EN 
تمكنت مصر خلال الـ 8 سنوات الماضية، من تحقيق طفرة كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يشدد باستمرار على ضرورة الاهتمام بالمشروعات القومية والعملاقة لتنمية مصر والعمل على بناء الجمهورية الجديدة، وأثمر ذلك عن تصدر مصر قائمة أكبر الدول العربية في توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة خلال عام 2021، بنسبة نمو سنوية بلغت 8.3%، ليعكس ذلك الجهود المبذولة من قبل القيادة السياسية خلال السنوات الماضية.
مصر الأولى عربيا بمجال الطاقة المتجددة
وفي انعكاس لاستراتيجية الدولة المصرية الناجحة في هذا المجال، ذكر تقرير لمنظمة "جلوبال إنرجي مونيتور"، أن مصر أعلى الدول العربية إنتاجًا للكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ بإنتاج يبلغ 3.5 جيجا وات، ومستهدف وصوله إلى 6.8 جيجا وات في 2024، مقسمة بين 1.6 جيجا وات من طاقة الرياح و1.9 جيجا وات من محطات الطاقة الشمسية.
وتوقعت منظمة "جلوبال إنرجي مونيتور"، في تقريرها حول وضع الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، أن مصر تفوقت على الإمارات العربية المتحدة بنحو 2.6 جيجا وات، ثم المغرب بنحو 1.9 جيجا وات، والأردن بنحو 1.7 جيجا وات، يليهم المملكة العربية السعودية بحجم إنتاج 0.78 جيجا وات.
وأولى الدول إنشاءً لمحطات الرياح
وأشار التقرير إلى أن مصر من أولى الدول إنشاءً لمحطات طاقة الرياح منذ عام 2000، وتأتي في صدارة الدول العربية في مجال الطاقة المتجددة؛ إذ يتعاون صندوق مصر السيادي مع الشركة النرويجية "سكاتيك" وشركات أخرى؛ لتشغيل محطة العين السخنة - أول محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر - بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجا وات، ومن المتوقع بدء تشغيل المحطة بالتزامن مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب 27"، المقرر عقدها في نوفمبر المقبل.
استراتيجية الدولة بمجال الطاقة
في هذا الصدد، قال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، إنه فيما يخص استراتيجية مصر في مجال الطاقة المتجددة، والتي تم وضعها بالتعاون مع جميع الجهات المعنية وعلى رأسها وزارتا البترول والكهرباء، وتم تحديثها وتنفيذها بحيث تكون مصادر الطاقة المتجددة سواء الشمسية أو المعتمدة على الرياح أو الكهرومائية، لتصبح نسبتها ٤٢٪ بحلول ٢٠٣٥ وهي نسبة ليست بالقليلة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك متابعة كبيرة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى توجيهاته لتنفيذ هذه الاستراتيجية وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال وسط دعم من الدولة، ما دفع المستثمرين ووكالات التمويل العربية والعالمية للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة على أرض مصر.
وأشار حمزة، إلى أن ذلك يعطي دلالة على مكانة مصر الكبيرة في هذا المجال، مبينا أنه يتم حالياً وضع استراتيجية تمهيدا لضم الهيدروجين الأخضر كمصدر من مصادر الطاقة في الاستراتيجية العامة للطاقة.
التحول من الطاقة التقليدية إلى المتجددة
من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري والمحلل الاقتصادي والمالي، إن الدولة مؤخرا بدأت في إنشاء العديد من المشروعات الخاصة بالطاقة المتجددة بالتعاون مع مؤسسات دولية مثل البنك الدولي، مشيرا إلى أن من أهم تلك المشروعات مشروع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، والذي يأتي في المقام الأول إلى جانب تمويل المشروعات الخضراء الخاصة بالطاقة المتجددة، وبالتالي الدولة تقوم بعمل مزج بين الطاقة التقليدية والمتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية وزيادة الاعتماد التدريجي على الطاقة المتجددة وتوليدها لأسباب كثيرة للحفاظ على النقد الأجنبي بدلا من توجيه جزء كبير منه لاستيراد المنتجات البترولية والطاقة التقليدية، وأيضا للحفاظ على البيئة، حيث أصبح توجها عالميا.
وأضاف الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الدولة وضعت عددا من السيناريوهات لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، مبينا أن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة في هذا الإطار، حيث إن تكلفة التلوث يتحملها الجميع، مؤكدا أن الدولة لديها إصرار كبير للحفاظ على البيئة والتقليل من التلوث البيئي.
استراتيجية الدولة في الهيدروجين الأخضر
وفيما يخص الهيدروجين الأخضر، أكد الإدريسي، أنه أصبح مؤخرا هناك اهتمام كبير بتعظيم الاستفادة من هذا المورد، حيث تم التعاون مع خبرات عالمية في هذا الأمر، وفي كل الأحوال فإن مصر تتجه للتنوع في مصادر الطاقة المتجددة، سواء طاقة الرياح أو المياه أو الشمسية أو الهيدروجين الأخضر، وبالتالي كل هذه المصادر تساعد على زيادة توليد الكهرباء والتقليل أيضا من الاعتماد على الطاقة التقليدية، وأيضا الاتجاه للتصدير، كما أن هناك اتجاها لتقديم المساعدات من المؤسسات الدولية لتمويل مثل هذه المشروعات.
طفرة تنموية في قطاع الطاقة
مصر شهدت خلال الثمانية أعوام الأخيرة، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، طفرة تنموية في قطاع الطاقة الذي شهد إنجازات عدة، رغم التحديات التي واجهها العالم خلال الفترة الأخيرة، وأبرزها جائحة كورونا وتوقف سلاسل الإمداد والتوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا، بالإضافة إلى الحرب الروسية - الأوكرانية، وذلك وفق دراسة أعدها المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
جدير بالذكر أن الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في مصر سجلت خلال عام 2021 نحو 10.5 تيراواط في الساعة، مقابل 9.7 تيراواط في الساعة خلال العام السابق له، كما أن إنتاج مصر من الكهرباء عبر طاقة الرياح خلال العام الماضي، زاد إلى 7.6 تيراواط في الساعة، مقابل 6.8 تيراواط في الساعة خلال 2020.
وتسعى القيادة السياسية - عبر تنفيذها مشروعات جديدة - إلى الوصول بحصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها إلى 42% بحلول عام 2030، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة المصرية تنفذ على أرض الواقع استراتيجية واضحة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير الطاقة الخضراء، وأحرزت تقدما كبيرا في ظل التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر متعددة.
