الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التغيرات المناخية | الأزهر يبحث تعزيز قدرات المجتمع المدني في التعامل معها.. والإمام الأكبر: مصر برهنت عملياً على عنايتها بقضايا البيئة.. ومواجهة المخاطر الطبيعية

مؤتمر جامعة الأزهر
مؤتمر جامعة الأزهر حول التغيرات المناخية

تعزيز قدرات المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية

  • الإمام الأكبر: المجتمع المدنيَّ بكلِّ مؤسَّساته شريكٌ أساسيٌّ في صناعة التَّنمية
  • داوود: المتأمل لآيات الله يجد أن يحثنا على الاعتناء بالطبيعة
  • صديق: جهود الدولة المصرية من أجل إنجاح مؤتمر COP27  تليق بمكانة مصر وتاريخها

 

عقدت صباح اليوم الثاني من أكتوبر، جامعة الأزهر منتداها الدولي الخامس حول التغيرات المناخية، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر، أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، حيث يأتي هذا المنتدى قبل أيام من استضافة مصر للمؤتمر العالمي (COP27) المقرر انعقاده بمدينة شرم الشيخ، من أجل استكمال الجهود التي تبذلها جامعة الأزهر في دعم جهود الدولة في التوعية بقضايا التغيرات المناخية لأجل المساهمة في تقديم حلول إيجابية تحد من التغيرات بأساليب علمية.

مؤتمر الأزهر

وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنَّ حمايةَ البيئةِ والمحافظةَ عليها من الواجباتِ الدِّينيَّةِ؛ فالمسلمُ مأمورٌ بالمحافظةِ على مكوَّناتِ البيئةِ وثرواتِها ومواردِها، الَّتي هي مِنحٌ إلهيَّةٌ لضمانِ استقرارِ حياةِ البشريَّةِ، والشَّرعُ الحنيفُ يوجِّهُ نظرَ الإنسانِ إلى أن يتعاملَ مع الكونِ مِن حولِه تعاملَ الشَّاكرِ للمُنعمِ سبحانه وتعالى، مع فهمٍ دقيقٍ لحقيقةِ الشُّكرِ الَّتي توجبُ العملَ لا مجرَّدَ نطقِ اللِّسانِ. 

وأضاف في كلمته التي ألقاها نيابة عنه، الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بالمنتدى الخامس الذي انطلق تحت عنوان تعزيز قدرات المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية، أن الواقعَ يشهد أن الإنسان –وخاصَّةً إنسان العصر- أسرفَ كثيرًا في الاهتمامِ بذاتِه، والعنايةِ بملذَّاتِه، حتَّى صارَ إنسانًا مستهلكًا، غاضًّا الطَّرفَ عن المنهجِ الأخلاقيِّ الحضاريِّ الَّذي يصونُ الحياةَ والأحياءَ.

وتابع: والحقُّ أنَّ الإنسانَ كلَّما كانَ متعلَّقًا بهذا المنهجِ الأخلاقيِّ الحضاريِّ كانَ أكثرَ قربًا مِن الإحسانِ الَّذي أُمِرَ أن يتعبَّدَ به للهِ ربِّ العالمين، والَّذي يفيضُ على البيئةِ ومكوِّناتِها صيانةً وعنايةً.

 وأوضح شيخ الأزهر أن المجتمع المدنيَّ بكلِّ مؤسَّساته شريكٌ أساسيٌّ في صناعة التَّنمية، ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لما له مِن دورٍ مؤثِّرٍ ميدانيًّا وتوعويًّا مِن خلالِ اتِّصالِه المباشرِ بالمواطنين بكلِّ فئاتِهم، وبما يتيحُه لهم مِن فُرصِ مشاركةٍ حقيقيَّةٍ تمكِّنُهم مِن الاستجابةِ الفاعلةِ والتَّكاملِ مع جهودِ الدَّولةِ. 

وأكد الإمام الأكبر أن مصرُ وقياداتُها على وعيٍ كبيرٍ بهذه المخاطرِ المتعلِّقةِ بالتَّغيُّراتِ المناخيَّةِ، فأولَتْ هذا الأمرَ اهتمامَها البالغَ، وقد تجلَّى ذلك في مشاركةِِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي، في أعمالِ قمةِ المُناخِ في باريسَ عامَ 2016م، وتوقيعِ مصرَ على اتفاقيةِ باريسَ للمُناخِ ضمنَ 194 دولة.

وأشار إلى أن مصر ترجمت الأمر إلى واقعٍ عمليٍّ ففي رؤيةِ مصرَ 2030م وأعطت الأهميةَ لمواجهةِ الآثارِ المترتِّبةِ على التَّغيُّراتِ المناخيَّةِ من خلالِ وجودِ نظامٍ بيئيٍّ متكاملٍ ومستدامٍ يعزِّزُ المرونةَ والقدرةَ على مواجهةِ المخاطرِ الطَّبيعيَّةِ. 

وأوضح أنه من الإيجابيَّاتِ التي تدل على أنَّ مصرَ دولةُ عملٍ لا كلامٍ ما تتبنَّاه مصرُ من مشروعاتٍ تساعدُ في المحافظةِ على البيئةِ، وتعملُ على مواجهةِ التَّغيُّراتِ المناخيَّةِ، ومنها: الاستثمارُ في إنتاجِ الهيدروجين الأخضر، إنشاءُ 116 محطةَ رصدٍ لنوعيةِ الهواءِ المحيطِ على مستوى الجمهوريَّةِ، ومن المستهدفِ أن تصلَ إلى 120 محطةً،وأيضا ربطُ 88 منشأةً صناعيةً بالشبكةِ القوميَّةِ لرصدِ الانبعاثاتِ الصِّناعيةِ بعددِ 438 نقطةَ رصدٍ، وذلك بهدفِ خفضِ التَّلوُّثِ بالجسيماتِ بنسبةِ 50%، بنهايةِ عامِ 2030. وأحبُّ أن أذكِّرَ هنا بالحدثِ الكبير وهو استضافةُ مصرَ للدورة الـ27 من مؤتمرِ الأطرافِ لاتفاقيَّةِ الأممِ المتَّحدةِ حولَ تغيُّرِ المناخِ خلال الفترةِ من 7 - 18 نوفمبر القادم، والذي سيُقام في مدينةِ شرمِ الشيخ.

جانب من الحضور

من جانبه، قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن جهود جامعة الأزهر تتماشى مع جهود الدولة المصرية وتسير وفق الاستراتيجيات الوطنية ولا تنزل ابدا عن المجتمع.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، في كلمته بالمنتدى الدولي الخامس الذي ينطلق تحت عنوان "تعزيز قدرات المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية"، أن الثورة الصناعية الكبرى التي شهدها العالم أجمع كان العديد المنافع ولكن كانت لها أيضا ضرر على المجتمعات من جفاف وانتشار أمراض وكانت سببا في التغيرات المناخية لأنها سببت عبثا بالطبيعة.

وتابع: المتأمل لآيات الله يجد أن يحثنا على الاعتناء بالطبيعة، مستشهدا بقوله سبحانه وتعالى: "أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ".

المؤتمر الدولي الخامس

بينما قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمشرف على لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر، إن المنتدى الدولي الخامس لجامعة الأزهر حول التغيرات المناخية، يعكس جهود جامعة الأزهر في تعزيز دور الدولة المصرية، وتلبية نداء الوطن الذي يحتاج إلى تكاتف جهود أبناءه في كل المجالات، ويعكس تاريخ جهود مؤسسة لطالما قامت بواجبها تجاه كل القضايا الحياتية، حتى يحيى العالم حياة مستقرة.

وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته بافتتاح أعمال المنتدى الخامس لجامعة الأزهر، والذي يعقد تحت عنوان (دور المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية)، أن ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في وقت سابق من تقدم واختراعات في كل المجالات، هو نتيجة للتلاحم الثقافي والمعرفي، الذي أمن به ورسخ به رجال الإسلام، مؤكدا أن هذا وهو المنهج الذي تتبناه جامعة الأزهر وترسخ له مم خلال مشاركتها في كل التفاعلات الثقافية والقضايا المجتمعية.

وأكد صديق أن جامعة الأزهر تدعو كافة الجهات والمعنيين للتكاتف والتفاعل، لصياغة سياسات ووضع آليات، تسهم في رفع الوعي المجتمعي بالقضايا البيئة لمجابهة التغيرات المناخية ، والتعامل مع هذه التغيرات وفق نسق بيئي منضبط يحد من خطورتها ويقلل من آثارها.

وأشاد صديق بجهود الدولة المصرية من أجل إنجاح مؤتمر COP27  بصورة تليق بمكانة مصر وتاريخها الإنساني الكبير، من أجل دعم الجهود الدولية تجاه كل القضايا المصيرية، كما أن اللقاءات العلمية تهدف إلى الوقوف على الحقائق العلمية وتبني سياسات تنفيذية وفق رؤية عامة من أجل مجابهة التحديات، وتضع رؤية علمية لخطة عمل تفصيلية من شأنها أن تحدث أثر إيجابي في قضية التغيرات المناخية