EN 
بعد أن ضاقت الحياة على الشاب الأربعيني ابن محافظة المنوفية، نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة لم ييأس وسعى فى طريق كسب رزقه ورزق أهله بالحلال بحثاً عن لقمة العيش، فحزم أمتعته وعزم السفر إلى ليبيا للبحث عن مصدر رزق جديد بعد أن استدان من أجل تدبير نفقات السفر، تاركًا خلفه طفلين وزوجته ووالدته، إلا أن القدر لم يمهله فكانت المفاجأة وفاته عقب وصوله إلى الأراضي الليبية مباشرة متأثرًا بغيبوبة سكر، ويعود إلى وطنه جثة هامدة، ويتسلمه ذووه في "كفن" بعد رحلة قصيرة لم يكتب له فيها التمكن من تدبير نفقات زوجته ووالدته وصغاره، ليتركهم وحدهم يواجههون مصيرهم في الحياة.
حزن في مركز بركة السبع
تسيطر حالة من الحزن بين أبناء قرية ابو مشهور بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية عقب وفاة شاب بغيبوبة سكر عقب وصوله إلى مدينة ليبيا بدقائق من أجل العمل.
محمد النواجي ابن قرية أبو مشهور بمركز بركة السبع وصاحب الـ 40 عاما متزوج ولديه طفلين ويعمل «فران» في أحد المخابز بقريته توفي والده منذ صغره فتولي مسئولية أشقائه وشقيقاته ووالدته حتي تزوجوا جميعا.
سافر محمد عدة مرات إلى ليبيا من أجل العمل وكسب لقمة العيش ولكنه عاد منذ فترة طويلة ليستقر مع اسرته الصغيره عقب زواجه ولكن مع ضيق الحال قرر السفر إلي ليبيا مرة أخرى من أجل القدرة علي تربية أطفاله الاثنين.
استدانة من اجل تدبير تكاليف السفر
سافر محمد ولكنه كان مريضا بالسكر الذي أصابه في عمره الصغير حيث قرر الاستدانة من أجل تكاليف السفر وسأل الكثيرون حتي قام بعمل قرض من البنك واستدانة نحو 20 ألف جنيه من أجل السفر ولكن لم يمهله القدر لتسديدها.
حزم محمد أمتعته ورافق أصدقاءه وقطع مئات الكيلومترات ولكن كانت المفاجأة إصابته بغيبوبة سكر فور وصوله ليبيا أثناء توقيع إجراءات الكشف الطبي الدخول حيث أصابته غيبوبة سكر أفقدته الحياة.
توفي محمد فور وصوله ليبيا بدقائق ودع بلده وأقاربه وأسرته ولكنه عاد إليهم جثة هامدة بعد أيام من سفره وفقدت الأسرة العائل الوحيد لها .
وشيع العشرات من أهالي قرية أبو مشهور بمركز بركة السبع جثمان الشاب محمد النواجي من مسجد التقوى وسط حالة من الحزن وبكاء وصراخ والدته وزوجته ودعاء الكثير لهم بالصبر والسلوان.
طول عمره شقيان.. كلمات مؤثرة من والدة الشاب
وقالت والدته، أن نجلها هو الابن الأكبر لها سافر من أجل لقمة العيش " طول عمره شقيان وكان شغال فران وكان عاوز يرتاح وسافر علشان يجيب لينا فلوس رجعلنا في الكفن ".
وأضافت أنها حاولت أن تنصح نجلها بعدم سفره والبقاء معهم ولكنه رفض واستدان و اقترض من البنك من أجل سفره وكسب لقمة العيش ، موضحة أن محمد زوج شقيقاته وتوفي والده منذ أن كان صغيرًا حيث تولي مسئولية الأسرة بأكلمها.
وأشارت والدته قائلاً “عاش شقيان ومات شقيان وكان شهم مع الجميع وجدع” موضحة أن نجلها ترك طفلين وزوجة دون عائل.
