EN 
لم يعد الذكاء الاصطناعي مقتصرا على مجال بعينه، بل أصبح يتطور بشكل متسارع ومستمر ، حيث أصبح هناك طفرة جديدة ظهرت سمحت للذكاء الاصطناعي بإنشاء الصور واللوحات الفنية حتى مع افتقار مهارة الرسم أو التصميم، وهو ما يهدد الفنانين والرسامين لمهنتهم، ويدفعهم للتفكير في البحث عن وظائف أخرى وذلك لضمان استمرار عملهم مستقبلا، فهل هو تهديد لهم أم وسيلة لبناء مسيرة فنية بصورة أكثر تطورا؟
3 أنظمة للذكاء الاصطناعي تولد للصور
مؤخرا ظهر ثلاثة أنظمة للذكاء الاصطناعي المولد للصور فائقة القدرة في الوقت الحالي، أولها "ميد جيرني" الذي طوره المبرمج ديفيد هولز، و"دالي 2" التابع لشركة الذكاء الاصطناعي المفتوح التي أسسها إيلون ماسك، و"إيماجين" التابع لجوجل"، حيث لم يتم إتاحة أي من هذه البرمجيات للاستخدام العام حتى الآن. ولكن هناك مواقع متاحة تعطي للمستخدمين فرصة استخدام الأنظمة الأقدم.
في أكتوبر من عام 2018، تم بيع لوحة إدموند دي بيلامي في دار المزاد العلني "كريستيز" بنيويورك بمبلغ قدره 432 ألف دولار، اللوحة التي وصفت أنها أول عمل فني أنتجه الذكاء الاصطناعي بواسطة خوارزمية تستند إلى سلسلة بيانات مستمدة من ١٥ ألف لوحة فنية تم رسمها ما بين القرنين الرابع عشر والعشرين.
الرسم بطريقة أعظم الفنانين الموتى
والغريب أن أدموند دي بيلامي، ليس برسام معروف ولم يسمع عنه من قبل، ولكن رغم ذلك حققت اللوحة نجاحا كبيرا وبيعت بسعر كبير أيضا، كما أن الذكاء الاصطناعي طال أعمال الرسام الهولندي رامبرانت، حين قام فريق من الخبراء بإدخال كثير من لوحاته إلى جهاز الكمبيوتر، وأنتجوا لوحة جديدة بأسلوبه؛ وكأن رامبرانت نفسه هو الذي رسمها بعد 350 سنة من وفاته.
كيف ستكون العلاقة بين الفن والذكاء الاصطناعي؟
في هذا الصدد، قال الدكتور محمد عزام عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا، إن التكنولوجيا تتطور دائما وابدا بشكل أكبر من استيعاب البشر، وتطرح دائما نماذج أعمال جديدة.
وأضاف عزام، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أننا الآن أمام مفترق طرق، إما أن يتم استخدام التكنولوجيا ونماذج الأعمال الجديدة لتطوير الموهبة وعدم الاصرار على الاستمرار في نموذج الأعمال القديم، أو التغافل عن هذا التطور، وبهذا الشكل لن أستطيع أن أواكب هذا التطور ولن أستطيع أن أوقف هذا التطور التكنولوجي السريع.
وأكد أن الفنان يظل فنان والإبداع يظل إبداع مهما كانت سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه لن يصل إلى مرحلة الإبداع الكامل من الخيال فهو أمر لن يتم على المستوى القريب بأي حال من الأحوال، مشددا على أنه يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي في تطوير الإمكانيات والمساهمة في الإبداع، حيث أن الفنون الرقمية أصبحت تباع بمئات الملايين من الدولارت وتباع في صالات المزاد العلني، لافتا إلى أنه يجب تقبل هذه المفاهيم الجديدة ويجب مواكبة التطور، لأننا أمام صناعة جديدة يعاد تشكيلها.
الإبداع البشري لا يضاهي التقني
بدوره، قال الفنان سعيد أبو العنين رسام الكاريكاتير، إنه من المعروف أن الفنان هو من يرسم بالفرشة والقلم والألوان فهذا هو أساس الفن، وفكرة لغي كل هذا والبدء باستخدام أدوات لتحريك ورسم الشخصيات، لا يكمن أن نسمي هذا فن.
وأشار أبو العنين، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إلى أن التكنولوجيا أفقدت الفن روحه، حيث أنه إذا نظرنا للوحة مرسومة باليد سنجد أن الإحساس بها غير اللوحة المرسومة بالآلة، موضحا أن الأغلب حاليا تعود على رؤية الرسم الديچيتال، ولكن أيضا من تربى على الفن يقدر الرسم اليدوي ويستمتع به، والفنان الحقيقي هو من يستمتع بحالة الرسم التقليدية.
