الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر كلها صايمة النهاردة.. ما هي الجمعة العظيمة في الدين المسيحي؟

صدى البلد

يصادف اليوم، صيام جميع المصريين المسلمين والأقباط، حيث يتزامن اليوم مع حلول الجمعة العظيمة من أسبوع الآلام عند الأقباط، مع شهر رمضان المبارك عند المسلمين، وتعتبر الجمعة العظيمة أخر أيام أسبوع الآلام الذي بدأ بمعجزة سبت لعازر، مرورًا بأحد الشعانين، وأيام البصخة المقدسة، وصولاً لخميس العهد، حتى نهاية المطاف الحزين وهو صلب يسوع المسيح وتعذيبه.

ما هي الجمعة العظيمة؟

تعتبر الجمعة العظيمة، هي ذكرى وفاة يسوع المسيح على الصليب بعد المحاكمة، وبعد معاناته وتعذيبه، ومع ذلك لا يعتبر الاحتفال بالجمعة العظيمة لحظة حداد، لكن لحظة حب، حيث يحمل المسيحيون الموت ليكون شكلاً من أشكال التكفير عن الإنسانية.

يفترض الأقباط أن الجمعة العظيمة هي لحظة يتحسن فيها المسيحيون ويشكلوا عقلية رابحة، لذلك فهي ليست مجرد احتفال أو نصب تذكاري.

صيام الجمعة العظيمة؟

  • يعتبر الصوم في يوم الجمعة العظيمة عند الأقباط، إلزامي لجميع الكنائس والطوائف
  • يبدأ الأقباط  بتجنب تناول الطعام والشراب بشكل كامل بدء من ليلة الجمعة
  • يتناول المسيحيون يوم السبت طعامًا نباتيًا خالصًا غير مطبوخ أو مُحلى
  • هناك عدد من الألوان تعتبر رموزًا كنسية للباس الكهنة في يوم الجمعة العظيمة، والتي تعبر عن الحزن في مثل هذا اليوم، حيث يلبس الكهنة السريان والأقباط اللون الأسود أو الأرجواني، ويلبس الروماني واللاتين اللون الأحمر.

قصة صلب يسوع المسيح

أزداد عدد التابعين والمؤيدين لفكر السيد المسيح، ما أثار غضب وغيره كهنة اليهود في ذلك الوقت، وبدأوا ينشروا قلقهم إلى أتباعهم من اليهود، حول ما يُمكن أن يحدث من تأييد ليسوع المسيح من ثورات سياسية ضد الحكم الروماني الظالم اعتراضه على العبودية، وظلم وديكتاتورية الحكم اليهودي، فعزموا على تعذيبه وقتله، وفقًا لما ورد في الكتاب المقدس.

تعود هذه الواقعة إلى شخصًا يُدعى «يهوذا الإسخريوطي»، وهو الذي جسد صورة الغدر، فهو أحد التلاميذ الأثنى عشر الذي بلغ القادة اليهود المُريدين بالمسيح من التخلص منه، حيث جلس يهوذا مع المسيح في مكرًا يوم خميس العهد، وبعد عشاء الفصح «العشاء الأخير»، الذي أقامه يسوع مع التلاميذ، وبينما كان يُصلي في بستان جثيماني تقدم يهوذا مع حشد من الجند الرومان وألقوا القبض عليه، وقيدو المسيح وذهبوا إلى منزل حنانيا رئيس الكهنة، ثم إلى منزل قيافا، وهناك حُكم عليه بالموت بتهمة التجديف، بعد أن خرج يسوع بشجاعة معلنًا أنه المسيح.

بعد الحكم على يسوع بالموت، قاموا بوضعه على «الجلجلة صلب»، وهو مكان يقع خارج مدينة القدس القديمة، ووفقًا للإنجيل فهو المكان الذي شهد صًلب المسيح، وقام اليهود بعد ذلك بالتهكم على المسيح بعد صلبه وفي دمائه، ووُضعت فوقه لافته كًتب عليها «ملك اليهود»، واستمر نزاع السيد المسيح على الصليب لمدة 3 ساعات.

ذكرت الأناجيل كلها أنه في فترة نزال السيد المسيح على الصليب لمدة 3 ساعات، قامت حوارات مع المصلين، ومع امه التي شهدت وتحملت الآم ابنها أمام أعينها، بقلب منفطر، وحوار مع يوحنا المعمدان الذي يًعد ممهد طريق المسيح وهو من عمده في نهر الأردن.

موت السيد المسيح 

على الرغم من معاناة يسوع من التعذيب الجسدي والمعنوي، إلا أنه عكس عند الجنود اليهود صورة القوة والتحمل والصبر والجلد على ما واجهه من اجل خلاص الأمه من هذه المرحلة التي سادها مفهوم العبودية والظلم والديكتاتورية المُظلمة.

شعر الجنود اليهود بالدهشة لثيابه، وعندما مات السيد المسيح أبت الأرض أن يرحل هذا الجسد المبارك دون خلل، فتزامن موته مع حدوث حوادث خارقة للطبيعة، فأبت الشمس أن تخرج للأرض وانبعث من باطن الأرض زلزلاً عظيمًا وانشق حجاب الهيكل، وأعلن قائد المئة إيمانه في هذه اللحظة، فلم يكن المسيح مجرد مُعذب بل كان بمثابة تجسيد حي للصبر والتحمل والقوة من أجل الخلاص.