الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا وإيران تبديان تشاؤما إزاء إحياء الاتفاق النووي في فيينا.. وإسرائيل تتأهب لعمل عسكري ضد طهران في حال فشل المفاوضات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فايننشال تايمز:
- مفاوضات فيينا النووية تتعامل مع واقع مختلف عن اتفاق 2015
-سبب السياسة المتشددة ليس الإكتساح الواسع للمتشددين، وإنما خامنئي نفسه، الذي أعطى إشارة الموافقة على الإختراق الذي تحقق في عام 2015
جيروزاليم بوست:
- إسرائيل قد تلجأ إلى عمل آحادي ضد إيران
- مسؤولون إسرائيليون يؤكدون: الاتفاق المؤقت بالكاد سيقيد البرنامج النووي الإيراني


كشفت صحيفة ""فايننشال تايمز" البريطانية أن أي محاولة للعودة إلى الوضع الذي كان سائدًا بين إيران والقوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة قبل انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، لن تجدي أي نفع.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها نشرته، أمس الجمعة، إلى أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بدا كأنه على وشك الانبعاث مجددًا قبل الصيف، بعد ست جولات من المحادثات في فيينا.  وعلى رغم أن إيران والولايات المتحدة تتحدثان مع بعضهما بطريقة غير مباشرة عبر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، فإنه كان ثمة أمل في عودة الاتفاق إلى الطاولة.

وبحسب الصحيفة، فإنه لا يوجد أي تيار عملي في طهران يمكنه أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء أي إلى ما قبل انسحاب ترامب من الاتفاق، بيد أن اللاعبين الخطأ كانوا يحتشدون وراء المسرح في طهران. وخلف إبراهيم رئيسي القاضي المعروف بسجله الدموي، البراغماتي حسن روحاني كرئيس في انتخابات الصيف. وعين رئيسي حسين أمير عبداللهيان وزيرًا للخارجية، وهو ديبلوماسي قريب من الحرس الثوري، خلفاً لمحمد جواد ظريف-الوجه الناعم للدبلوماسية الإيرانية والذي كان هو وروحاني مهندسا الاتفاق النووي.

مساء الخميس، قال عبداللهيان إنه ليس متفائلا بالمباحثات، مضيفًا: "لست متفائلا بإرادة وعزيمة الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية في مباحثات فيينا، وإيران جادة بالنسبة لمباحثات فيينا ولديها جدول أعمال واضح ومنطقي، والمهم أن تصل المباحثات في فيينا إلى نتيجة، وهذا رهن بإثبات الأطراف الغربية حسن نيتها عمليا".

سياسة متشددة

لكن وبخلاف ذلك، يقول تقرير "فايننشال تايمز" إن السلطة المطلقة لا تزال بين يدي المرشد الأعلى علي خامنئي، ويمليها الحرس الثوري ورجال القضاء والمؤسسة الدينية غير المنتخبين، المسؤولين أمامه فقط. وهكذا فإن سبب السياسة المتشددة ليس الاكتساح الواسع للمتشددين، وإنما خامنئي نفسه، الذي أعطى إشارة الموافقة على الاختراق الذي تحقق في عام 2015.

وفي الواقع، يشير المسؤولون الذين قادوا الدبلوماسية إلى الاتفاق عام 2015، إلى أن نقطة التحول كانت عندما أكد البيت الأبيض أنه لا يسعى إلى الإطاحة بالنظام في طهران.

وقال التقرير إن كانت ثمة آمال بأن تعيين عبداللهيان وزيرًا للخارجية، وهو رجل له امتدادات تصل إلى الدولة العميقة في إيران، بخلاف سلفه ظريف، ستجعل من العودة إلى الاتفاق النووي، أكثر جدوى، ومع ذلك لم يكن المتشددون يرفضون فقط فكرة مزيد من الانفتاح الاقتصادي والاندماج مع العالم. بل إنهم كانوا يعتبرون الاتفاق النووي خدعة.

وحتى قبل أن ينسحب ترامب من الاتفاق ويعيد فرض العقوبات بهدف شل الاقتصاد الإيراني، فإن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فرضت سلسلة من العقوبات غير المتعلقة بالملف النووي، جعلت إيران خارج نظام الدولار، وقطعت صلتها بالبنوك العالمية، مما منع التجارة والإستثمارات.

شرط إيران

وعرض كبير المفاوضين النووين علي باقري كني موقفه بشكل لا لبس فيه في مقال نشره في "فايننشال تايمز" الأسبوع الماضي. إذ قال إنه يتعين على الولايات المتحدة رفع كل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها بعد الاتفاق النووي كمقدمة للعودة إلى اتفاق انسحبت الولايات المتحدة منه آحاديًا. فيما تقول طهران إنها بقيت ملتزمة الإتفاق لمدة سنة بعد الانسحاب الأمريكي. وهكذا وبحسب إيران، فإن الكرة في ملعب واشنطن قبل أن تعود للإمتثال.

وأكد التقرير أن المطلب الإيراني الثاني المتمثل في أن يكون الاتفاق ملزمًا لرؤساء أمريكيين في المستقبل، لا يمكن تحقيقه، حتى ولو كانت إيران تتوق إلى ضمانة كهذه بعد عداء طويل مع الولايات المتحدة.

وفضلاً عن ذلك، فإنه من الصعب أن تعود إيران إلى مستويات التخصيب التي كان ينص عليها اتفاق 2015، ولا أن تتخلى عن أجهزة الطرد المركزي المتطورة. كل ذلك، يجعل المفاوضين في فيينا يتعاملون مع واقع مختلف.

عمل عسكري آحادي

في سياق متصل، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بأن المسؤولين الإسرائيليين حذروا القوى العالمية، من أن رفع العقوبات، يمكن أن يؤدي إلى عمل عسكري ضد إيران، حيث حذرت إسرائيل من أنه إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات- وفق ما هو وارد في الإتفاق النووي لعام 2015، فإن إيران قد تبلغ العتبة النووية في غضون ستة أشهر. وعندها، قد تجد إسرائيل أنه من الضروري اتخاذ عمل آحادي.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائيرلابيد القوى العالمية، إلى تصعيد التهديد لإيران في محاولة لردعها عن تطوير سلاح نووي. وفي الإجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد لابيد أن إسرائيل تنظر إلى المفاوضات مع إيران، على أنها محاولة من طهران للمماطلة في الوقت الذي تطور فيه برنامجها النووي، وأن العالم يجب أن تكون لديه خطة "ب".

اتفاق مؤقت

والأسوأ من خطة العمل الشاملة المشتركة، وفق ما يقول مسؤولون إسرائيليون، هو الإقتراح المحتمل بالتوصل إلى إتفاق مؤقت، بالكاد سيقيد البرنامج النووي الإيراني.

ويتزايد القلق في إسرائيل حيال إحتمال أن تكون الولايات المتحدة تفكر في اتفاق مؤقت سيقيد البرنامج النووي الإيران بالكاد، وهو ما وصفه بعض الديبلوماسيين بأنه "أقل من القليل". ومن شأن الإتفاق المؤقت رفع بعض العقوبات الأمريكية في مقابل تجميد إيران-وليس العودة إلى الوراء- في برنامجها النووي، الذي تجاوز القيود التي تنص عليها خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون يوشبيز في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "كان"، إن الإتفاق الموقت سيتيح لإيران الحصول على أموال نقدية بينما لا تقدم شيئَا في المقابل. وتتركز الجهود الديبلوماسية الإسرائيلية على الولايات المتحدة، في محاولة لعدم رفع العقوبات.

تعاطف غربي مع إسرائيل

وقال مصدر ديبلوماسي بارز هذا الأسبوع إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة كانت متعاطفة مع الرسائل الإسرائيلية، بينما كانت روسيا متنبهة. وفي الوقت الذي توجد فيه إتصالات بين الصين وإسرائيل حول التهديد النووي الإيراني، فإن بكين كانت أقل إيجابية.

وأبلغ ديبلوماسيون فرنسيون وبريطانيون وألمان يشاركون في مفاوضات فيينا إلى وكالة "رويترز" الثلاثاء، أنه ستكون هناك مشكلة في حال لم تظهر إيران هذا الأسبوع بأنها تأخذ المفاوضات على محمل الجد. ولا يزال من غير الواضح بالنسبة لهؤلاء الديبلوماسيين ما إذا كانت إيران ستعاود المفاوضات من النقطة التي انتهت عندها في يونيو  عندما كان يقال إن نسبة 70 إلى 80 في المئة قد أنجزت على طريق التوصل إلى إتفاق.

ولا يزال يتعين على الأطراف اتخاذ قرار في شأن مستقبل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطورة، التي أستخدمت في التخصيب.

وقال الدبلوماسيون إن التقارير عن إقتراب إيران من درجة تخصيب للأورانيوم بنسبة 90 في المئة، يمكن أن تعرض المفاوضات للخطر، لكنهم حذروا من أن هذه التقارير ليست مؤكدة. وأكدوا بأن التوصل إلى إتفاق أمر ملح، لكنهم لا يريدون الخوض في مهل إصطناعية.