بعد تصريحات وزير الإعلام اليمني.. تفاصيل تجارة الحرس الثوري الإيراني للمخدرات

أعلن وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن القوات البحرية تمكنت من ضبط سفينة إيرانية تحمل على متنها مواد مخدرة، كانت في طريقها لميليشيا الحوثي الإرهابية، ما يؤكد استمرار النظام الإيراني والحرس الثوري الإيراني في إغراق الأراضي اليمنية بشحنات الأسلحة والطائرات المسيرة والمخدرات.

تلك الاتهامات التي وجهها الوزير اليمني، تكشف أحد أبعاد خريطة وشبكة الحرس الجمهوري الإيراني في تجارة المخدرات، وخصوصًا داخل الوطن العربي، وفقا للعديد من العمليات الأمنية وتقارير استخباراتية تم نشرها في الآونة الأخيرة.  

ووفقا لما قاله الإرياني في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إنه خلال الأعوام الماضية تم ضبط عدد من السفن والبحارة الإيرانيين المتورطين في تهريب وتجارة المخدرات، واستغلالها كمصدر رئيسي لتمويل ميليشياتهم في المنطقة بما فيها حزب الله اللبناني والحوثيون، واستدراج الشباب لتنفيذ الأنشطة الإرهابية، وتدمير الطاقات البشرية في البلدان المستهدفة.

نشاط مربح للحرس الثوري على مدار 40 عاما 

ويعد الإشراف على تجارة المخدرات وتوزيعها، هو أحد الأدوار الذي لعبها "الحرس الثوري الإيراني"، سواء داخل إيران أو خارجها، كونه نشاطا مربحا ثنائي الاستخدام، فمن ناحية، يوزع النظام المخدرات في إيران، ثم ينشر أجواء من القمع والخوف من خلال الإعدام شنقا لمدمني المخدرات من الشباب، ومن ناحية أخرى، فإن الأرباح التي يجنيها النظام من الاتجار بالمخدرات، تغذي أنشطته العسكرية والحربية في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لتقرير عن موقع حفريات المتخصص في شئون التيارات الدينية حول العالم.

ووفقا للوثائق المقدمة من مصادر دولية، فمنذ إنشاء جمهورية إيران الإسلامية، ازداد الاتجار بالمخدرات واستيرادها من أفغانستان، إلى درجة أن التقديرات تشير إلى أن الحرس الثوري، يكسبون ملايين الدولارات من الاتجار بالمخدرات وحدها.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، فإن حوالي 40٪ من المخدرات المحاصرة في إيران تظل في هذه الدولة، منها 60٪ في العراق وتركيا وأذربيجان، وأخيرا في أوروبا.

الحرس الثوري والهيروين

وفي مارس 2020، ألقى خفر السواحل الهندية القبض على عدد من أعضاء "الحرس الثوري" الذين كانوا يهربون الهيروين. وصعدت القوات الهندية إلى قارب "الحرس الثوري"، والقبض على أعضاء الطاقم الإيراني التسعة، وصادرت القوات الهندية حوالي 100 كيلوجرام من الهيروين، وتشير التقارير إلى أنّ الطاقم الإيراني تمكن من حرق القارب لتدمير الأدلة.

وفي حالة أخرى، استولى خفر السواحل في سريلانكا على سفينة إيرانية تحمل الهيروين، وتم اكتشاف السفينة وضبطها في إطار عملية خاصة شاركت فيها الشرطة والقوات البحرية السريلانكية في المياه الجنوبية للبلاد.

مخدرات إيران في موانئ عالمية

وفي نفس العام، تم اكتشاف شحنات كبيرة من المخدرات في موانئ ومطارات إيطاليا وبلغاريا ورومانيا واليونان وأفغانستان وتركيا وسوريا، وجرى مصادرتها من قبل القوات المسلحة التابعة لهذه البلدان، في حين أن معلومات مختلفة حول هذه الأحداث نقلتها وكالات الأنباء العالمية المختلفة.

تشير التقارير إلى أنّ "الحرس الثوري" أطلقوا خطة واسعة لإرسال المخدرات إلى أوروبا.

طريق رئيسي لتسويق مخدرات أفغانستان

تُعد إيران واحدة من الطرق الرئيسية لتسويق المخدرات إلى أوروبا والشرق الأوسط من أفغانستان المجاورة، أكبر منتج في العالم لخشخاش الأفيون، وهو مادة الهيروين الخام، وارتفع إنتاج الأفيون في أفغانستان بشكل حاد منذ التدخل العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في عام 2001 للإطاحة بنظام طالبان.

وفي 2017، قدرت الأمم المتحدة إنتاج الأفيون في أفغانستان بـ4800 طن، مقابل أقل من 200 طن في عام 2001، وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية، وبالتالي يمكن تفسير الزيادة الحادة في عدد مدمني المخدرات بزيادة إنتاج الأفيون في أفغانستان، وزيادة في التهريب وانخفاض أسعار المخدرات في السوق الإيرانية.

الأردن تتهم إيران 

وإثر انسحاب القوات الروسية من سوريا، اتهمت الأردن،  إيران بضلوعها في تهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية، وأشارت آخر التقارير في هذا الصدد إلى تزايد محاولات التهريب في السنوات الثلاث الماضية بعد أن أمسك النظام السوري بزمام الأمور في المناطق الجنوبية من سوريا بموجب اتفاق التسوية الذي أُبرم في عام 2018م.

وأعرب المتحدث العسكري الأردني العقيد مصطفى الحياري مؤخرا عن قلقِه البالغ من عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية-الأردنية وتنامي الدور الإيراني في هذا المجال، وأفصح مسؤولون أردنيون في يناير 2022م، عن تغيير في قواعد الاشتباك الحالية على طول الحدود السورية-الأردنية من أجل ردع التهديدات الخطيرة التي يتعرَّض لها الأمن الوطني الأردني.

مقاتلو حزب الله مطلوبون بقضايا مخدرات

فيما أشعل مقطع من مقابلة لقناة "OTV" اللبنانية في 2018، مع عدد من "تجار المخدرات"، في منطقة البقاع في لبنان، الجدل عن دور حزب الله كأحد أجنحة إيران العسكرية، في تجارة المخدرات، خاصة عندما تعلق الحديث بأمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله.

وأكد الضيوف، أن أبناءهم المطلوبين بقضايا مخدرات، يقاتلون في صفوف حزب الله، وتحت إمرة حسن نصر الله، الملم بكافة قضايا المجتمع منها قضية المخدرات ومطالبتهم بالعفو العام.

وأوضح أحدهم، أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، مقاتلي حزب الله في سوريا واليمن، هم من المطلوبين بقضايا مخدرات، لهذا على الدولة إصدار عفو عام، وهو ما علق عليه وزير خارجية البحرين، وفق ما نقلت شبكة الـ "سي إن إن"، على المقابلة قائلا: "نصر الله الإرهابي وحشاشو العصر مشهد مافياوي".