الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما مصير الحرس الثوري بعد إبرام الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد أن أعاد الرد الإيراني على الولايات المتحدة الذي تسلمه الاتحاد الأوروبي، مساء الخميس، المفاوضات النووية إلى الوراء، أثيرت عدة تساؤلات عن مصير الحرس الثوري وتمويله في حالة التوصل لاتفاق.

وقال موقع "ذا هيل" الإخباري الأمريكي في تقرير نشره، أمس، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن روجت لتكتيكات مفاوضاتها الصارمة التي أجبرت إيران على القبول ببقاء الحرس الثوري على قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، مضيفًا: "لكن السؤال الأساسي هو عن التأثير العملي الذي قد يتركه أي اتفاق على أموال الحرس وعما إذا كان سيستفيد من مئة مليار دولار سنوياً ناجمة عن تجديد الاتفاق".

سيطرة اقتصادية

وقد يعتقد البعض أن الحرس الثوري في إيران منظمة عسكرية لكنه في الحقيقة يسيطر على على نسبة كبيرة من الاقتصاد الإيراني.

في 2010، قال الخبير مئير جافدنفر إن الحرس الثوري "يسيطر الآن أقله على نصف الشركات المملوكة" من الدولة الإيرانية وإن هذا "تقدير محافظ". وأشار علي رضا نادر من مؤسسة راند إلى أن الحرس الثوري هو "اللاعب الأساسي في إيران ويسيطر على اقتصاد إيران الرسمي وغير الشرعي". بالفعل، تشمل استثماراته البناء والبنية التحتية وإنتاج الطاقة والعمليات الجراحية الطبية والغذاء والتعليم والنقل وبالطبع البنية التحتية العسكرية.

تمييز مضلل

لا فرق بين الحكومة الإيرانية تحت سيطرة المرشد الأعلى علي خامنئي ووريثه الظاهر الرئيس ابراهيم رئيسي والحرس الثوري. هم متشابكون حسب التقرير.

ووفقًا لوكالة رويترز، يضم الحرس الثوري أكثر من 125 ألف عنصر وهو أيضًا "إمبراطورية صناعية ذات نفوذ سياسي، وموال للمرشد الأعلى".

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي. أن شركة خاتم الأنبياء للبناء التابعة للحرس "تسيطر على نحو ثلث الاقتصاد الإيراني عبر سلسلة من الشركات التابعة والصناديق الائتمانية" المقدرة قيمتها بمئة مليار دولار. التمييز الغربي في المفاوضات بين الحرس الثوري والحكومة الإيرانية مصطنع ومضلل ويقوض الأهداف الأمريكية الاستراتيجية.


وبحسب تقرير "ذا هيل"، فقد وافق فريق بايدن على إفراغ العقوبات على الحرس الثوري من مضمونها والسماح لمليارات الدولارات بالتدفق إلى إرهابيين ينشطون لاغتيال المزيد من الأمريكيين. وقال ريتشارد جولدبرج من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات إنه "إما يؤمن الرئيس بايدن بأن الحرس الثوري منظمة إرهابية وإما لا يفعل. لو كان ذلك مرتبطًا بداعش والقاعدة هل كان أحد ليعرض تخفيفاً للعقوبات عن كبار مموليهما أو يتفاوض بشأن كيفية تمكن الأجانب من التعامل التجاري مع فروعهما؟".

تخفيف العقوبات يفيد إيران

أشار التقرير إلى أن من يتوقع قيام إدارة بايدن بتنفيذ العقوبات الثانوية على الحرس الثوري بعد إبرام الاتفاق، فعندها من المتوقع أيضًا أن يعتقد بأن الاتفاق النووي سينهي قدرة إيران على تطوير أسلحة ذرية.

كما كانت الحال مع الرئيس أوباما، سيتم تنفيذ العقوبات المرتبطة بالإرهاب والانتهاكات الحقوقية والانتشار الصاروخي بالحد الأدنى خوفًا من التحدي الإيراني. الخلاصة هي أن تخفيف العقوبات بما يساوي مئات المليارات من الدولارات سيفيد الحرس الثوري ونشاطاته الخبيثة. الإبقاء على تصنيف الحرس هو للاستعراض أكثر مما هو للتأثير على نشاطاته.

يخلص التقرير إلى أن هذا الاتفاق لن يكون أفضل من عدم الحصول على أي اتفاق، بيد أن تأمين الدعم المالي للحرس الثوري سيغذي شهية النظام على التوسع والإرهاب مما يزيد احتمال اندلاع حرب إقليمية. في غضون سنوات قليلة، ستنتهي صلاحية أي قيود نووية، وسيعقب ذلك سباق تسلح نووي شرق أوسطي.