الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكومة تتحرك لإنقاذ القاهرة من الفوضى.. 3 مناطق تشملها خطة التطوير

مرحلة جديدة للقضاء
مرحلة جديدة للقضاء على العشوائيات

تغيرت نظرة الدولة إلى ملف العشوائيات منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية الحكم في البلاد، وبات الخطر الذي يهدد تاريخ مصر الحضاري خاصة العاصمة القاهرة من الماضي، بعد إعادة التخطيط والتطوير والتغير التي شملت الكثير من البؤر العشوائية والغير آمنة.

تطوير العشوائيات 

إعادة تطوير وتأهيل

وتبدأ الحكومة مرحلة جديدة من إعادة تطوير وتأهيل بعض المناطق العشوائية وغير المخططة التي تقع في نطاق القاهرة الكبرى، وذلك بعد موافقة المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية رسميا.

وأكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، أن الدولة المصرية تبدأ مرحلة جديدة من المشروع والمخطط القومي الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة تطوير وتأهيل بعض المناطق العشوائية وغير المخططة، وذلك بعد موافقة المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية رسميا خلال اجتماعه الأسبوعي الأخير على ذلك.

ووافق المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على إعادة تخطيط بعض المناطق على مستوى الجمهورية، وتشمل المناطق المستهدف إعادة تخطيطها:

  • منطقة كورنيش النيل بحي الساحل، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 154.5 فدان.
  • منطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبري الليمون، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 14.62 فدان.
  • منطقة كورنيش النيل بالمعادي ودار السلام وأثر النبي، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 1642.75 فدان.

وأضاف المحافظ أن العاصمة شهدت خلال 8 سنوات مشروعا قوميا كان يعد حلما ودربا من الخيال، حيث تم إعادة كتابة شهادة ميلاد للعديد من المناطق العشوائية التي تحمل في طياتها صفحات من التاريخ العريق للقاهرة، ولعل أبرزها  منطقة سور مجري العيون، والتي كانت تعتبر من أكثر المناطق العشوائية خطورة في مصر، ورغم قدم المنطقة وأثريتها، ولكنها عانت من عقود من الإهمال، لذلك كان قرار القيادة السياسية بتطوير المنطقة ككل وإزالة كل العشوائيات بها وبناء مناطق سكنية تليق بالشعب المصري وبمبادئ الجمهورية الجديدة من خلق حياة كريمة للمواطنين.

وأوضح المحافظ أن مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون يعد من أهم مشروعات تطوير القاهرة التاريخية التي تم تنفيذها، والتي تهدف للارتقاء بمستوى إحدى أهم المناطق بمدينة القاهرة، وذلك تزامنا مع النهضة العمرانية التي تشهدها مصر خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء من خلال توسيع الرقعة العمرانية بإنشاء المدن الجديدة، أو تطوير العمران القائم.

اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة

القاهرة تتصدر القائمة 

وأضاف محافظ القاهرة، أن أحد اهم المشروعات الكبرى التي شهدتها العاصمة مشروع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، حيث كانت تعد من المناطق الأخطر من حيث العشوائية وعدم التخطيط، على الرغم من عراقة هذه المنطقة نظرا لمجاورتها لمبني التليفزيون والإذاعة المصري الذي يعتبر الأعرق في الشرق الأوسط، فجاء قرار الدولة المصرية بأن يحيا أهالينا من قاطني مثلث ماسبيرو الحياة التي تليق بهم، وتمت إزالة جميع المناطق العشوائية وبناء مناطق سكنية مجهزة وكاملة التشطيب تليق بعراقة مواطن العاصمة.

ونوه المحافظ إلى أن من بين المشاريع التي أولتها الدولة المصرية اهتماما بالغا مشروع تطوير وإحياء بحيرة عين الصيرة، والتي عانت من سنوات من الإهمال، وجاءت توجيهات القيادة السياسية بتطوير الطرق الرئيسية حول البحيرة وإحلال وتجديد لشبكة الصرف الصحي، موضحا أن مراحل المشروع اشتملت على رفع كفاءة وتطهير منطقة البحيرة الكبريتية بمساحة 23 فدانا، إلى جانب إقامة المناطق الخضراء والمتنزهات بمسطح 13 فدانا، وأماكن للجلوس وكافيتريات ومطاعم.

وسبق وقال الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير المناطق العشوائية، المهندس خالد صديق، إن مصر تحتوي على 357 منطقة عشوائية، بها 200 ألف وحدة، وتمت زيادتها لـ240 ألف وحدة بسبب إضافة عددا من المناطق الآمنة المجاورة للأماكن التي طورت، لكن كانت مظهرها عشوائي فطورت.

وأوضح صديق ـ في تصريحات له، أن حجم السكن غير المخطط في مصر كثير، وأن 227 مدينة فيهم 417 ألف فدان منهم 160 ألف فدان غير مخطط، منهم أماكن بمناطق "فيصل، الهرم، بولاق الدكرور، وعزبة الهجانة".

وأشار إلى أنهم يعملوا لأن تصل المناطق غير المخططة لمرحلة اكتفائها من احتياجات الحياة الأساسية شبكات مياه، كهرباء، صرف صحي، طرق، إنارة، شبكات حريق، وفتح محاور طرق بتكلفة تصل إلى 318 مليار جنيه.

 المهندس خالد صديق

قدرة وكفاءة الخدمات 

وأكد أنه يتم تنفيذ هذا المشروع ضمن خطة رؤية مصر 2030 ومتوقعًا انتهاء تطوير100% من الأماكن غير المخططة بحلول عام 2030، ولا توجد محافظة خالية من الأماكن غير المخططة.

وأوضح أن أكبر المحافظات التي تحتوي على أماكن غير مخططة هي القاهرة 19 ألف فدان، تليها الإسكندرية بـ 19 ألف فدان، الجيزة 15 ألف فدان، القليوبية 9000 فدان، وأقلهم محافظة بورسعيد 126 فدانًا، وسيتم العمل في كل المحافظات معًا.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المستدامة والمناطق العشوائية، إن ما يحدث من إعادة تأهيل المناطق العشوائية في القاهرة، لأن القاهرة كانت من أكثر المناطق العشوائية بشكل كبير، فما يحدث الآن هو إعادة تخطيط تدخل تحت معادلة تزويد كفاءة الخدمات وتوسيع الميادين ورفع الكفاءة الخاصة بالبنية التحتية وتغيير الشكل والمخططات القديمة التي كانت متواجدة عليها هذه المناطق.

وأوضح حسان ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تأهيل القاهرة هو تمهيد لأشياء كثيرة قادمة، فالقاهرة أنفقت معدلات ضخمة للتطوير، مثل نموذج الفسطاط وكيف تحول المكان العشوائي من سور مجرى العيون والمدابغ التي تم نقلها وتطويرها في هذا الإطار، فمصر تستكمل مخطط القاهرة الجديدة أو القاهرة الخديوية.

وتابع: "بالفعل المناطق العشوائية كانت تعاني من ستينات القرن الماضي من عدم التطوير وكانت تزداد العشوائية، لذلك مصر في هذا التوقيت تهتم بفكرة إعادة بناء القاهرة بشكل يليق بالجمهورية الجديدة، مع الحفاظ على الشكل الجمالي الذي كانت عليه من الأساس بشكل مطور على عكس العشوائية في ستينات القرن الماضي".

وأضاف أن الدولة أعادت تأهيل مبانٍ ومناطق وتحسين الأوضاع المعيشية للمنطقة، وجدت فكرة التصميم الحضري من هذه المناطق من خلال وضع مخططات والاهتمام بالخدمات العامة بشكل كبير، فالقادم بالنسبة للدولة هو دعم التطوير الحضاري بشكل مفتوح وإحياء تاريخي لثقافة وتراث المدن التاريخية.

الدكتور الحسين حسان

مدن متكاملة الخدمات

وأكد أن اليوم مصر تعالج مراحل الغفلة لدور التخطيط الحضاري للحفاظ على القاهرة التاريخية، فكان هناك عدم اهتمام بالبعد الاقتصادي للمدينة التاريخية وللعاصمة، سواء من فعاليات ثقافية وفنية وغيرها، أما اليوم فيتم إحياء هذه المباني بإعادة التخطيط بما يتلاءم مع الطابع المعماري المميز، وفي نفس التوقيت حماية المباني التراثية.

واختتم تصريحاته قائلا: "مصر تخطط لأن تكون من أكبر المدن الاقتصادية التي تضم أكبر شركات ناشئة سوف تكون مدينة تكنولوجية ومتحفا كبيرا لتليق بمكانة الجمهورية الجديدة".

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد درويش، النائب وزير الإسكان للتطوير الحضاري السابق، إن ما تشهده مصر حاليا من طفرة عمرانية، هو نتاج من العمل المتواصل للتخلص من مشكلة العشوائيات المناطق غير المخططة، وهو نتيجة وجود إرادة سياسية لم تكن متوفرة في الـ 40 عاما الماضية، ولكن طول الـ 6 سنوات الماضية وضعت الدولة خطة للانتهاء من تطوير والقضاء على المناطق العشوائية وغير المخططة.

وأوضح درويش، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مصر تعمل على إنشاء مناطق ومدن متكاملة الخدمات والمرافق، وأبرزها المدارس والوحدات الصحية، وبالتالي ترتقي بدرجة وعي المواطنين في المناطق العشوائية عندما تنقلهم إلى المدن الجديدة، ويدخلون النظام الاجتماعي.

والجدير بالذكر، تسعى الدولة المصرية للقضاء على المناطق العشوائية، حيث يعد ملف العشوائيات من أهم الملفات التي يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي باهتمام بالغ من أجل تطوير المناطق العشوائية وتوفير حياة كريمة آمنة، وتعمل الحكومة على قدم وثاق للانتهاء من تلك المناطق وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وتعمير المنازل المتهالكة مرة ثانية لأصحابها، ونقل المتضررين من المناطق شديدة الخطورة لا تصلح للسكن، إلى مناطق أكثر أمانًا لهم وأبنائهم.

وكان من أبرز المناطق التي تم تطويرها منطقة سور مجرى العيون التي كانت تعتبر من أكثر المناطق العشوائية خطورة في مصر، وتطوير منطقة مثلث ماسبيرو التي كانت تعد الأخطر من حيث العشوائية.

الدكتور أحمد درويش