الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الحرم النبوي: أعظم الناس رحمة من صان نفسه عن سخط الله

المسجد النبوي
المسجد النبوي

أكد الشيخ أحمد بن طالب خطيب الحرم النبوي، أن أعظم الناس رحمة من صان نفسه عن مساخط الله وتعرض لنفحاته ورحماته عن ابنِ عمرَ، قالَ: ( إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ ) .

الله حاكم بالعدل يبين في ميزانه مثقال الذرة

وقال خطيب الحرم النبوي خلال خطبة الجمعة من رحاب المسجد النبوي بالمدينة المنورة: “ليس بين الله تعالى وأحد من خلقه قرابة ولا رحم ولكنه قائم بالقسط حاكم بالعدل يبين في ميزانه مثقال الذرة وأن العارفون علموا أنه ما استدر بمثل الاستغفار ولا استنزل مثل لسان الاضطرار ولا عرج مثل الصلاة والسلام على الصفي المختار”.

وبين خطيب الحرم النبوي أن الاستغفار لازم التوبة وبابها قال عزوجل (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )، موضحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر لأمته ففي الحديث عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : ( لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ " . فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ . قَالَ : فَقَالَ : لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيَسُرُّكِ دُعَائِي " قَالَتْ : وَمَا بِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ . قَالَ : " وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ ).

خطيب الحرم النبوي شدد على أن الاستغفار استرسال للسماء وإمداد بالمال والبنين ومتاع حسن وقوة في البدن وتودد للرحيم قال جل من قائل (فَقُلْتُ سْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، لافتاً إلى أن الله تعالى كريم رحيم يحب توبة العبد ويردها له ورحيماً بصعف الإنسان قال تعالى (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ? وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ).

واختتم خطيب الحرم النبوي أن الله تعالى قرن ربوبيته للعالمين برحمته فرحمته تنال بطاعته والتوبة من معصيته فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ( لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ) .