الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الخمر ليس نجسا عند الأحناف..و4 أصناف من الأطعمة محرمة شرعا

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور على جمعة,مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف،إن عناوين محرمات الطعام أربعة وهي النجاسة والضرر كالسم ،والمحرم كجسم الإنسان ،و المستقذر من الأطعمة،ومن عد المحرمات ٥ يرى أن الخمرة ليست نجسة وتحريم الخمر متفق عليه انه ونحن الشافعية ندركها تحت النجس.

 

 الخمر ليس نجسا عند الأحناف

وأوضح جمعة ،أن المذهب الحنفي قال إن الخمر ليست بنجسة مستدلين على ذلك أنه لما حرمت الخمر بادر أهل المدينة من المسلمين بإلقائها في الطرقات حتى إن أحدهم كان يخوض فيها وهو ذاهب إلى المسجد ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يغسل رجله أو ما أصاب ثيابه من الخمر فتكون طاهرة لأن النبي لا يأخر البيان على وقت الحاجة إليه،فلو أن الصحابة خاضوا في الخمر الملقاه في الطرقات ثم صلوا بنعالهم وثيابهم التي لامست الخمر صلوا على حالتهم دون أن يطالبهم النبي بإزالة تلك النجاسة.

 

وتابع جمعة،أن الإمام الشافعي اعتمد على قول الله تعالي :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "،فكل مائع وصف بالرجس فهو نجس،وهنا جاء التفسير من ناحية اللغة،والحنفية أتوا بها من ناحية العمل.

 

وإختتم بجزء من قصيدة الإمام البوصيري في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا :"كله من رسول الله ملتمس،غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم و واقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم فهو الذي تم معناه وصورتــه ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم .

في سياق أخر،قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لا يعني حسن الطعام وطيبه كونه من حلال فقط بل هناك مستويات أخرى لحسن الطعام، وهناك أسرار أخرى لهذا ومنها علاقة الطعام وحسنه بحسن الأخلاق، فيسأل كثير من الناس عن أسباب شيوع سوء الأخلاق في العالم كله من حولنا، وأحد أهم تلك الأسباب -في رأيي- هو سوء الطعام، والنبي ﷺ يقول: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء» [رواه الطبراني في الأوسط] .

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية أن " أطب مطعمك " ، أمر يطلب فيه رسول الله ﷺ أن يطب الإنسان مطعمه، أن يكون الطعام حلالًا، ومعنى هذا أن يكون مصدر الدخل حلالًا ليس فيه شيء من الرشوة أو السرقة أو الاختلاس أو الاغتصاب أو التدليس أو الغش، ويكون أيضا بعيدا عما حرم الله من المطعومات كالخمر والخنزير والميتة والدم المسفوح، قال تعالى: (قُل لاَّ أَجِدُ فِى مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

واستشهد جمعة بقصة آدم عليه السلام في القرآن والتي بينت أن أكل الطعام المخالف وجعلته سببًا للطرد من الجنة قال تعالى: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ). وقال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه: «كانت بلية أبيكم آدم أكله، وهي بليتكم إلى يوم القيامة»، فإن كان الطعام من مال حلال، وهو مما أحل الله من المطعومات دخل الطاعم حد استجابة الدعاء.

وتابع: يجب أن يكون الطعام نفسه طيبًا في مذاقه، وفي إعداده، والذي يطلب هذا النوع من الطعام هو رقيق القلب، رهيف الحس الذي لا يدفعه الجوع لملء البطن دون تلذذ بالتذوق والاستحسان، وهي صفة نراها في قوله تعالى عن أهل الكهف بعد بقائهم 309 سنة في سبات ونوم: (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)، فلم يدفعهم الجوع إلى طلب أي أكل ولو كان حلالا في ذاته، وفي مصدره، بل طلبوا أن يكون مرتبطا بأنه الأزكى، ثم تشير الآية إلى كمية الطعام وأنها برزق منه، ولم يقولوا فليأتكم به، وهنا نرى العلاقة مع الطعام نتيجة تزكية النفس، ونرى في حديث رسول الله ﷺ أن تزكية النفس من طيب المطعم حيث ذكر: (الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب. يارب. ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له) [رواه مسلم].