الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معايير مزدوجة.. الغرب يتجنب المحاسبة الأخلاقية لجرائم إسرائيل

صدى البلد

يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائم ضد الإنسانية ومجازر بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين في الضفة المحتلة وقطاع غزة المحاصر؛ إلا أن الغرب لا يزال يدافع عنها ويساندها، الأمر الذي يعكس ازدواجًا في المعايير الإنسانية والأخلاقية.
وفي الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ضغوطًا متزايدة للتدخل ووقف العنف والدفاع عن حقوق الإنسان، ومع ذلك فإن موقف الغرب متناقض ومتردد، ويظهر عجزًا وانحيازًا في التعامل مع هذه القضية، ما يثير تساؤلات عن إمكانية تجنب الغرب "المحاسبة الأخلاقية" للجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة.

ظلم تاريخي للعرب

لا يمكن فهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون النظر إلى دور الغرب في صناعته وتأجيجه، فمنذ بداية القرن العشرين، كانت بريطانيا وفرنسا وغيرهما من القوى الاستعمارية تتدخل في شؤون الشرق الأوسط، وتقسم المنطقة وفقًا لمصالحها الجيوسياسية والاقتصادية، وفي عام 1917 أصدرت بريطانيا وعد بلفور، الذي تضمن إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مما أثار معارضة العرب الذين يعيشون هناك.
وبعد الحرب العالمية الثانية، دعمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والدول الغربية الأخرى قيام دولة إسرائيل في عام 1948، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، ومنذ ذلك الحين ظلت الولايات المتحدة والغرب حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، وتزودها بالدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، وتحميها من الانتقادات والعقوبات الدولية.

معيار مزدوج

يدعي الغرب أنه مدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والقانون الدولي، وينتقد الدول التي تنتهك هذه القيم، ومع ذلك، فإن الغرب يتبنى معيارين مزدوجين في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتجاهل أو يبرر انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
فمنذ عام 1967، تحتل إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري، وتقوم ببناء المستوطنات والجدار الفاصل والحواجز العسكرية، وتفرض حصارًا وعقوبات على الفلسطينيين، وتمارس القمع والاعتقال والتعذيب والقتل على المدنيين العزل.
وأدانت الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان هذه الأعمال باعتبارها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة والغرب يستخدمون حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لمنع إصدار قرارات تدين إسرائيل أو تفرض عليها عقوبات، ويدّعون أن إسرائيل تمارس الدفاع عن النفس ضد الإرهاب، وتحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتشارك في عملية السلام.

تهديد للنفوذ

يواجه الغرب تحديات ومخاطر كبيرة في مواجهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، فعلى المستوى الإقليمي، يهدد الصراع استقرار وأمن الشرق الأوسط، ويزيد من التوتر والتطرف والعنف في المنطقة. ويؤثر الصراع أيضًا على مصالح الغرب في الشرق الأوسط، مثل النفط والتجارة والتعاون الاستراتيجي.
وعلى المستوى الدولي، يقوض الصراع مصداقية وشرعية الغرب كقوة عالمية، ويثير استياء واحتجاج العالم الإسلامي والدول النامية والشعوب المناهضة للهيمنة، ويمكن أن يؤدي الصراع إلى تفاقم الصراع الحضاري والديني والعرقي، ويهدد السلام والتنمية العالمية.