شهدت منطقة شرق البحر المتوسط اليوم، زلزالا عنيفا، على تركيا وسوريا، أعاد للأذهان زلزال 1999، والذي كان له آثارا مدمرة.

أقوى زلزال شهدته البلاد
وتسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر في مصرع 284 شخصا وإصابة 2323 آخرين في تركيا، إلى جانب مصرع 237 شخصا وإصابة و639 آخرين في سوريا، وتدمير العديد من المباني.
ووصفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا في وقت مبكر من، صباح اليوم الاثنين، بأنه أقوى زلزال شهدته البلاد منذ أكثر من مائة عام.
وقال كارل لانج، الأستاذ المساعد في كلية علوم الأرض والغلاف الجوي بجامعة جورجيا للتكنولوجيا في تصريحات له -المنطقة التي ضربها الزلزال معرضة للنشاط الزلزالي، لكن هذا الزلزال أكبر مما حدث في أي وقت مضى لا سيما أنه قريب من سطح الأرض.

ثاني أكبر زلزال في التاريخ التركي
ما حدث اليوم جعل الجميع يتذكر ما حدث في زلزال 1999 حيث مر 24 عاماً على زلزال مرمرة الذي وقع في أغسطس 1999، والذي يعد ثاني أكبر زلزال في التاريخ التركي بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر واستمر 45 ثانية.
شعر الناس بالزلزال، الذي كان مركزه في منطقة غولجوك التابعة لولاية "كوجالي" في جميع أرجاء منطقة مرمرة، التي تسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات في إسطنبول وبولو وبورصة وإسكي شهير وكوجالي وسكاريا ويالوفا.
حيث بدأ الزلزال الذي وقع في الجزء الغربي من خط صدع شمال الأناضول، والذي يمر عبر المناطق الشمالية من تركيا، يوم الثلاثاء 17 أغسطس 1999 واستمر لمدة 45 ثانية.
وحدث الزلزال في منطقة غولجوك في إزميت، بقوة 7.6 على مقياس ريختر بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، بينما حدد على أنه 7.8 بواسطة مرصد التابع لجامعة "بوغاز إيتشي".
ووفقاً لتقرير لجنة البحوث البرلمانية بتاريخ 2010، فقد 17 ألفاً 480 شخصاً حياتهم وأصيب 43 ألفاً و 953 شخصًا في الزلزال، بينما تزعم مصادر غير رسمية أن عدد القتلى قرابة 50 ألفاً.
ووفقاً للبيان الذي أدلى به مركز الأزمات التابع لرئاسة الوزراء التركي بعد أشهر قليلة من الزلزال، فإن أكبر خسائر في الأرواح كانت في "غولجوك" حيث بلغ عددهم نحو 4500 شخص، في حين أن الخسائر في الأرواح المسجلة في "كوجالي" كانت 4 آلاف، وفقد ما يقرب من 2500 شخص حياتهم في "يالوفا" و"سكاريا"، وفي حي "أفجيلار" في إسطنبول، الذي تضرر من الزلزال، فقد 976 شخصاً حياتهم.
وتسبب الزلزال بآثار خطيرة اقتصادية على تركيا، وبحسب حسابات المؤسسات المختلفة، فإن الكلفة الاقتصادية للزلزال تتراوح بين 12 و 20 مليار دولار، وتقدر منظمة تخطيط الدولة هذه الكلفة بـ 15 - 19 مليار دولار، والبنك الدولي بـ12-17 مليار دولار، وجمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك بـ 17 مليار دولار.
وزادت الحاجة إلى الموارد الخام من الخارج بعد الزلزال، خاصة بعد البدء بإعادة الإعمار، وساهم انقطاع الأنشطة الإنتاجية في المنطقة الصناعية لفترة من الوقت في انكماش الاقتصاد، في حين أدى الحريق الذي شب في أكبر مصفاة لتكرير النفط بتركيا لعدة أيام إلى أزمة اقتصادية في البلاد.

وبعد التغلب على الصدمة الأولية للزلزال، كان التركيز على أنشطة البحث والإنقاذ في المقام الأول، حيث شارك في العملية المجموعات الخاصة والمتطوعة مثل فرق البحث والإنقاذ إلى جانب التشكيلات العام مثل الهلال الأحمر التركي ووحدات الدفاع المدني.
وبعض فرق الإنقاذ استغرقت أياماً للوصول إلى بعض الأماكن، بينما استمرت أعمال إزالة الحطام لعدة أشهر في بعض النقاط، وأصبحت قضية الزلزال أهم بند في الأجندة التركية.
ورفعت دعاوى قضائية ضد 170 موظفاً عاماً بعد الزلزال بتهمة الإهمال في أداء الواجب، في حين تم إيقاف بعض هؤلاء الأشخاص من مناصبهم، وأسقطت بعض القضايا بالتقادم.
بالإضافة إلى ذلك، رُفعت 2100 دعوى قضائية ضد مقاولي المباني المدمرة أو المتضررة، إلا أن الفصل في هذه القضايا تأخرت جداً، أو أسقطت بسبب التقادم.
30 ألف قتيل و45 ألف مصاب
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي ـ أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن أكبر وأشد موجات زلزالية (7.8 ريختر) تضرب تركيا فجر اليوم، تذكرنا بزلزال 17 أغسطس 1999 الذي راح ضحيته 30 ألف قتيل و45 ألف مصاب وتشريد أكثر من نصف مليون.
وتابع شراقي ـ في تصريحات له ـ حوالي 10 زلازل جنوب شرق تركيا وبالقرب من الحدود السورية، ومجموعة أخرى متوسطة في وسط وغرب تركيا.
والجدير بالذكر، تركيا هي من المناطق المعرضة للزلازل في العالم، وخاصة إسطنبول، حيث تقع المدينة بالقرب من خط صدع كبير.

6 دول شعرت بقوة الزلزال
وكانت آخر تفاصيل لزلزال اليوم في كهرمان مرعش حيث هز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة جنوبي تركيا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين وشعر به كلا من:
- قبرص ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، مما أدى إلى انهيار مباني وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.
- وقال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات قرب مدينة كهرمان مرعش، وقال شاهد عيان من رويترز في ديار بكر الواقعة على بعد 350 كيلومترا إلى الشرق إن الزلزال استمر نحو دقيقة وحطم النوافذ.
- وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم.
- في أواخر نوفمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالي خمسين جريحا ومتسببا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
- وفي يناير 2020 شهد أيضا زلزالا بقوة 6.7 درجات ضرب منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
- وفي أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.
