬والاعتدال،‭ ‬ولغة‭ ‬الحوار‭.. ‬فالإعلام‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬ترفع‭ ‬شعار‭ ‬العنف‭ ‬أو‭ ‬البلطجة‭ ‬أو‭ ‬الانتهازية،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬المسلسلات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والرومانسية‭ ‬والدينية‭ ‬والوطنية‭.. ‬أو‭ ‬التى‭ ‬ترسخ‭ ‬هوية‭ ‬المصريين‭.‬


الأمر‭ ‬الثانى‭ ‬والمهم‭.. ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬الأسرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالتربية‭ ‬الصحيحة‭ ‬وخلق‭ ‬الأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬لأبنائها‭.. ‬وتفريغ‭ ‬طاقاتهم‭ ‬فى‭ ‬أنشطة‭ ‬مفيدة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬مثل‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتعاليم‭ ‬الدين‭ ‬ومبادئه‭ ‬وقيمه،‭ ‬وتحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬وفهمه،‭ ‬لأن‭ ‬القرآن‭ ‬يضيف‭ ‬لحامله‭ ‬الصفات‭ ‬الحميدة‭ ‬إذا‭ ‬توافر‭ ‬الفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لمقاصده‭ ‬وتعاليمه‭.‬


الأمر‭ ‬الثالث‭ ‬والمهم‭.. ‬قيام‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية‭ ‬بدورها‭ ‬فى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصياغة‭ ‬خطاب‭ ‬دينى‭ ‬يرسخ‭ ‬الفضائل‭ ‬والمبادئ‭ ‬والأخلاق،‭ ‬ويكثر‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬وأن‭ ‬الدين‭ ‬يحث‭ ‬عليها،‭ ‬ويرسخ‭ ‬فى‭ ‬الناس‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار‭ ‬والأخلاق‭ ‬الحميدة،‭ ‬فالمولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وصف‭ ‬نبيه‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬وإنك‭ ‬لعلى‭ ‬خلق‭ ‬عظيم‮»‬‭.‬


الأمر‭ ‬الرابع‭.. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬استعادة‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمعلم‭ ‬ليكون‭ ‬النموذج‭ ‬والقدوة‭ ‬للتلاميذ‭ ‬والطلاب‭.. ‬وأن‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الفضائل‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬النبيلة،‭ ‬والأمانة،‭ ‬والمسئولية‭ ‬فى‭ ‬وجدان‭ ‬وعقول‭ ‬التلاميذ،‭ ‬إضافة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تعظيم‭ ‬دور‭ ‬‮«‬حصة‭ ‬الدين‮»‬‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬معلمين‭ ‬لديهم‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬التواصل‭ ‬والعرض‭ ‬للقضية‭ ‬بأسلوب‭ ‬جذاب‭ ‬ومشوق‭.‬


الأمر‭ ‬الخامس‭.. ‬إبعاد‭ ‬الأسر‭ ‬لأبنائها‭ ‬عن‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬‮«‬Games‮»‬‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬إلا‭ ‬بالقتل‭ ‬والسلاح،‭ ‬وتحدث‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الداخلى‭ ‬فى‭ ‬أعماق‭ ‬ووجدان‭ ‬أطفالنا‭.. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬لدينا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الألعاب‭ ‬العنيفة‭ ‬والقاتلة،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بألعاب‭ ‬أخرى‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والتطوع‭ ‬والإنسانية،‭ ‬والأخلاق‭ ‬والشهامة‭ ‬والمروءة‭.. ‬أيضاً‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يركز‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حملات‭ ‬ورسائل‭ ‬قصيرة‭ ‬على‭ ‬إيقاظ‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬الأصيلة‭ ‬من‭ ‬النخوة‭ ‬والأخلاق‭ ‬الكريمة؟


الأمر‭ ‬السادس‭.. ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الصيدليات‭ ‬وإعلان‭ ‬الحرب‭ ‬المقدسة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المخدرات‭.. ‬وتسهيل‭ ‬فرص‭ ‬العلاج‭ ‬والشفاء‭ ‬للمدمنين‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭.. ‬والتوعية‭ ‬بخطورتها‭.. ‬وتداعياتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حملات‭ ‬إعلامية‭ ‬مكثفة‭.. ‬وتناولها‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬فى‭ ‬أعمالنا‭ ‬الدرامية‭.‬


الأمر‭ ‬السابع‭.. ‬القضاء‭ ‬تماماً‭ ‬على‭ ‬مظاهر‭ ‬الفحش‭ ‬والابتذال‭ ‬الفنية‭.. ‬وغناء‭ ‬المهرجانات،‭ ‬والألفاظ‭ ‬السوقية‭.. ‬والفن‭ ‬الاستهلاكى‭ ‬الرخيص‭ ‬وتقديم‭ ‬فن‭ ‬راقٍ‭ ‬يسمو‭ ‬بوجدان‭ ‬الناس‭ ‬ومشاعرهم‭.. ‬وإقامة‭ ‬مهرجانات‭ ‬الفن،‭ ‬والطرب‭ ‬الأصيل‭.. ‬وتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأعمال‭ ‬الراقية‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الربح‭ ‬والعوائد‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭ ‬والوجدان‭ ‬المصري.

 

 ‬كذلك‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬الإمكان‭ ‬أو‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬حجب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬لأن‭ ‬احتلال‭ ‬العقول‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬الأرض‭.. ‬لأن‭ ‬الأول‭ ‬يهدم‭ ‬دولاً‭ ‬وأوطاناً،‭ ‬ويشرد‭ ‬شعوباً‭.. ‬ويدمر‭ ‬هويتها‭ ‬ومنظومتها‭ ‬العلمية‭ ‬والأخلاقية‭.‬
تحيا مصر