الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلطان القراء مصطفى إسماعيل.. عشق جمهوره واتخذه مقياسا لإجادته وتميزه

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل

لا تزال ذكرى الشيخ مصطفى إسماعيل، واحدة من أمتع اللحظات التي يعيش خلالها المستمعين في رحاب سيرته العطرة، فكيف لا ونحن في حضرة واحد من أصحاب الموهبة الفذَّة في فنِّ تلاوة القرآن الكريم، بل يعد عملاقاً من عمالقة دولة التلاوة المصرية على مختلف عصورها.

سلطان القراء

«سلطان القراء، ومعشوق المستمعين» هو أحد مع أمتع المستمتعين بتلاوة القرآن الكريم، حيث كان للقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، خلال ظهوره في مقطع فيديو أثناء استضافته بالتليفزيون المصري مع الإعلامي طارق حبيب وهو يتحدث عن القرآن ورحلته معه كاشفاً ومعبراً عن علاقته بهذا الجمهور.

في سؤال من المذيع عن الفرق بين تلاوة القرآن أمام جمهور وبين تلاوته في استوديو للتسجيل، قال أنه يحب التلاوة أمام الجمهور والتفاعل معهم،وانه يقيس توفيقه بالتلاوة من خلال ردود أفعال المستمع، وأنه في ذات مرة كان يقرأ، فبمجرد أن قال "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" علق مستمع على بداية التلاوة، مما اضطره بأن يطلب فنجانا من القهوة للتمويه حتى يتمكن من الاستعداد لإعادة الآية بطريقة تعجب جمهوره.

وأضاف الشيخ مصطفى إسماعيل قائلا: أجلسوني أمام مصر كلها وامهلوني بضع دقائق واسمعوني بعدها، وأنا أفضل بكثير من أن أقرأ باستوديوهات أو في محافل لها بروتوكول ورسميات أخرى.

الشيخ مصطفى إسماعيل عُرف بأنه صاحب نَفَس طويل في القراءة، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها، سجَّل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملًا مرتلًا. وترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم.  ، وقد ركّب في تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على إعجاب المستمعين، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى اثناء التلاوة.

ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو عام 1905م، بقرية ميت غزال، مركز السَّنطة، محافظة الغربية، وأتمَّ حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا؛ ليتلقَّى علوم التجويد والقراءات.

ذاعت شهرة الشيخ في محافظته والمحافظات المجاورة لها في بداياته، ثم انتقل إلى القاهرة، فزادت شهرته، وازدانت بصوته محافلُها ومناسباتُها.

وفي محفلٍ تَغَيَّبَ عنه الشيخ عبد الفتاح الشِّعشاعي لظروف طارئة كان لحسن تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل بالغ الأثر في تعرُّف جمهور جديد عليه، وذيوع صيته، وتعلق قلوب مُستمعي القرآن الكريم بصوته الشجي العذب.

وبعد سماع الملك فاروق تلاوته وإعجابه بها؛ أمر بتعيينه قارئًا لقصر مصر الملكي، رغم عدم اعتماد إذاعة القرآن الكريم له في ذلك الوقت.

وفي عام 1945م انطلق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل؛ صادحًا بآيات الكتاب العزيز عبر موجات إذاعة القرآن الكريم، وتعلقت بصوته الآذانُ والقلوب، وطارت شهرته في آفاق مصر والعالم.

وجاب الشيخ كثيرًا من دول العالم؛ قارئًا لآيات القرآن الكريم، وأحيا ليالي رمضان، وسط احتفاءٍ وتقدير كبيرين على المستوى الشعبي والرسمي في شتى الدول التي زارها، والتي من بينها دولة فلسطين، التي قرأ بحرمها القدسي الشريف «المسجد الأقصى» تلاوته المشهورة في ذكرى الإسراء والمعراج عام 1960م، كما حصل على العديد من الأوسمة داخل مصر وخارجها.