لم يكن عمرها يتجاوز الـ 13 عاماً حين وقعت الملكة إليزابيث الثانية في حب الأمير فيليب بعد أن التقته مرتان فقط، كان حب أشبه بالروايات، عارضته العائلة الملكية البريطانية بالكامل اعتراضاً على أصول الأمير فيليب ذاك الشاب المنحدر من العائلتين المالكتين الدنماركية و اليونانية، وكان وضعه سيئاً حين تعرف على إليزابيث لكن حبهما كان الأقوى وانتصر في النهاية ليتوج بالزواج ويصبح فيليب عضواً في العائلة الملكية البريطانية ودوق إدنبرة .
تحل اليوم ذكرى زواج الملكة إليزابيث والأمير فيليب، حيث أقيم حفل زفاف أسطوري في 20 نوفمبر 1947 ، كانت والدة الملكة إليزابيث ترفض هذه الزيجة اعتراضاً على أصول الأمير فيليب ، لكنها رضخت في النهاية لرغبة ابنتها الملكة المستقبلية، وعقد الزواج في دير وستمنستر .

قصة حب إليزابيث وفيليب
كانت بداية تعارف الملكة إليزابيث والأمير فيليب عام 1939، حين كان كل من الملك جورج السادس والملكة اليزابيث، وهي الملكة الأم يقومان بجولة في الكلية الملكية البحرية، واصطحبا معهما ابنتيهما إليزابيث ومارجريت، الذين كانوا أقرباء من بعيد للأمير فيليب من خلال الملكة فيكتوريا، كانت إليزابيث حينها تبلغ 13 عاماً حين تعرفت على فيليب أول مرة خلال الرحلة، وبعدها بدأ الثنائي في تبادل الخطابات لعدة سنوات متتالية .
تم الإعلان رسميا عن خطبة إليزابيث وفيليب في يوم 9 يوليو 1947م، لكن كان هناك الكثير من الاعتراضات على خطبتهما وذلك لأن وضع الأمير فيليب المالي آنذاك كان سيِّئاً، هذا غير أنه وُلد بالخارج رغم أنه يُعد مواطناً بريطاني خدم البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، أما شقيقاته الفتيات متزوجات من نبلاء ألمان ذوي صلة بالنازية.

رفض زواج الملكة إليزابيث والأمير فيليب
بعض مستشاري الملك جورج السادس والد الملكة إليزابيث اعترضوا على الابنة من فيليب حيث رأوا أن الأمير فيليب لا يناسب إليزابيث؛ فهو أمير بلا وطن ولا مملكة ، وقد تناولت الصحف كثيرًا موضوع أصوله الأجنبية.
كما ذُكر عن والدة إليزابيث في السير الذاتية أنها كانت معارضة لهذا الزواج من البداية، حتى أنها كانت تدعو فيليب ب"الهوني" (وذلك نسبة إلى الإمبراطورية الهونية). ولكنها أخبرت تيم هيلد، كاتب السيّر، لاحقا أن "فيليب رجل إنجليزي".
قبل الزواج، تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي قد حصل عليها من اليونان والدنمارك. وتحول من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الأنغليكانية، وصار الملازم فيليب مونتباتن حيث آخذ كنية عائلة والدته البريطانية وقبل الزفاف فقط، صار دوق إدنبرة ومُنح لقب صاحب السمو الملكي.

زواج الملكة إليزابيث
تزوج دوق إدنبرة فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر في يوم 20 نوفمبر عام 1947م ، وتلقوا بعد زفافهم حوالي 2500 هدية من جميع أنحاء العالم، أما فستان زفاف الملكة إليزابيث فكان له قصة خاصة، فلم تكن بريطانيا في ذلك الوقت قد تعافت تماما من أثار الحرب، و طلبت الأميرة القسائم التموينية لشراء الخامات اللازمة لفستان زفافها، الذي قام بتصميمه نورمان هارتنل .
ونظراً لظروف بريطانيا بعد الحرب، لم يكن مسموحاً لدوق إدنبرة أن يدعو أقاربه الألمان لحضور حفل زفافه، بما فيهم شقيقاته البنات الثلاثة اللواتي كن متزوجات من ألمان، حتى أن دوق وندسور، الملك إدوارد الثامن سابقا، لم يُدعَ لحفل الزفاف هو الآخر.

وعقب زفاف إليزابيث وفيليب استأجر الزوجان بيتاً في قرية ويندلشام بالقرب من قلعة وندسور حتى 4 يوليو 1949م، وبعد ذلك نقلوا إقامتهم إلى قصر كلارنس بلندن ، و أقام دوق إدنبرة، خلال أوقات مختلفة بين عاميّ 1949م و1951م، في مالطا، ليخدم كضابط في البحرية الملكية.
أنجبت إليزابيث أول أبنائها، الأمير تشارلز،في 14 نوفمبر 1948م. وقبل ذلك بشهر، كان والدها الملك قد بعث لها بخطابات يمنحها فيها إجازة لأطفالها باستخدام ألقابه الملكية ليعيشوا كأمراء وأميرات، ولولا ذلك ما كان حصل أبنائها على مثل هذه الألقاب؛ نظرا لأن والدهما ليس أميراً ملكياً، وأنجبت إليزابيث ثاني مولود لها ،الأميرة آن في عام 1950م.
