الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طريق الكباش .. رسالة حضارية للعالم

ابراهيم شعبان
ابراهيم شعبان

الاحتفالية الساحرة التي أقامتها الدولة المصرية لافتتاح طريق الكباش، وشرفها الرئيس السيسي بحضوره هو والسيدة قرينته، ليست فقط احتفالية سياحية ضخمة ومهيبة ترقبها العالم قبل حدوثها، وتابعها أثناء الحدث والبث ولكنها رسالة مصرية حضارية للعالم لها دلالاتها ومعانيها في الداخل والخارج.

فاحتفالية طريق الكباش، تأتي بعد أشهر قليلة وفي نفس العام، من احتفالية مهيبة ساحرة، لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، بما يعني أن النظرة السياسية للكنوز الحضارية المصرية متأصلة وموجودة.

فالقيادة السياسية حاضرة بنفسها، في مختلف الفعاليات السياحية والاحتفالات الضخمة وهذا له معناه ودلالاته فبعد المومياوات الملكية جاء احتفال طريق الكباش وبعدهما في مطلع العام القادم سيكون الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير.

وعلى مدى السنوات الماضية، كانت هناك نداءات متواصلة بضرورة العمل على تثوير القوى الناعمة لمصر إقليميا ودوليًا والاستفادة منها بشتى الطرق، في تعزيز النفوذ الحضاري والتنويري لمصر في الإقليم والعالم وهو ما تحول لحقيقة.

فوقفة العالم منبهرًا، عبر مئات من وسائل الإعلام العالمية التي نقلت حفل افتتاح طريق الكباش، وقبله حفل نقل المومياوات الملكية، يجدد شباب السياحة المصرية ويجدد صورة الكنوز المصرية في مخيلة العالم والتراث السياحي الفريد. وبالخصوص أن طريق الكباش أو طريق الآلهة في القدم، أثر سياحي ليس له نظير في روعته وفي قدمه في العالم أجمع. بالاضافة إلى أن تنظيم هذه الاحتفالات المهيبة بالكنوز الحضارية المصرية، في عامي كورونا يؤكد إصرار الدولة المصرية على الحياة وتجديد طلتها وقواها الناعمة على العالم.

وعلى مدى السنوات، كانت ولا تزال هيبة مصر وريادتها لاتعود لفرط مساحتها أو لفرط بترولها ونفطها، ولكن لتأثير قوتها الناعمة عبر القرون. فمصر أم الدينا و"موطن الحضارة"، بشهود وآثار وعلامات باقية على الأرض والأهرامات وأبي الهول ومعبد الكرنك وآلاف من القطع الأثرية النفيسة ومدن حضارية كاملة، مثل "الأقصر"، تشهد بعبق الحضارة المصرية وكنوزها ومآثرها. وهذه هى التي حفظت هيبة مصر عبر التاريخ.

 الاحتفال المهيب بطريق الكباش والنجاح الأسطوري له، يؤكد قدرة الدولة المصرية على تنظيم أكثر من احتفال مماثل في المستقبل، لها بالفعل صداها في زيادة الترويج السياحي للكنوز المصرية في العالم، وزيادة الدخل القومي من هذا القطاع.

 إحساسنا بالفخر والمهابة، لأننا أبناء هذا الوطن الغالي، الذي سكنه "الفراعنة العظام"، الذين علموا الدنيا وسبقوا الجميع بمهاراتهم وقوتهم وفنونهم وآثارهم، إحساس لا يضاهيه إحساس ولا يمكن أن ينافسنا أحد فيه عبر العالم أجمع.

طريق الكباش، لن يبقى فقط احتفالا مهيبا يليق بعظمة الحضارة المصرية، ولكنه محطة فارقة في مسار السياحة المصرية التي وجدت دفعة عالمية لم تكن متخيلة من قبل ولم يتوقع تنظيمها خلال هذه السنوات.

وستظل الشهادات العالمية عن الحدث، ونقله للعالم شهادات حية في عقل كل من تابعها، فافتتاح طريق الكباش في مصر نافس مواكب الفراعنة منذ 3500 عام، وهو الطريق المقدس الذي يمتد لنحو 2.7 كم ويحوي أكثر من ألف قطعة أثرية. فتحية لكل من شارك في طريق الكباش.. وتعظيم سلام لهذا الوطن الخالد الباقي بمأثره وكنوزه وسيرة فراعنته العظام وأبنائه المخلصين على مر التاريخ.