الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلة القضاء على فيروس سي..مصر تتسلم أول شهادة دولية لخلوها من الالتهاب الكبدي

فيروس سي
فيروس سي

تسلمت مصر الشهادة الدولية من منظمة الصحة العالمية لنجاحها في القضاء على فيروس سي؛ وذلك من خلال تسليم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس الشهادة للرئيس السيسي في لقائه اليوم.

القضاء على فيروس سي 

وصوت أعضاء اللجنة الدولة بمنظمة الصحة العالمية بالإجماع، الأسبوع الماضي، بالموافقة على حصول مصر على الشهادة الدولية  في القضاء على فيروس سي، بعد  تقدم مصر لملف يتضمن كل جهودها في القضاء على الفيروس، ومن المقرر عقد احتفالية مساء اليوم في منطقة الأهرامات، لتتويج  إنجاز مصر  بكونها أول دولة في العالم تحصل على الشهادة الذهبية في القضاء على فيروس سي.

هنأت منظمة الصحة العالمية، اليوم، مصر لحصولها على "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد سي.

وقالت المنظمة في بيان، إن بلوغ المستوى الذهبي يعني أن مصر قد أوفت بالمتطلبات التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات إلى المستويات التي تؤهِّلها للقضاء على المرض.

وعلى الصعيد العالمي، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمنة. وبالرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا. ولكن هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشون مع التهاب الكبد C في العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى، ويمكن أن تتسبب تلك العدوى في إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم تُعالَج أو يُشفَ منها.

وأوضحت المنظمة أن مصر شخصت 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافي إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.

 في أقل من 10 سنوات

وفي هذا السياق، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن المَسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به، لقد قدمت مصر للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح.

وحريٌّ بنجاح مصر أن يبثَّ في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد C في كل مكان»، وقد نجحت مصر في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10% إلى 0.38% في مدة تزيد قليلًا على عَقد من الزمان.

ومنذ أوائل عام 2000، ما فتئت مصر تعزز برامجها الوطنية في مجالَي الوقاية والعلاج، وفي عام 2006، أنشأ البلد اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهي هيكل إداري معني بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها. وابتداءً من عام 2014، أطلق الرئيس المصري حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد C، وهو ما تعزز مجددًا في عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادي.

وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون شخص. ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا في النجاح الملحوظ الذي حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%. ومن خلال اتباع نهج يركز على المرضى، أدخلت مصر تحسينات هائلة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم «عدم إلحاق الضرر» من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر.

وأشاد الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذي حققته مصر، إذ قال: «إن ذلك يُعدُّ شهادة على أن لا شيء عصيٌّ على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلةً وأوقاتًا عصيبة، ومنها جائحة كوفيد-19. وقد نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد C، في فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريبًا.

جهود الدولة للقضاء على فيروس سي 

نجحت وزارة الصحة والسكان في توسيع مواردها المالية والتقنية على مَر السنين لتحقيق الرؤية الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد C باعتباره مشكلة صحية عامة.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، الدكتورة نعيمة القصير: «يغمرني شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التي شهدت الاعتراف بمصر دوليًّا، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض.

تابعت: كنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التي بذلتها وزارة الصحة والسكان خلال العقد الماضي للقضاء على هذا التهديد المُحدِق بالصحة العامة.

وكانت الوزارة مدفوعة في مساعيها بأعلى مستوى من الالتزام السياسي وبروح التضامن، والإنصاف، والشمول لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون أي تمييز، إعمالا لحق من حقوق الإنسان .

من جانبه قال الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء، إن تسلم مصر شهادة بـ خلوها من فيروس سي خطوة إيجابية جديدة أضيفت لصحة مصر الحافلة بالإنجازات والتي تعمل جاهدة على تحسين صحة المواطن أينما كان بتوجيهات من القيادة السياسية التي تبذل قصارى جهدها لتحسين حياة المواطن المصري والتخفيف عن كاهله.

وأضاف "أمين" في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن هذه الشهادة تثمن دور مصر باعتبارها أول دولة على مستوى العالم في القضاء على هذا الفيروس، مشيراً إلى أن هذا المرض يصيب الكبد بالالتهاب والتليف والسرطان، وينتقل عن طريق الدم، ويصيب حوالي 58 مليون شخص في العالم، ولا يوجد له لقاح وقائي.

وأشار إلى أن فيروس سي، من أمراض الكبد الوبائي بشكل عام، وهو مرض مزمن، فكان بمثابة مرض قومي في مصر، وخلال فترة من الفترات كان يؤثر وفقًا للاحصائيات على نسبة تتراوح ما بين 10% لـ 20% من المصريين.

وثمن أمين جهود الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاهتمام بصحة المواطن من خلال إطلاق حملة 100 مليون صحة، والتي كانت من أهم الجهود التي ساعدت على القضاء على فيروس سي تمامًا بمصر من خلال الاكتشاف والعلاج المبكر.

جهود وزارة الصحة 

وكشفت وزارة الصحة والسكان عن جهودها فى القضاء على الالتهاب الكبدى سى وتضمن العرض الآتى:- 

- إجمالى من تم فحصهم 63 مليون مواطن.

- إجمالى من تم تشخيصهم بفيروس سى 5 ملايين إصابة.

- إجمالى من تم علاجهم من فيروس سى 4.5 مليون حالة.

- علاج سرطان الكبد فى 60 ألف حالة. 

- الكشف عن 120 حالة مصابة بالتليف الكبدى ضمن برنامج ترصد سرطان الكبد الأولى. 

- علاج سرطان الكبد فى 5 آلاف حالة بـ 67 مركزا لعلاج سرطان الكبد.