الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة تاريخية للإمام الأكبر إلى كازاخستان.. الرئيس الكازاخي يؤكد حاجة الشعب إلى الأزهر يوما بعد يوم.. الإمام الأكبر يؤم الوفود الإسلامية في مسجد "حضرة السلطان"

زيارة شيخ الأزهر
زيارة شيخ الأزهر إلى كازاخستان

زيارة تاريخية لشيخ الأزهر إلى كازاخستان

رئيس كازاخستان يستقبل شيخ الأزهر ويؤكد: 

حاجة المجتمع الكازاخي للأزهر الشريف تزداد يوما بعد يوم

الإمام الأكبر يؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر وكازاخستان

الإمام الأكبر يؤم الوفود الإسلامية في مسجد "حضرة السلطان"

 

زيارة خارجية جديدة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، يقوم بها بين الحين والآخر إلى إحدى دول العالم، يدعم فيها مواجهة الفكر المتطرف وينشر صحيح الإسلام، ويمد يد العون لنشر المنهج الأزهري الصحيح إلى ربوع العالم.

 

 

بداية الرحلة كانت من يوم أمس الإثنين، حينما وصل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى مطار نور سلطان بالعاصمة الكازاخية، لحضور المؤتمر السابع لزعماء الأديان، والذي سينعقد في الفترة من 14 إلى 15 سبتمبر 2022م، تحت عنوان "دور قادة الأديان في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19".

شيخ الأزهر يلتقي رئيس كازاخستان

 

وفي بداية رحلته الخارجية، التقى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم الثلاثاء، الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، بمقر القصر الرئاسي بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، لمناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون بين كازاخستان والأزهر الشريف.

ورحب الرئيس الكازاخي بشيخ الأزهر في بلده الثاني كازاخستان، مؤكدا أن كازاخستان؛ قيادة وشعبا، تقدر جيدا جهود الإمام الأكبر في نشر الصورة الصحيحة للإسلام، ومواجهة التطرف ونشر مبادئ الأخوة الإنسانية إقليميًا وعالميا، وأن الشعب الكازاخي يتابع باهتمام ما يقوم به فضيلته من جهود في الغرب والشرق، والتي أحدثت صدىً عالميا كبيرا في مواجهة الإسلاموفوبيا وتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والعرقيات.

شيخ الأزهر ورئيس كازاخستان

وأشار الرئيس قاسم جومارت إلى أن العالم كله يدرك قيمة الأزهر الشريف؛ وليس فقط دول العالم الإسلامي، وقد قدمت مصر -من خلال الأزهر الشريف- دعما كبيرا لكازاخستان في تبني الإسلام الوسطي، الذي يقوم على احترام الآخر ونشر قيم التعارف والتواد بين الجميع، وينبذ العنف والكراهية والتعصب، وذلك من خلال طلاب كازاخستان الذين درسوا بالأزهر الشريف، ورجعوا إلينا لينشروا ما تعلموه داخل مجتمعاتنا، مؤكدا أن حاجة المجتمع الكازاخي للأزهر الشريف تزداد يوما بعد يوم، معربا عن تقديره لجهود مجلس حكماء المسلمين في العمل علي تعزيز السلام والتسامح.

من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن سعادته بزيارة كازاخستان، للمشاركة في فعاليات المؤتمر السابع لزعماء الأديان "دور قادة الأديان في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19"، مقدرا الجهود التي تقوم بها كازاخستان - من خلال هذه القمة الدينية العالمية - من أجل ترسيخ ثقافة التعايش والحوار، وأن هذا الملتقى أصبح منصة عالمية تمثل اتحاد صوت الدين في مواجهة أزمات العالم وتحدياته المعاصرة.

وأكد فضيلته عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر وكازاخستان، والتي ترسخت من خلال التبادل العلمي والثقافي والدعوي بين الطرفين، مؤكدا استعداد الأزهر لدعم كازاخستان بكل ما تحتاجه من منح دراسية وتدريب متخصص للأئمة، وكذلك من خلال جهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلم والأخوة، وتفعيل دور الشباب في بناء الجسور والاحترام بين الأديان، وذلك لما لهذا البلد من أهمية كبرى، وترحيب فضيلته بأئمة كازاخستان للدراسة في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، لتعزيز مهاراتهم في التواصل ودراسة المشكلات المعاصرة وتفنيد أفكار الجماعات المتطرفة.


الإمام الأكبر يؤم الوفود الإسلامية في مسجد "حضرة السلطان"


وزار فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، مسجد"حضرة السلطان"، أحد أكبر المساجد في كازاخستان وآسيا الوسطى، حيث التقى برؤساء الوفود الإسلامية المشاركة في المؤتمر السابع لزعماء الأديان؛ تحت عنوان "دور قادة الأديان في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في الفترة ما بعد وباء كوفيد 19".

شيخ الأزهر يؤم المصلين

واستجاب لرغبة رؤساء وأعضاء الوفود الإسلامية المشاركة في مؤتمر زعماء الأديان، ومسلمي كازاخستان المتواجدين في مسجد "حضرة السلطان"، في إمامة المسلمين لصلاة الظهر، كما حرص فضيلته على تبادل أطراف الحديث مع رؤساء وأعضاء الوفود الإسلامية المشاركة في المؤتمر، والاستماع لبعض طلاب كازاخستان الحاصلين على منح دراسية للدراسة بجامعة الأزهر، مؤكدا أن الأزهر يرحب دائما بالتعاون مع الجميع، ويدعم كافة الجهود الهادفة لوحدة المسلمين حول العالم، ونشر السلام العالمي والتسامح بين الناس من خلال منهجه الوسطي، بعيدًا عن الإفراط والتفريط، وبيان حقيقة الدين الإسلامي وما يدعو إليه من قيم تحض على التعاون والرحمة والإنسانية.

من جانبهم، أعرب أعضاء الوفود الإسلامية عن سعادتهم بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، مؤكدين تقديرهم للجهد الذي يبذله فضيلته في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة، ودعم قيم السلام والأخوة الإنسانية حول العالم, وأن الأزهر سيظل قبلة طلاب العلم من أبناء المسلمين حول العالم.

شيخ الأزهر يؤم المصلين

 

مفتي كازاخستان وشيخ الأزهر

 

كما التقى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ظهر اليوم الثلاثاء، بالعاصمة الكازاخية "نور سلطان"، الشيخ نوريزباي حاج تاغانولي أوتبينوف، المفتي العام لجمهورية كازاخستان، على هامش حضور فضيلته بكازاخستان، للمشاركة في المؤتمر السابع لزعماء الأديان "دور قادة الأديان في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد 19".

وأعرب مفتي كازاخستان عن بالغ تقديره لفضيلة الإمام الأكبر وسعادته بلقائه قائلا: "لا يمكننا التعبير عن مدى سعادتنا بزيارة فضيلتكم لبلادنا، هذا هو يوم عيد لنا في كازاخستان، وسوف تظل تفاصيل هذه الزيارة محل اهتمام وتقدير، نقدر دور الأزهر في دعم بلادنا علميا ودعويا، فمعظم علماء بلادنا من خريجي الأزهر الشريف".  

شيخ الأزهر ومفتي كازاخستان

واستعرض مفتي كازاخستان ما تقوم به دار الافتاء الكازاخية من جهود لخدمة مسلمي كازاخستان، مشيرا إلى أنهم يعتمدون بشكل دائم على مناهج الأزهر الشريف وعلمائه، وقد تم اقتباس فكرة مشروع وطني لتدريب الأئمة والوعاظ الكازاخايين من أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، حيث تستضيف كازاخستان علماء الأزهر للمشاركة في مهام التدريب وتأهيل الوعاظ والدعاة، جنبا إلى جنب مع العلماء والقيادات الدينية في كازاخستان.

من جانبه، أكد فضيلة الإمام الأكبر تقديره لدولة كازاخستان، وسعادته بزيارة هذا البلد الإسلامي للمرة الثالثة، والاطلاع على مدى اهتمام مسلمي هذا البلد بإبراز الصورة الصحيحة عن الإسلام، مؤكدا استمرار دعم الأزهر لطلاب ودعاة كازاخستان، من خلال المنح الدراسية بجامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية، وإتاحة فرص التحاق الأئمة الكازاخستانيين بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ.

 

الأزهر وكازاخستان.. علاقات ممتدة


تمتد العلاقات بين الأزهر وكازاخستان لما يقرب من الثلاثين عاما، وذلك منذ إعلان كازاخستان دولة مستقلة عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١م، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بدولة كازاخستان، وتم الإعلان عن قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل 1992.

نشاط ثقافي وتعليمي

 

وشهدت العلاقة بين الأزهر وكازاخستان نشاطا علميا، ثقافيا وتعليميا، حيث قدم الأزهر الشريف للطلاب الكازاخستانيين العديد من المنح التعليمية في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، كما أوفد الأزهر أساتذته للتدريس في الجامعات الكازاخية وعلى رأسها جامعة نور مبارك.

استقبال شيخ الأزهر 

جامعة "نور مبارك"

 

ومع أول زيارة للرئيس الكازاخستاني "نازارباييف" لمصر في 1993، تم الاتفاق على إنشاء جامعة "نور مبارك" فى "ألمآتي"، كأول جامعة مصرية في آسيا الوسطى، حيث وقعت حكومتا البلدين في يونيو 2001 على اتفاقية تشغيل الجامعة، التي تعد منبرا مهما لتقديم صورة الإسلام الوسطى المعتدل في آسيا، من خلال الاستعانة بمناهج الأزهر الشريف وعلماء وأساتذته الذين يدرسون للطلاب الكازاخيين علوم الشريعة والفقه طبقا للمذهب الحنفي السائد، ليس في كازاخستان وحدها، بل في آسيا الوسطى بشكل عام.


وتشهد جامعة "نور سلطان" إقبالا كبيرا من قبل الطلاب في دول آسيا الوسطي، حيث يتم إعدادهم ليكونوا دعاة في مختلف أنحاء كازاخستان وسائر دول المنطقة، حيث تضم تخصصات: الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، والترجمة من العربية إلى الكازاخية والروسية، وتدريس اللغتين العربية والإنجليزية، ويتولى التدريس أستاتذة مصريين وكازاخستانيين ، بالإضافة لرئيس الجامعة، وهو حاليا فضيلة العالم الأزهري الدكتور محمد الشحات الجندي.

مؤتمر زعماء الأديان

 

وشهدت كازاخستان زيارات عديدة من شيوخ الأزهر وعلمائه، لتعزيز أوجه التعاون، والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات، وأبرزها مؤتمر "زعماء الأديان"، برعاية واهتمام خاص من الرئيس "نازارباييف"، الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان "، والذي نجح فى إدارة البلاد على مدار ثلاثين عاما في تعايش سلمي كامل، في بلد يتنوع سكانها عرقيا ودينيا ما جعله يطرح نموذجه في التسامح على العالم وجمع قادة الأديان في "نور- سلطان" لأول مرة في عام 2003.

ومنذ ذلك الحين تم عقد 6 دورات للمؤتمر، بمشاركة زعماء الأديان العالمية والتقليدية وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الحالي.

استقبال شيخ الأزهر

زيارة الإمام الطيب الأولى

 

وفي أكتوبر 2018 قام فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بزيارةٍ رسمية إلى كازاخستان، للمشاركة في افتتاح الدَّورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان، حيث ألقي فضيلتُه كلمةً في الجلسة الرئيسة للمؤتمر، كما اَلتقي كبارَ المسئولين الكازاخيين، وألقي محاضرةً في جامعة "أوراسيا القومية"، أكبرِ جامعات كازاخستان،وتم تكريمه؛ بمنحه الدكتوراه الفخريّةَ من الجامعة.


وفي مارس ٢٠٢١م استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مكتبه بمشيخة الأزهر، وفدًا من وزراء الأوقاف والمفتين من كازاخستان، حيث أكدوا لفضيلته على اهتمامهم وحرصهم على رفع مستوى التعاون مع الأزهر الشريف، وخصوصًا من خلال زيادة المنح الدراسية، وتدريب الأئمة والخطباء في الأزهر على معالجة القضايا المعاصرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة نتيجةً للتأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي على شباب الأمة، وما ينشر عليها من معلومات مغلوطة تؤثر على الإطار المعرفي والسلوكي لدى الشباب، فضلاً عن تزويدهم بالمناهج الأزهرية والكتب العلمية التي تثري المكتبات العلمية في بلادهم وتخدم رسالة العلم والمعرفة.

تعاون بين مراكز حوار الأديان

 

وفي فبراير ٢٠٢٢م وقع مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف ومركز نور سلطان نزارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات (NNCIICD)، مذكرة تفاهم بمقر مشيخة الأزهر لتعزيز التعاون بين الطرفين ولتحقيق المنفعة المتبادلة والترويج الشامل للحوار والتعاون، وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وتهيئة الظروف لتعزيز العلاقات بين الشعوب من مختلف الثقافات والتقاليد والأديان، وتشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم، والمساعدة في تحديد القضايا الخلافية وحلها من خلال الحوار.

زيارة الجامع الأزهر

 

كما زار الدكتور مولين أشيمبايف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، في ٢١ فبراير ٢٠٢٢م الجامع الأزهر، مشيدا بروعة تصميمه وجماله، مؤكدًا أن الجامع الأزهر يعد رمزًا لكل المسلمين وليس مجرد بناء، كما أشاد بملتقى الخط العربي والزخرفة وانفتاح الأزهر على الفنون وأنه ليس مؤسسة منغلقة أو تهتم بالعلوم الشرعية فحسب بل هو مؤسسة تفتح ذراعيها للجميع، وهو ما جعلها قبلة لكل الراغبين في دراسة العلوم الشرعية والعربية وغيرها من العلوم.
 


دعوة رسمية للإمام الأكبر

 

كما سلم رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دعوة رسمية من الرئيس الكازاخى "قاسم جومارت توقاييف"، لزيارة كازاخستان، وافتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان والذى سيتناول "دور زعماء الأديان فى التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية فى فترة ما بعد جائحة كورونا"، والذى سيعقد لمدة يومين فى 14 و15 سبتمبر المقبل.


المؤتمر السابع لزعماء الأديان

 

يزور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في الفترة من ١٢ حتى ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢م، العاصمة الكازاخية "نور سلطان"، للمشاركة في أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، والتي تنعقد تحت عنوان "دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19".


ويلقي فضيلة الإمام الأكبر كلمة في الجلسة الرئيسية للمؤتمر السابع لزعماء الأديان، كما يلتقي الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توقايف، في القصر الرئاسي بالعاصمة "نور سلطان"، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والقيادات الإسلامية، وقادة وزعماء الأديان المشاركين في المؤتمر، كما يزور فضيلته مسجد "حضرة السلطان"، أكبر مساجد كازاخستان، وأحد أكبر مساجد آسيا.