الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على باب المحكمة.. الأبناء: والدتنا تزوجت طبيبها النفسى.. وحدث ما كنا نخشاه

المحكمة - أرشيفية
المحكمة - أرشيفية

اصطحب الابن شقيقته إلى قاعة محكمة مصر الجديدة، كان محاميهما قد سبقهما بدقائق إلى هناك، فالقرار تم اتخاذه ولا رجعة فيه، ستقف الأسرة فى وجه بعضها البعض أمام القاضى، ومن له حق سيأخذه بالعدل. 

تفاصيل القضية مثيرة فى أحداثها، الابنان قررا الطعن على كل الأوراق التى تمتلكها والدتهما بعد وفاة الوالد وزواجها من رجل آخر تمهيدا لاتخاذ إجراءات الحجر ، الكل يبحث عن ميراثه ويشكك فى نوايا الآخر. 

فى عام 2015 شعر الأب “محمد. م” بتعب شديد، إرهاق أسقطه أرضا، التف حوله الجميع، ظلوا يصرخون، فالنفس قد احتجز، والروح تغادر ببطء. 

بضع كلمات نطقها الأب قبل أن يفارق الحياة، قال: "لقد حررت كل أملاكى باسمك يا زوجتى، حافظى على أولادنا"، بعدها غادرت الروح، وعاش الجميع فى حزن. 

بعد أيام، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها داخل المنزل، تعايش الأبناء مع الواقع، أما الزوجة “سهام. ع”، فما زالت الصدمة تعتصر قلبها، أغلقت على نفسها باب حجرتها، اعتزلت الجميع، وساءت حالتها النفسية يوما عن الآخر  لحزنها على فراق زوجها. 

كان حزن الزوجة له أسباب عدة، فقد عاشت مع زوجها قصة حب عظيمة تحولت بعد أشهر إلى ارتباط ثم أبناء، وقفت معه وقت فقره، شجعته، حتى اصبح رجل أعمال كبيرا وله عشرات من محلات الملابس فى ربوع مصر. 

لم تصدق أنه فارق الحياة، ما زالت تردد اسمه ليل نهار ، لا تتحمل أن يصفه أحد بالمرحوم، حتى ساءت حالتها النفسية، واضطرت إلى إدمان بعض الأدوية المهدئة التى كادت تودى بحياتها. 

حاول الابن الأكبر معها كثيرا، لكنه فشل، فاضطر إلى إقناعها بالجلوس مع طبيب نفسى ليخرجها من حالة الحزن، بعد إلحاح كثير من أسرتها وافقت على الذهاب إلى الطبيب. 

بدأت الزوجة جلسات العلاج النفسى، وكانت تجلس مع الطبيب بمفردها بناءً على طلبه، وبعد عام عادت إلى طبيعتها، تركت عزلتها، وبدأت تخرج وتجلس مع أبنائها، أخذت تتابع  حياتهما الشخصية وتشجع ابنها على الزواج، دخلت المطبخ وأعدت وجباتها الشهية. 

شعر ابنها وابنتها بأن والدتهما عادت إلى حياتها الطبيعية وأن الطبيب نجح فى إخراجها من عزلتها، لكن حدث ما لم يتوقعه الجميع، رن جرس المنزل، فتح الابن الباب، ليتفاجأ بالطبيب المعالج يطلب إذن الدخول. 

عندما رآه الابن احتضنه، وقدم له الشكر على إخراج والدته من حالتها النفسية، لكن المفاجأة أن الطبيب طلب الجلوس مع الابن بمفردهما، وأثناء الحديث، أخبره أن علاج  والدته لم يكن طبيا فقط بالشكل الذى شعر به الجميع، بل كان هناك سبب آخر، وهو حالة من الحب الشريف تولدت بينه وبين والدته، وقد حضر  الآن ليطلب يدها للزواج.

نظر إليه الابن باستغراب، أخبره أن والدته لا تفكر فى هذا الأمر، وأنها لن تتزوج بعد والده، وأن طلبه مرفوض، لكن الطبيب طلب حضور الأم لسؤالها، وكانت المفاجأة موافقتها على الزواج منه، شعر الابن باستغراب شديد، لكن الطبيب حذره إن رفضه للزواج من والدته سيقودها إلى الجنون. 

بعد تفكير وافق الابن، وتم الزواج فى شقة مجاورة للأسرة، لكن تغيرت الأم كثيرا، تجاهلت ابنيها وأعطت كل الاهتمام لزوجها، حتى المحلات حررت لزوجها بصفتها المالكة توكيلا بالإدارة والتصرف، وبعد أشهر تفرغ الطبيب لإدارة محلات الملابس وترك مهنته، وبدأ يتصرف كأنه المالك الوحيد، يغلق أفرعا ويفتح أخرى. 

تحدث الابن والابنة مع والدتهما، حذراها من  التوكيل الذى حررته للطبيب، لكنها كانت تتجاهل الجميع، حتى حول الطبيب بعض الأفرع إلى أنشطة أخرى، وبدأ يبيع وكأنه المالك، هنا قرر الابنان التدخل، وتوجها للقضاء وأقاما طعنا لإلغاء التوكيل المحرر من والدتهما للزوج، تمهيدا لإقامة دعوى حجر فى حال لم تلغِ والدتهما التوكيل بالتراضى.