الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يصحح المفاهيم المغلوطة.. حكم تهنئة الأخوة المسيحيين بأعياد الميلاد .. لماذا لا يجب اتباع الهوى؟ .. “تناكحوا تناسلوا تكاثروا” هل تعني كثرة الإنجاب؟

علي جمعة
علي جمعة

علي جمعة يصحح المفاهيم

حكم تهنئة الأخوة المسيحيين بأعياد الميلاد 

لماذا لا يجب اتباع الهوى؟

“تناكحوا تناسلوا تكاثروا” هل تعني كثرة الإنجاب؟

صحح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال برنامج من مصر على شاشة سي بي سي، بعضا من المفاهيم المغلوطة والشائعة خاصة المرتبطة بتهنئة الأخوة المسيحيين بعيد الميلاد، وكثرة الإنجاب، والتفرقة بين الرجل والمرأة في الإسلام. 

في البداية.. هنأ الدكتور علي جمعة، الأخوة المسيحيين بأعيادهم، باعثا لهم أرق التحية في هذه المناسبة.

وقال علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، إننا في الإسلام نحتفل بمولد النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- والآن نحتفل بمولد سيدنا عيسى بن مريم -سيدنا المسيح-

ودعا علي جمعة، الله تعالى في هذه السنة الجديدة أن يهدأ البال ويصلح الحال ويرفع عنا البلاء والوباء وأن يوحد صف الأمة والمصريين ويجعلهم على قلب واحد.

كما دعا علي جمعة، الله عز وجل أن ينقلنا من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه وأن يرزقنا رزقا واسعا وقلبا خاشعا وشفاء من كل داء.

اتباع الهوى

وقال علي جمعة من خلال بيانه لماذا لا يجب اتباع الهوى: "لازم يبقى فيه مقياس خارجي يحرم أو يوقف تحيزي أو تعاطفي، لأن أنا قد أكون متهمًا من البعض بالتحيز، وكي لا اتهم هناك قواعد وأوصول ومعايير تقيم الصواب والخطأ، العدل، النتائج، المآلات، والطاعات ومدى اقترابها من الخير أو ابتعادها إلى الشر.

ولفت إلى أن هذه المعايير هي التي تحدد الحلال والحرام، الحق والباطل، الصواب والخطأ، فقد يكون المسلم مبتعداً عن الحرام لكنه يخالف النظام العام أو القوانين التي وضعت لضبط الحركة الحياتية فيكون قد ارتكب الخطأ لذا يقول الحق سبحانه “خذ العفو وأمر بالعرف”، مبيناً أن هناك قاعدة شرعية تنهى عن الافتيات ومخالفة النظام العام يقول الإمام الشعراني: “قد ألهمه الله البشر للحفاظ على المعاش والارتياش”.

ليس كل مباح متاحا في الشرع

فيما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه ليس كل مباح متاحا في الشرع، فالمباح يرد عليه ما يجعله حراما أو واجبا أو مندوبا، وذلك بحسب البيئة المحيطة.

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن حديث النبي الذي يقول فيه "تناكحوا تناسلوا" موجه للأمة جمعاء وليس لفرد، فكانت الأمة وقتها عددها الإجمالي 100 ألف فرد، منوها أن الأمة حاليا وصلت للملايين من الأشخاص، وبالتالي فهي نفذت وطبقت ما ورد في الحديث.

وتابع علي جمعة: ولذلك فالرجل الذي ينجب 5 أطفال في أوضتين فيكون مجرم في حق الأولاد والمجتمع، وفي حق المستقبل، حيث أنه يشكل أزمة لما هو قادم ، حيث ينشئ هؤلاء الأطفال في بيئة ضعيفة.

واستشهد بحديث النبي الذي يقول فيه “ألا إني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” ومعنى هذا الحديث أن هناك نقطة ومرحلة لا ينبغي للمسلم أن يزيد عنها ويتجاوزها في الاتباع وإلا يكون وقتها يكون متبعا لهواه.

التحلي يُحدث التجلّي

أهل الله يقولون: "التخلّى والتحلّي يُحدث التجلّى" فما معنى هذه الجملة؟.. أمر بيّنه الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية. 

وقال جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: ( يخلي قلبه): هذه كلمة وقف عندها السادةُ الصوفية كثيرًا، وقفوا عند التخلية من القبيح ، ويأتي بعدها عندهم معنى آخر، وهو أن: (يحلي قلبه) بكل صحيح ، وهذه هي التحلية.

وتابع: إذن فهناك مرحلتان وهما: (التخلية، والتحلية)، التخلية تفريغ القلب من الشواغل والمشاغل، والتحلية هي تجميل القلب بهذه الصفات العالية من التوكل، ومن الحب في الله، ومن الاعتماد على الله، ومن الثقة بما في يد الله ..... إلخ.

وبين عضو هيئة كبار العلماء أن السالك إلى الله إذا خلَّىَ قلبه من القبيح، وحلَّىَ قلبه بالصحيح يتشوق فيها قلب هذا التقي النقي، الذي خلى قلبه من الشواغل والمشاغل؛ وخلىَ نفسه وجوارحه من المعصية، ثم خلى قلبه من الشوائب، ثم حلى قلبه بتلك المعاني الفائقة الرائقة، وهو في كل ذلك يريد من الله - سبحانه وتعالى - أن يتجلى عليه . وهذا التجلي يأتي بعد التخلي والتحلي، فما معنى التجلي؟ معناه - كما قالت السادة الصوفية -: التخلق بأخلاق الله؛ فالله تعالى رحيم، فلابد من أن نكون رحماء، والله تعالى رءوف، فلابد من أن نكون كذلك، والله تعالى غفور فلابد أن نكون متسامحين, نغفر للآخرين .. ويصبح الإنسان في رضا عن الله .. عنده تسليم تام بقدر الله. فتخرج من دائرة الحيرة إلى دائرة الرضا، {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة 

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في كل هذه الحقوق المذكورة، ويمكن أن نبين ذلك على وجه التفصيل فنقول أولا: اختيار الحاكم والرضا به وهو ما كان يعبر عنه في التراث الفقهي بـ«البيعة»:ذكر الله البيعة عامة دون تخصيص الرجال أو النساء في أكثر من موضع فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10]، كما ذكر الله أمر النساء في البيعة فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُور رَّحِيمٌ) [الممتحنة: 12]، فأثبت القرآن الكريم حق المرأة في مبايعة الحكم كالرجال تماماً، واعتبار صوتها كصوت الرجل دون تمييز بينهما.

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك": ثانيا المشاركة العامة في القضايا التي تخص عامة الأمة، وهو مبدأ الشورى: حث الإسلام على مبدأ الشورى بين الحاكم والرعية، ولم يفرق بين الرجل والمرأة في ذلك، وقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة رضي الله عنها في موقف عصيب، في صلح الحديبية، بعدما كتب معاهدة الصلح مع المشركين.

وفي عصرنا الحديث لم يعترض علماء الإسلام على ترشيح المرأة في المجالس النيابية، وتمثيل فئة عريضة من الشعب والمشاركة في سن القوانين التنظيمية، ولقد أصدرت دار الإفتاء المصرية الفتوى رقم 852 لسنة 1997 عن حكم جواز أن تكون المرأة عضواً بمجلس النواب أو الشعب خلصت فيها إلى أنه: «لا مانع شرعاً من أن تكون المرأة عضواً بالمجالس النيابية والشعبية إذا رضي الناس أن تكون نائبة عنهم تمثلهم في تلك المجالس، وتكون مواصفات هذه المجالس تتفق وطبيعتها التي ميزها الله بها، وأن تكون فيها ملتزمة بحدود الله وشرعه، كما بين الله وأمر في شريعة الإسلام».

وتابع: " ثالثا: تولى المناصب المهمة في الحكومة ومؤسسات الدولة جاءت آثار عدة في تولي المرأة السلطة التنفيذية، أو الشرطة، أو ما تسمى في التراث الفقهي الإسلامي «الحسبة»، وكان ذلك في القرن الأول، وباعتبار هذه الآثار أجاز بعض علماء المسلمين تولي المرأة هذا المنصب القيادي الحساس في الدولة الإسلامية، حيث جاء في الموسوعة الفقهية (17/241) ما نصه: «وأجاز توليتها آخرون لما ثبت من أن سمراء بنت نهيك الأسدية كانت تمر في الأسواق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتنهى الناس عن ذلك بسوط معها».

وفى عصرنا هذا تشارك المرأة الرجل - في أغلب الدول الإسلامية والعربية- في جميع وظائف الدولة والحياة السياسية والعلمية، فالمرأة سفيرة ووزيرة وأستاذة جامعية وقاضية منذ سنوات عديدة، وهي تتساوى مع الرجل من ناحية الأجر والمسمى الوظيفي لكل تلك الوظائف.

واختم الدكتور علي جمعة :" رابعاً نصح الحاكم وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بدأ نصح النساء لولي الأمر وقول الحق عنده مبكراً، ففي القرن الأول - وهو من القرون الخيرة - وتحديداً في خلافة عمر رضي الله عنه يروي لنا قتادة شيئاً من ذلك فيقول: «خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزت على ظهر، فسلم عليها عمر فردت عليه السلام، وقالت: هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عُمَيْراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سُميتَ عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سُميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي عليه الفوت» (انظر: «الإصابة» لابن حجر).