اليابان تدعم تايوان في مواجهة الضغط العسكري الصيني.. وبكين تطالب طوكيو الالتزام بمبدأ صين واحدة

تشهد العلاقات بين الصين واليابان توترا متزايدا بسبب قضية تايوان، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، فيما تسعى تايوان للحفاظ على هويتها وديمقراطيتها. وقد أجرى مسؤولون من البلدين محادثات في بكين في 18 أغسطس 2022، لبحث سبل تخفيف التوتر وتعزيز التعاون، لكن دون تحقيق أية اختراقات كبيرة.

بالإضافة إلي ذلك كثفت اليابان تواصلها مع تايوان كما تعهدت بحمايتها والدفاع عنها ضد أي محاولة من الصين لاستخدام القوة لعودة الجزيرة إلى الوطن الأم.

اجتماع هام لوزيرا دفاع البلدين

وقد التقى وزير الدفاع الصيني لي شانجفو ووزير الدفاع الياباني ياسويتشي هامادا، يوم السبت، حيث أشار لي شانجفو لأول مرة إلى قضية تايوان في خطابه، وقال إن الجانب الياباني يجب ألا يرسل إشارات خاطئة إلى عناصر "استقلال تايوان" لتجنب الأضرار التخريبية للعلاقات الصينية اليابانية.

وأضاف، في الشهر الماضي، وبعد 16 عامًا من المشاورات، تم إطلاق الخط المباشر بين وزارتي الدفاع بهدف منع حالات الطوارئ البحرية والجوية بين الصين واليابان رسميًا، الأمر الذي أثار انتباه العالم الخارجي.

ومن المحتمل أن يساهم هذا الاجتماع في تهدئة التوترات بين الصين واليابان. ومع ذلك، فإن هذه التوترات قد تستمر أو تتصاعد بسبب تأثير عوامل خارجية مثل دور الولايات المتحدة في المنطقة. لذلك، يتطلب حل هذه المشكلات جهودًا مستمرة من كلا الجانبين لبناء علاقات بناءة ومستقرة.

ما هي وجهة النظر الصينية بشأن علاقاته مع اليابان؟

ويري الشعب الصيني في العلاقات مع اليابان قد يختلف من شخص لآخر، ولكن بشكل عام، يأمل الشعب الصيني في أن تتطور العلاقات بين البلدين بشكل سلمي ومتوازن ومتبادل الاحترام.

وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينج عن أهمية تعزيز العلاقات مع اليابان في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في 29 سبتمبر 2021، وأكد على ضرورة التمسك بالتوافق المهم الذي توصل إليه زعيما البلدين. كما أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج عن استعداد الصين للعمل مع الإدارة الجديدة في اليابان لتحقيق التعاون المتبادل النفع والتنمية المشتركة.

ومع ذلك، فإن الشعب الصيني لا يزال يحمل ذكرى مؤلمة للاحتلال والاضطهاد التاريخي من قبل اليابان، ولا يقبل بأية خطوات تستهدف إثارة المشاكل أو إضعاف سيادة وأمن الصين. حيث إن التدخل في شؤون تايوان وهونغ كونغ، كلها قضايا حساسة تثير استفزاز وغضب الشعب الصيني.

تايوان تشعل الصراع بين مجموعة السبع والصين

وفي وقت سابق، أصدر وزراء خارجية مجموعة السبع والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بيانا مشتركا في 3 أغسطس 2022، حيث أعربوا فيه عن قلقهم إزاء تصرفات الصين تجاه تايوان، وحثوا الصين على عدم تغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد، وحل الخلافات سلميا. كما أكدوا على التزامهم بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ودعوا جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وضبط النفس.

الصين تتهم مجموعة السبع بانتهاك القوانين الدولية

وفي المقابل، قدمت الصين احتجاجات رسمية للدول الأوروبية المعنية ومبعوثي الاتحاد الأوروبي، وأكدت أن تايوان هي جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن المسائل المتعلقة بتايوان تخص شؤونها الداخلية فقط، ولا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيها.

كما أشارت إلى أن التصريحات المتعلقة بتايوان تشكل انتهاكًا صارخًا لمبادئ قانون العلاقات الدولية، وتضر بالثقة المتبادلة بين الصين والاتحاد الأوروبي. وطالبت دول مجموعة السبع بالامتثال لسياسة "الصين الواحدة"، والامتناع عن إصدار أية تصريحات أو اتخاذ أية إجراءات تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة.