الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد القمني.. رحيل صاحب الحزب الهاشمي والمناهض لـ فكر الإسلام السياسي

سيد القمني
سيد القمني

 يعتبر الكاتب والمفكر سيد القمني، الذي وافته المنية اليوم،  باحثاً في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية،  والبعض الآخر يعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، بينما يعتبر سيد القمني نفسه وعلى لسانه إنه إنسان يتبع فكر المعتزلة.

"القمني" حصل على الدكتوراه في تأريخ علم الاجتماع الديني، ومعظم أعماله الأكاديمية تناولت منطقة شائكة في التأريخ الإسلامي،  انتقده الكثيرون لاستناده لمصادر معترف بها من الأزهر فقط ، وحاول في كتبه مثل الحزب الهاشمي الذي باع 40 ألف نسخة، ليصدر بعدها كتاب "رب هذا الزمان"، الذي صادره مجمع بحوث الأزهر حينها، وأخضع لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول معاني "الارتداد" المتضمَّنة فيه.

وتصاعدت لهجة مقالات القمني ضد الاسلام السياسي وكان أكثر هذه المقالات حدّة ذاك الذي كتبه على إثر تفجيرات طابا في أكتوبر 2004، وكان عنوانه: "إنها مصرنا يا كلاب جهنم"، وهاجم فيه شيوخ ومدنيي الإسلام السياسي، وكتب: "أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر في صورة القرضاوي او في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها".

تلقى القمني العديد من التهديدات إلى أن أتى التهديد الاخير باسم "أبو جهاد القعقاع" من "تنظيم الجهاد المصري"،  يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل، فقد أهدر دمه، ففي 17 يونيو 2005 أصدر تنظيم القاعدة في العراق رسالة تهديد وتم نشر رسالة التهديد على موقع عربي ليبرالي على الإنترنت يسمي نفسه "شفاف الشرق الأوسط".

وكتبَ سيد القمني رسالة بعثها إلى الاعلام والى مجلته روز اليوسف، يعلن فيها توبته عن أفكاره السابقة وعزمه على اعتزال الكتابة، حفاظا على  حياته وحياة عائلته، واستقالة القمني الذي عبر عنها بقوله "وبهذا أعلن استقالتي ليس من القلم وحسب، بل ومن الفكر ايضا، فيبدو أن التعبير عن الآراء والأفكار أصبح تهمة يتوجب أن نتبرأ منها وإلا فأنت مستهدف" يعتبر البعض هذه الاستقالة نتيجة معركة غير عادلة باستعمال العنف والتهديد ضد القلم .

يعتبر كتاب الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية وجهة نظر وتحليل القمني لجذور فكرة تأسيس الدولة الإسلامية، اعتبر البعض هذا الكتاب واحد من أهم الإصدارات العربية المعاصرة على الإطلاق بينما اعتبره البعض الآخر ضربات خفية وظاهرة للإسلام و كعبة الإسلام ونبي الإسلام ودس السم في العسل، كان هذا الكتاب مخالفا لوجهة نظر المؤرخين القدامى عن تأريخ الإسلام فقد حلل القمني التأريخ الإسلامي على أساس كونها ظاهرة بشرية وليست كمسيرة دينية.

ويرى القمني إن العامل الاقتصادي و الفكر القومي العروبي لعب دورا كبيرا في نشوء الإسلام وحسب القمني فإن عبد المطلب بن هاشم جد الرسول محمد تمتع بوعي سياسي وقومي رفيع وحاول زرع البذور الأولى نحو الوحدة القومية فدعى إلى إلغاء التماثيل والأصنام وغيرها من الوساطات والشفاعات وبدأ بغرس فكرة الحنيفية  مستلهما أسسه من ديانة إبراهيم الذي يعده العرب أباً لهم".

 

ومن مؤلفات الراحل: أهل الدين والديمقراطية: صدر 2005، الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل: صدر 2004، الإسلاميات: صدر 2001، الإسرائيليات: صدر 2002، إسرائيل، الثورة التاريخ التضليل: صدر 2000، قصة الخلق: صدر 1999، النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة: صدر 1999، حروب دولة الرسول: صدر 1996، النبي إبراهيم والتاريخ المجهول: صدر 1996، رب الزمان: كتاب وملف القضية: صدر 1996، النسخ في الوحي: صدر 2000، انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح: صدر 2010، الفاشيون والوطن: صدر 1999.