الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رؤساء وملوك عرب دعموا بليغ حمدي في أزمته بعد هروبه.. تفاصيل

بليغ حمدى
بليغ حمدى

علاقة صادقة ومحبة جمعت بين بليغ حمدي والعديد من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية، ومن بينهم معمر القذافي، وفهد بن عبد العزيز، و الملك الحسن وعدي، وغيرهم الكثير، والذين كانوا على تواصل دائم معه عقب مغادرته القاهرة هاربا  إلى باريس من إحدى القضايا التي اتهم فيها بقتل فنانة مغربية.

 

رؤساء وملوك العرب يدعمون بليغ حمدي في أزمته

 

ولم يكن رقم تليفون شقة بليغ حمدي في باريس بعد مغادرته القاهرة  يعرفه إلا أشخاصا بعينهم لا يزيد عددهم عن أصابع اليد، في مقدمتهم شقيقته صفية ولذلك أصبح تليفون مطعم محسن خطاب رفيق بليغ حمدي، هو رقم بليغ العام لمن أراد الاتصال به في باريس آنذاك.


ولم يكن التليفون يتوقف عن الرنين، حاملا مكالمات واتصالات من كل أنحاء العالم العربي وفي حين كانت البلدان العربية تعاني سياسيًا من خلافات وانقسامات، لكن بليغ حمدي كان من القلة النادرة التي اتفقت عليها الأمة ولذلك لا تستغرب عندما تعرف أن قائمة المتصلين به والمتعاطفين معه في محنته والراغبين في دعمه كانت تضم العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز، والرئيس الليبي معمر القدافي، والعاهل المغربي الملك الحسن، وعدي وقصي أبناء صدام حسين.

 


ملك المغرب يرسل هديا مختلفة إلى بليغ حمدي


وهذا ما كشفه كتاب «بليغ.. أسرار الأيام الأخير»، للكتاب أيمن الحكيم، والذي توقف فيه أمام واقعتين، قصهم لمؤلف الكتاب محسن خطاب، رفيق بليغ في باريس، وهما تدلان بوضوح على مدى العلاقة الوثيقة التي كانت تربط بليغ بالحكام العرب في زمنه ومدى تقديرهم له ومكانته عندهم، الأولى بطلها العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، والذي كان يحرص على دعوة بليغ في الاحتفالات السنوية بعيد جلوسه على العرش، وكان الملك من المقدرين لموهبة بليغ والعارفين بقدره، وتطورت علاقتهما إلي صداقة شخصية كان من تجلياتها تلك الهدية السنوية التي كان ملك المغرب يرسلها لبليغ في عيد ميلاده وهي هدية ملكية لها حكاية طريفة، إذ لما علم العامل المغربي أن بليغ يعاني من إيجاد أحذية مناسبة لمقاس قدمه النادر (سبعة وثلاثون ونصف)، فإنه أصدر أمرًا لصانع الأحذية الملكية بأن يصنع تشكيلة من الأحذية بمقاس بليغ وبموديلات وألوان مختلفة.


وكان الديوان الملكي يرسلها كل عام إلي بليغ على عنوانه بالقاهرة، وغالبًا يكون بصحبتها تشكيلة أخرى فاخرة من البدل أو الجواكت الجلدية أو العباءات المغربية، ولما انتقل بليغ إجباريًا إلي باريس في سنوات المنفى ظل الديوان الملكي المغربي يرسلها إلي بليغ وخلال تلك السنوات كان يكلف صديقه محسن خطاب باستلام الطرد من مطار باريس، ومع تراكم الهدايا الملكية كان بليغ يمكنه أن يرتدي طقمًا كاملا من اللون نفسه، شاملا البنطلون والسترة والحذاء وحتى الحزام.

والمؤكد أن تقدير بليغ للعاهل المغربي الراحل كانت من الأسباب القوية لدعمه لاثنتين من مطربات المغرب وتلحينه لهما: سميرة سعيد وعزيزة جلال.

 


اتهام بليغ حمدي بقتل سميرة مليان

 

في عام 1984، وبينما تبحث المطربة المغربية الشابة سميرة مليان، عن الغناء والشهرة في مصر صانعة النجوم، رتب لها القدر موعدًا مع الموسيقار والملحن الأهم في الوطن العربي آنذاك، المبدع بليغ حمدي، تمنّت الشابة أن يكتشفها وتصبح حديث الناس مثلما فعل مع ميادة الحناوي وعفاف راضي وسميرة سعيد، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان.
وفي 17 ديسمبر 1984، كان يجتمع في بيت بليغ حمدي بالزمالك، كالمعتاد، الكثير من الأصدقاء والنجوم، وكان من بينهم الباحثة عن الشهرة والتي حضرت بصحبة أثرياء مغاربة وعدها أحدهم بإنتاج ألبوم غنائي لها، الموسيقار الكبير أخبر ضيوفه برغبته في النوم، نام لساعة واحدة فقط، لم يستيقظ هذه المرة بسبب صوت الموسيقى وترديد الأغنيات، ولكن بسبب صوت صراخ، وعُثر على جثة سميرة مليان عارية بعدما سقطت من شُرفة مطبخ منزل بليغ حمدي، وسرعان ما رحل بليغ حمدي عن مصر متجهًا إلى باريس بعدما حاول إثبات براءته التي لم تتحقق، وجد الفرار حلًا له هروبًا من الاتهام بقتل الفنانة المغربية، وظل في المنفى الاختياري بين المرض وقسوة ومرارة أيام الغُربة، حتى تمت تبرئته في عام 1990.