الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان حكم الطلاق على الورق فقط لأخذ معاش الأب.. هل الاغتسال بماء المطر يذهب السحر والحسد ؟ .. ولماذا الحوقلة سر من أسرار الله؟

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

حكم الطلاق على الورق فقط لأخذ معاش الأب

هل الاغتسال بماء المطر يذهب السحر والحسد ؟

لماذا الحوقلة سر من أسرار الله؟

نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

وأجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الطلاق على الورق لأخذ المعاش هذا من التحايل غير المشروع، فاستحقاق المعاش طالما مشروط بعدم الزوجية، فلا يجوز أخذ المعاش طالما الزوجية قائمة.

وأضافت اللجنة في إجابتها عن سؤال: «ما حكم الطلاق على الورق لأخذ المعاش؟»، أن الشارع أمر بالكسب الطيب، وحذر من الكسب الخبيث، قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ».

وأوضحت اللجنة: قد أخرج الحافظ بن مردويه عن ابن عباس، وقال: تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا»، فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال: «يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به».

وتابعت أن الطلاق على الورق لأخذ المعاش حرام وسحت، فانتفاء الشرط يلزم منه انتفاء المشروط، والمؤمنون عند شروطهم.

وقد يظن البعض أن قوله تعالى: “وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ، وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ”، أنها آية دالة على أن ماء المطر شفاء من السحر والحسد ومس الشيطان.

حيث جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم يعني : حين سار إلى بدر والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة، فأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ ، فوسوس بينهم : تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين ! فأمطر الله عليهم مطرا شديدا ، فشرب المسلمون وتطهروا ، وأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وثبت الرمل حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب ، فساروا إلى القوم ، وأمد الله نبيه بألف من الملائكة، فكان جبريل عليه السلام في خمسمائة من الملائكة مجنبة ، وميكائيل في خمسمائة مجنبة .

وعنه أيضا: غلب المشركون المسلمين في أول أمرهم على الماء، فظمئ المسلمون وصلوا مجنبين محدثين ، وكانت بينهم رمال ، فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن، فقال : تزعمون أن فيكم نبيا ، وأنكم أولياء الله ، وقد غلبتم على الماء ، وتصلون مجنبين محدثين ! قال : فأنزل الله عز وجل ماء من السماء ، فسال كل واد ، فشرب المسلمون وتطهروا ، وثبتت أقدامهم ، وذهبت وسوسة الشيطان .

وعن مجاهد في قوله : (ماء ليطهركم به) ، قال : المطر، أنزله عليهم قبل النعاس (رجز الشيطان)، قال : وسوسته . قال : فأطفأ بالمطر الغبار، والتبدت به الأرض، وطابت به أنفسهم، وثبتت به أقدامهم .

إلا أن الداعية الإسلامي أحمد صبري من علماء الأزهر الشريف، يقول: إن الآية الكريمة نزلت في غزوة مكة، وليس فيها ما يدل على السحر والحسد وغيره، لأن النبي لم يفعل هذا وحينما سحر لم يغتسل بماء المطر.

وأشار إلى أن القرآن دلت آياته على أن الشيطان لا يستطيع أبداً أن يسيطر على المؤمن، أو حتى الكافر، :"وقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". 

كما ورد في الحوقلة ما رواه الإمام أحمد فى مسنده، عن أبى هريرة، رضى الله عنه، أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: "أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة"، حيث يعتبر العلماء معنى أنها كنز من كنوز الجنة، أي ثوابها مدخر لقائلها، والعامل بها، فى الجنة، وقد جاء فى "فيض القدير" للإمام المناوى: "أى أن ثوابها نفيس مدخر فى الجنة كما يُدخر الكنز، ويُحفظ فى الدنيا".

كما روى الإمام البخارى عن أبى موسى الأشعرى، رضى الله عنه، قال: "كنا مع النبى، صلى الله عليه وسلم، فى سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبى، صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا"، ثُمَّ أَتَى عَلَى، وَأَنَا أَقُول فِى نَفْسِى: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ. قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ".

وقال الإمام النووي في معناها: "قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا رادَّ لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر، ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر فى الجنة، وهو ثواب نفيس، كما أن الكنز أنفس أموالكم".

كما جاء عن أبي أيوب الأنصارى رضى الله عنه حيث قال: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة أسرى به مر على إبراهيم عليه السلام فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد فقال له إبراهيم عليه السلام: يا محمد مُرْ أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة قال: "وما غراس الجنة" قال: لا حول ولا قوة إلا بالله".

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أساس العلاقة بين الإنسان وبين الله: لا حول ولا قوة إلا بالله، التي تفيد حسن التوكل على الله، وأن تؤمن أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فيحدث لك التسليم بأمر الله، سواء أكان أمرًا كونيًّا، فلا تهتز أمام المصائب والبلايا، أو أمرًا شرعيًّا، فلا بد عليك أن تطيع ربك، وأن ترضيه، وأن تعود إليه.

فيما كشف الشيخ الشحات العزازي، الداعية الإسلامي، عن خطأ شائع في قول الحوقلة، حيث إن قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"، كنز من كنوز الجنة، وشفاء من الهم، وتفتح باب الرضا، موضحا أن معناها أن لا استطيع ان اتحرك فى الدنيا أو اتخلص من أى مشكلة إلا بالله، يعنى الإنسان يعترف بتمام القدرة لله ويعترف بعجز نفسه .

وتابع الشحات العزازي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc": "لما يجيى واحد يقول الكلمة بقى بشكل خاطئ زى لا حول الله، يبقى كده نفى الحول والقوة لله، بخطأ لسان وقصد سليم، طبعا هنا الإنسان لازم يقف مع نفسه ويعود نفسه على القول الصحيح ويقول المصطلح بكلمة صحيحة حتى يعم عليه الثواب والخير".

واستكمل الشحات العزازي: "احنا كعلماء لازم نصحح قول وقصد الناس بدون تكفير أو تفسيق أو شرك، نصحح للناس بالرفق واللين ".