الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أقاربه رفضوا مساعدته.. قصة زوجة تبرعت بثلثي كبدها لإنقاذ حياة زوجها

زوجة تتبرع بثلثي
زوجة تتبرع بثلثي كبدها لزوجها

في واحدة من قصص الوفاء والتضحية القليلة، تبرعت معلمة مصرية بثلثي كبدها لإنقاذ حياة زوجها، الذي تدهورت حالته وكان قريبا من الموت.. فما القصة؟

َ

وقعت هذه القصة في محافظة الشرقية، حيث تبرعت المعلمة هبة عطية إبراهيم الجوهري البالغة من العمر 43 عاما، بثلثي كبدها لزوجها المعلم أحمد عبد الحميد، الذي تدهورت صحته إثر تعرضه لتليف وأورام بالكبد.

 

كانت تعلم الزوجة بمرض زوجها منذ البداية وبالتحديد خلال فترة الخطوبة قبل 17 عاما، حيث تقدم زوجها لطلب يدها وخطبتها من أسرتها في مدينة بلبيس، وبعد موافقتها وموافقة أسرتها تمت الخطبة.

الخيار الأصعب

بعد الخطوبة بنحو شهر، اكتشف خطيبها أنه مصاب بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، ومنحها خيار باستكمال الخطبة واستمرار مشروع زواجهما أو فسخها حينها، ليتركها في حيرة من أمرها أمام هذا الخيار الصعب.

"هذا قدر الله وقد يتوفى الشخص السليم فجأة، ويكتب الله الحياة لشخص مريض بمرض لا يرجى شفاؤه" كانت هذه كلمات والدها لها عندما طلبت منه النصيحة، حيث كانت الزوجة وحيدة أبيها وأمها، لذلك لجأت لهما لمساعدتها في هذا الاختيار.

بعد كلمات الأب، قررت الابنة استكمال الخطبة والزواج، الذي نتج عنه أربعة أبناء، جميعهم في مراحل التعليم المختلفة، حيث عاشت الزوجة حياة سعيدة هادئة في كنف زوجها، الذي تفانى في إسعادها وإسعاد أبنائها، كما حرص على تعويضها عن وفاة والدها والدتها.

الأسرة 

الفيروس يضرب كبد الزوج

لم تسر الحياة هادئة وسعيدة على نفس الوتيرة، حيث تدهورت صحة الزوج في السنوات الأخيرة نتيجة نشاط الفيروس القديم، الذي ضرب الكبد بقوة بل وزادت الأمور سوءا بوجود أورام على الكبد.

وبالرغم من نجاح الأطباء في مستشفى جامعة الزقازيق من استئصال الورم، إلا أن حالة الزوج الصحية لم تتحسن، حيث أصيب بتليف آخر بالكبد، ليخبره الأطباء بالبحث عن متبرع، يتبرع له بثلثي كبده، على أن تجرى العملية بالمجان على نفقة التأمين الصحي للدولة.

الجميع يرفض والزوجة تضحي

لم يكن أمام الزوج، خيار آخر سوى البحث عن متبرع بين أقاربه، إلا أنه تلقى صدمة كبيرة برفض الجميع مساعدته والتبرع له، إلا واحدة وهي زوجته التي لم تتردد في التبرع له لإنقاذ حياته.

رفض الزوج في البداية خوفا من حدوث مكروه لهما الاثنان ويتركان أبناؤهما بلا عائل، حيث طلب منها العدول عن فكرة التبرع والاستسلام لقدره حتى يطمئن على الأولاد من بعده بوجود الأم لرعايتهم.

لم تستسلم الزوجة ونجحت في إقناع زوجها، خاصة بعدما جاءت نتيجة الفحوصات متطابقة، وتمت العملية بنجاح وتحسنت حالته الصحية، فضلا عن أن حالتها هي الأخرى لم تتأثر، لتعود الأمور إلى طبيعتها ويستكمل الزوجان رحلة كفاحهما في الحياة سويا.