EN 
متأثرا بعمله كبيرا للمحررين العسكريين بجريدة الأهرام يحلق الكاتب الكبير عبده مباشر في سماوات مجال قد يبدو بعيدا عن تخصصه ولكنه يهبط بنجاح بعد أن يجوب آفاق الكتاب النادر في مجاله "أدبيات الكرامة الصوفية" للشاعر والناقد الدكتور محمد أبو الفضل بدران أستاذ الأدب والنقد والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، والذي ناقشته جلسة حفتها الكرامات في رحاب معرض القاهرة الدولي للكتاب شارك في مناقشة الكتاب الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي وأدارها الكاتب أحمد عفيفي.
«لحظاتُنَا كلُّها كرامات، وليس هنالك كرامة أفضل من كرامة العِلم» مقولة للشيخ محمد الطيب الحساني، يستحضرها الدكتور محمد أبو الفضل بدران في مقدمة كتابه ليؤكد أن الكرامة المتحققة للولي غير مفضلة عن العلم. وان الولي الحق لا يفخر ولا يظهر كراماته،كما انها توضح مدى حضور الكرامات فى التصوف وأثرها فى أدبيـّاته.
يرصد الدكتور محمد أبوالفضل بدران في كتابه -الذي صدر في أكثر من طبعة وعن عدة دور نشر- ماهية الكرامات ومهمتها بوصفها نصًا إبداعيًا سرديًا مستقلا له مكوناته البلاغية والأسلوبية والمعرفية والقيمية والوجدانية ووظائفة الجمالية والتخييلية والروحية ودلالاته المتنوعة.
ويرى أن أدب الكرامات جنس أدبي مستقل بذته قد يتلامس مع القصة، بل ربما يكون أساسها بيد أنه يختلف عنها في كون الكرامة حكاية مقدسة لدى الصوفيين. ولذلك لا يهدف هذا البحث إلى الدخول في تيه السؤال عن حقيقة حدوث الكرامة من عدمه مكتفيًا بالوقوف على حقيقة وجودها في التراث العربي.
ويشير بدران إلى أن الكرامات هي مادة الحديث في السمر وهي وسيلة وعظية في المساجد. كما أنها الأداة الوحيدة للترقي في المقامات لدى معظم الطرق الصوفية وهي الحدث الجديد الذي يتكئ عليه الأدب العربي والإسلامي الحديث ولا سيما في الرواية على نحو ما.
ويذكر المؤلف أن النص الكراماتي هو نص رواني لا متناه و يستطيع أن يواكب العصور كي يتجاوزها وهو التدوين الشعبي للأحداث والدول والتأريخ الهلامي لسير الأولياء. حيث يبدع الشعب في تخليد حياة أوليائه وكتابة سيرحياتهم وفق رؤيته لهم.
تحدث الكاتب الكبير عبده مباشر، عن تجربته مع الكتاب مشيرا إلى أنه قضى معظم حياتي مراسلًا عسكريًا، ولذلك فإن الحديث عن موضوع أدبيات الكرامة الصوفية هو موضوع في منتهى الصعوبة، فالكتاب بحثي علمي، وشامل استفاد مؤلفه من تجربته في السفر عضوا ببعثة علمية في ألمانيا. ويؤكد "مباشر أن الدكتور أبوالفضل بدران قدم سياحة إبداعية وفكرية عبر كتابه أدبيات الكرامة الصوفية.
وقد حضر عدد كبير من النقاد والأدباء العرب منهم: الشاعر العراقي الدكتور علي جعفر العلاق والأديب والناقد السعودي الدكتور نبيل المحيش والناقد الأردني الدكتور عمر عبدالله الفجاوي والشاعر الإماراتي الدكتور عبدالحكيم الزبيدي، ولفيف من الأدباء والنقاد والأكاديميين والمهتمين من جمهور المعرض ودارت مناقشات ثرية بين الكاتب والحاضرين حول الكرامات كجنس أدبي وحول ما أطلق عليه الكاتب أدب الكرامات المقارن بين اللغات والآداب العالمية.
