الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألتراس بوتين .. هل يدفع الرئيس الروسي بمشجعي كرة القدم المتعصبين للقتال في أوكرانيا؟

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الحادي عشر وفشل مساعي السلام الإقليمية والدولية لإنهائها حتى الآن، بسبب تمسك كل من طرفيها بشروطه كأساس للتفاوض دون إبداء المرونة الكافية أو الاستعداد لتقديم تنازلات، يرى مراقبون أنها مرشحة للاستمرار لوقت أطول مما توقعه المحللون السياسيون والعسكريون في بدايتها.

سبانيولا.. وحدة الألتراس الروسي تقاتل في أوكرانيا

وفي حوار أجرته معها قناة "فوكس نيوز" الأمريكية قالت ريبكا كوفلر، رئيسة إحدى شركات الاستشارات العسكرية والاستراتيجية الأمريكية وضابط سابق بوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، إنه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن ينهي هذه الحرب قريبا، وإنه يمكن أن يلجأ للدفع بمجموعات من المشاغبين والسجناء ومعتادي الإجرام إلى جبهات القتال ضد أوكرانيا في حربه الهادفة لمنعها من الانضمام لعضوية حلف الناتو.

وأضافت كوفلر أن بوتين ورجال نظامه ينظرون إلى الحرب في أوكرانيا باعتبارها معركة وجود بالنسبة لهم بشكل شخصي، ولفتت إلى تداول عدد من وسائل الإعلام العالمية خلال الشهر الماضي أنباء عن قيام بوتين بتجنيد مشجعي كرة القدم المتعصبين للقتال في أوكرانيا كجزء من الفرقة 106 المحمولة جوا وكتيبة "فوستوك".

وتضم الوحدة المعروفة باسم "سبانيولا" مجموعات من مشجعي الأندية الروسية، وقال ستانيسلاف أورلوف وهو بمثابة ضابط آمر لمثيري الشغب إن موت أحد المشجعين في القتال دفع الآخرين إلى التكاتف والتصميم على مواصلة القتال للثأر له، وأوضح لوسائل إعلام روسية أن القوة القتالية للوحدة تتكون من أفراد ذوي خبرة عسكرية وسبقت لهم الخدمة في الجيش، وأنهم يشاركون في القتال على جبهات ما تطلق عليه الحكومة الروسية العملية العسكرية الخاصة، ويتم تقسيمهم إلى مجموعات الاستطلاع والمشاة والعمليات الفنية والهندسية بعد تلقيهم دورة تدريبية قصيرة.

وأشار أورلوف إلى أن المجندين الجدد في الكتيبة يتدربون على إطلاق النار بالأسلحة الآلية ذات العيار الكبير، والتعامل مع المتفجرات والتحكم في الطائرات المسيرة ويمارسون التدريبات التكتيكية من الصباح المبكر وحتى حلول المساء، مؤكدا أنهم يتمتعون بروح الجدية والإصرار على خدمة وطنهم وأن مئات الرجال يرغبون في الانضمام لصفوف المهمة والمشاركة في أعمال القتال.

بوتين.. الاستمرار في الحرب قرار محسوم

يذكر أن بوتين استفاد في بداية الحرب من خدمات المقاتلين الشيشان لتعزيز قواته مع استمرار الحرب لأشهر طويلة تتجاوز ما توقعته القيادة الروسية.

وقال متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة حصلت على تقارير لا يمكنها الجزم بصحة محتواها، تشير إلى أن بوتين يقوم بحشد المزيد من الأفراد للدفع بهم في أتون المعركة ويستخدمهم كوقود لمدافع حربه في أوكرانيا، وهو قد اختار الاستمرار في التصعيد بدلا من التهدئة ووقف نزيف الخسائر في الأرواح وحقن دماء شعبه.

وكان بوتين قد أعلن أنه سيمنع المشاغبين في بلاده من حضور مباريات كأس العالم التي أقيمت في روسيا عام 2018، لكن يبدو أنه عاد ليستعين بخدماتهم للمساعدة في زيادة أعداد قواته المشاركة في الحرب، ومن الجدير بالذكر أن الجماهير الروسية اشتهرت بسلوكياتها العدوانية ضد جماهير إنجلترا خلال مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2016، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن اثنين من مثيري الشغب سجنا على خلفية قيام عدد منهم بهجوم عصابات شبيه بالهجوم العسكري المنظم في بعض المدن.

مشاغبو التشجيع.. العنف في أوكرانيا بدلا من الملاعب

وقالت كوفلر إن المشاغبين الروس غادروا إلى أوكرانيا عندما بدأت الحكومة الروسية في لجم العنف في الملاعب لأول مرة، إلا أنهم عادوا إلى روسيا عقب إعلان بوتين التعبئة الجزئية في سبتمبر الماضي، حيث أعلن أندريه مالسولوف، مؤسس اتحاد مشجعي روسيا في مقابلة أجرتها معه إذاعة "موسكو تتحدث"، أن 500 شخص من جماهير كرة القدم شكلوا مجموعة فرعية للتطوع في القتال في إقليم دونباس.

وأضافت كوفلر أن بوتين الذي كان يرغب في حظر روابط مشجعي كرة القدم المتعصبين بسبب إثارتهم للفوضى في الأحداث الرياضية، قرر استغلال أعضائها لتعويض الاستنزاف الحاد للجنود الروس بعد أشهر من احتدام النزاع، وقد نجحت السلطات الروسية بالفعل في إقناعهم بتنحية خلافاتهم وتباين انتماءاتهم جانبا وتوحيد ولائهم لوطنهم الأم والمشاركة في القتال بروح الفريق الموحد من أجل روسيا، رغم تفاوت خبراتهم العسكرية وانعدامها تماما لدى بعضهم.

وأوضحت كوفلر أن ما ساعد على إنجاح خطة بوتين هو اختياره لمجموعات تتسم بطبيعتها بالميل إلى ممارسة العنف والانخراط في القتال والسلوك العدواني وعدم تقدير الحياة الإنسانية وأرواح البشر، وما استجد عليهم هو توظيف طاقاتهم العدائية في عمل منظم هو مواصلة القتال المستعر على جبهات حرب حقيقية تشنها بلادهم في الخارج.