الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى وأحكام.. المقصود بقوله تعالى كل يوم هو في شأن.. وهل يجوز إخراج زكاة المال بالعام الميلادي دون الهجري؟.. وحكم القنوت في صلاة الفجر

صدى البلد

فتاوى وأحكام 

ما المقصود بقوله تعالى:«كل يوم هو في شأن»؟.. علي جمعة يوضح
ليست انتقاما.. علي جمعة يكشف الحكمة من المصائب والكوارث في الدنيا
هل يجوز إخراج زكاة المال بالعام الميلادي دون الهجري؟.. دار الإفتاء ترد
حكم القنوت في صلاة الفجر.. دار الإفتاء توضح
أريد إخراج الزكاة لأقاربي ولا أعرف الشروط ما هي؟ دار الإفتاء تجيب
 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تهم كل مسلم في حياته اليومية، ونحاول نشر أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (عليّ زكاة وأريد أن أخرجها لأقاربي المحتاجين ولكن لا أعرف شروط إخراج الزكاة لهم، فنرجو منكم بيان ذلك.

وقالت دار الإفتاء، إن من مقاصد الشريعة الإسلامية في الزكاة أنها قدَّمت في أدائها كفايةَ قرابةِ المزكِّي على غيرهم، وجعلت لسدِّ حاجةِ ذوي رحمه وعصبته المحتاجين أولويةً في صرفها؛ مراعاةً لصلة الرحم، وضمانًا لاستمرار الترابط الأسريّ والتكافل العائلي والعشائري الذي هو اللبنة الأساس في التكافل المجتمعي: فبدأ بهم القرآن الكريم في مطلق العطاء؛ فقال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 215]، وهذا يشمل النفقة الواجبة والمندوبة، ويشمل الزكاة في غير ما تجب فيه النفقة.

قال مجاهد: "سألوه: ما لهم في ذلك؟ ﴿قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾، قال: ههنا يا ابن آدم فضَعْ كَدْحَك وسَعْيَك، ولا تَنْفَحْ بها ذا وذاك وتَدَع ذوي قرابتك وذوي رحمك" أخرجه عبد بن حميد في "التفسير"؛ كما في "الدر المنثور" للسيوطي (1/ 585، ط. دار الفكر).

وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجرَ الزكاة مضاعفًا إذا أعطاها المزكِّي قرابتَه المحتاجين الذين لا تجب نفقتُهم عليه:
فروى الحُمَيْدي والإمام أحمد والدارمي في "مسانيدهم"، والنسائي والترمذي وحسنه وابن ماجه في "سننهم"، وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه في "صحاحهم"، عن سلمان بن عامر الضَّبِّي رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»، وصححه الحافظ ابن الملقن في "البدر المنير" (7/ 411، ط. دار الهجرة).
وروى ابن زنجويه في "الأموال"، والطبراني في "الكبير"، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى ذِي قَرَابَةٍ يُضَعَّفُ أَجْرُهَا مَرَّتَيْنِ».

ما المقصود بقوله تعالى:«كل يوم هو في شأن»؟ سؤال بينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بـالأزهر، حيث يقول تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) من هذه الأية تم استخلاص نظرية تسمى "نظرية الإيجاد والإمداد".

ما المقصود بقوله تعالى:«كل يوم هو في شأن»؟ 

وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فهناك إيجاد (أي خلْق) (أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا) وهناك إمداد، وهذا الإمداد (كُن فَيَكُونُ) مستمر متواصل لا ينقطع، ولو أن الله سبحانه وتعالى قطع هذا الإمداد لأفنى المقطوع عنه، وليس معنى ذلك أن يموت، فالموت خلْق جديد (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ) ، بل يفنى أي يصير إلى عدم محض،. فالله سبحانه وتعالى لا يزال خالقًا، وقطعه الإمداد -ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى- هو كقطع التيار الكهربائي عن شاشة التليفزيون فتختفي الصور وينطفئ نور الشاشة.

وأضاف: فالإمداد هو الذي يحفظ الإيجاد ويعطيه الحيوية، وهو من الله وحده لا يشاركه فيه أحد، ومن هذا فهموا معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) بمعنى انقطاع كل قدرة أو حول أو طاقة إلا بعون الله ومدده، وفهموا دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) [رواه النسائي] لأنه لو أوكلني إلى نفسي فسوف أفنى، فلا حول لي ولا قوة في أن أوجد نفسي أو أن أبقيها إلا بالله العلي العظيم، وإذا وصل معتقد الفرد إلى هذا، وصل إلى درجات التوكل والتفويض، والانصراف إلى الله بكلية القلب والفكر والهمة في العبادة والحياة. فأنا منه وإليه، ومن ذلك أيضًا نفهم المناجاة النبوية: (لبيك وسعديك, والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك) [رواه مسلم].

وشدد علي جمعة: كانت هذه هي العقيدة السائدة حتى القرن التاسع عشر الميلادي، لكنها كانت حاضرة بالأساس في النخبة. فالأمة اليوم جهِلت وتحولت إلى أمة أميَّة تجهل دينها وقرآنها، تقريبًا منذ ما بعد القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)؛ حيث انتهى عصر توليد العلوم وبدأ عصر الزخم العقيم. فعلى سبيل المثال يقيم (الفخر الرازي) حفلًا ضخمًا ليعرض فيه ألف دليل على وجود الله سبحانه وتعالى بينما كان تعليق إحدى العجائز على ذلك: أكان لديه ألف شكًّ في وجود الله؟ فهذا مما نقصده بالزخم العقيم.

كما قال في بيان الحكمة من الابتلاء، إن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده وأنه سبحانه عندما يرسل المصائب والكوارث سواء كانت مجاعات أو سيول أو فيضانات أو زلازل أو براكين ...  مثل هذه الأشياء؛ إنما يرسلها كمذكِّر وليست انتقامًا، لأن انتقامه أشد من هذا بكثير، ليس الانتقام أن يموت مائة أومئتان أوكذا بل الانتقام -نسأل الله السلامة ونسأل الله العفو- ليست هذه صورته، الانتقام صورته أشد وأنكى، ونسأل الله أن يرحم ضعفنا وأن يغفر لنا على ما كان من عمل، ولكن هذه الأحداث الكونية مذكرة وتجعل الانسان يتذكر أنه بيد الله مثل الموت {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} هو مصيبة لكنه يذكر بالآخرة.

وأضاف: الإنسان بعد أن تنتهي فترة الحداد ينشغل بالدنيا مرة ثانية وينسى الموت، عجيب! ولهذا سُمى إنساناً من النسيان وسُمى الناس كذلك لأنهم ينسون :
وما أولُ ناسٍ إلا أولُ الناسِ ** وأول الناس هو سيدنا آدم.
إذن هذه الأشياء مذكرة وليست انتقامًا، لأن الانتقام ليس هذا شكله، الانتقام شئ رهيب، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أي انتقام وغضب له سبحانه وتعالى.

فالذي يحدث إنما هو تذكير كشأن الموت وشأن الشيب؛ فالإنسان يأتي له شيب فيذكر أنه كبر في السن وقربت أيامه وأنه لم يبق له أكثر مما مضى فيبدأ في العمل الصالح وفي رد المظالم وفي عمل الخير للناس ..... إلخ، ونجد في الشيب أن الإنسان يمسك عصاه فهذه نذير بقرب المسألة تُرجع الانسان إلى حظيرة الله وتجعله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}، {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } ففيها معنى الدفع والباعث لأن الانسان يغير من سلوكه فكذلك الموت وكذلك المصائب والكوارث سواء كانت مجاعات أو سيول أو فيضانات أو زلازل أو براكين ... إلخ، كل هذه الأشياء يفعلها الله سبحانه وتعالى من أجل تذكير الناس، والحكيم هو الذي يحولها إلى تذكِرة يرجع بها إلى رب العالمين سبحانه وتعالى ويسارع إلى المغفرة.

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده وأنه سبحانه عندما يرسل المصائب والكوارث سواء كانت مجاعات أو سيول أو فيضانات أو زلازل أو براكين مثل هذه الأشياء؛ إنما يرسلها كمذكِّر وليست انتقامًا، لأن انتقامه أشد من هذا بكثير.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك، أنه ليس الانتقام أن يموت مائة أومئتان أوكذا بل الانتقام -نسأل الله السلامة ونسأل الله العفو- ليست هذه صورته، الانتقام صورته أشد وأنكى، ونسأل الله أن يرحم ضعفنا وأن يغفر لنا على ما كان من عمل، ولكن هذه الأحداث الكونية مذكرة وتجعل الانسان يتذكر أنه بيد الله مثل الموت {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} هو مصيبة لكنه يذكر بالآخرة.

الانسان بعد أن تنتهي فترة الحداد ينشغل بالدنيا مرة ثانية وينسى الموت، عجيب! ولهذا سُمى إنساناً من النسيان وسُمى الناس كذلك لأنهم ينسون: وما أولُ ناسٍ إلا أولُ الناسِ ** وأول الناس هو سيدنا آدم.

إذن هذه الأشياء مذكرة وليست انتقامًا، لأن الانتقام ليس هذا شكله، الانتقام شئ رهيب، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أي انتقام وغضب له سبحانه وتعالى.

فالذي يحدث إنما هو تذكير كشأن الموت وشأن الشيب؛ فالإنسان يأتى له شيب فيذكر أنه كبر في السن وقربت أيامه وأنه لم يبق له أكثر مما مضى فيبدأ في العمل الصالح وفي رد المظالم وفي عمل الخير للناس ..... إلخ.

ونجد في الشيب أن الإنسان يمسك عصاه فهذه نذير بقرب المسألة تُرجع الانسان إلى حظيرة الله وتجعله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}، {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } ففيها معنى الدفع والباعث لأن الانسان يغير من سلوكه فكذلك الموت وكذلك المصائب والكوارث سواء كانت مجاعات أو سيول أو فيضانات أو زلازل أو براكين ... إلخ، كل هذه الأشياء يفعلها الله سبحانه وتعالى من أجل تذكير الناس، والحكيم هو الذي يحولها إلى تذكِرة يرجع بها إلى رب العالمين سبحانه وتعالى ويسارع إلى المغفرة.

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الاعتماد في إخراج الزكاة على الحول الشمسي (السنة الميلادية)؟ فأنا أمتلك مؤسسة تجارية ويصعب عليَّ إخراج الزكاة اعتبارًا بالحول القمري؛ نظرًا لربط ميزانية المؤسسة بالسَّنةِ الميلادية؛ فهل يجوز لي اعتبارها بالحول الشمسي؟

قالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن المعتبر في حَوَلان الحول في زكاة الأموال إنما هو الحول القمري -السَّنَة الهجرية- ويكون مقدار الزكاة ربعَ العشر (2.5%)، فإذا تَعسَّر على المكلَّف حساب زكاته بالعام الهجري لعدم اتضاح قدر أمواله إلا مع احتساب ميزانية المؤسسة الخاصة به والتي تكون بالعام الميلادي، فإنه لا مانع شرعًا من حسابها وفق العام الميلادي، على أن يُراعي في هذه الحالة زيادة النِّسْبة لتكون (2.577%) بدلًا من (2.5%).

وتابعت: وإذا تعسَّر على المكلف مراعاة الحول القمري في إخراج زكاته، لنحو ربط ميزانية شركته أو مؤسسته -كما هي مسألتنا- بالسَّنَة الشمسية فإنه يُشْرَع له في هذه الحالة أنْ يعتمد في حساب زكاته وإخراجها على الحول الشمسي؛ لكن يلتزم حينئذٍ بزيادة نِسْبة الزكاة من (2.5%) المقررة شرعًا للحول الهجري، إلى نسبة عدد الأيام التي تزيد بها السَّنَة الشمسية على السَّنَة القمرية، وذلك لأن السَّنَة الشمسية تزيد على السَّنَة القمرية حوالي أحد عشر (11) يومًا.

وأشارت إلى أن أيام السَّنَة الشمسية "الميلادية" (365) تقريبًا، بينما أيام السَّنَة الهجرية "القمرية" (354) تقريبًا؛ مما يترتب عليه إسقاط عامٍ من زكاة المكلف في نحو كلِّ ثلاثة وثلاثين عامًا تقريبًا؛ كما في "الدر المختار" للعلامة الحَصْكَفي الحنفي (ص: 244، ط. دار الكتب العلمية)، و"حاشية العلامة العدوي المالكي على شرح مختصر خليل" (2/ 162، ط. دار الفكر).

ويمكن تدارك ذلك بأن يُخرِج المكلَّف (2.577%)، وهذه النِّسْبة متحصلة من حاصل ضرب ربع العشر (2.5%) في عدد أيام السَّنَة الميلادية (365) مقسومًا على عدد أيام السَّنَة الهجرية (354) أي: (2.5×365÷354 = 2.577%).

ويُستأنس لذلك بما قرره المالكية من اعتبار الحول الشمسي في إخراج زكاة الأنعام؛ بتحصيلها في أول الصيف وهو فصلٌ من فصول السَّنَة الشمسية؛ اعتبارًا للمصلحة الراجحة، ورفعًا للحرج والمشقة عن أصحاب المواشي وعن العاملين على تحصيل الزكاة في حال الالتزام بالحول القمري.

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (قام إمام مسجد بقريتنا بالقنوت في صلاة الفجر؛ فادَّعى أحد المصلين أن ما قام به من القنوت في صلاة الفجر بدعة، وحدث خلافٌ بين المصلين في ذلك؛ فما حكم القنوت في صلاة الفجر؟

وقالت دار الإفتاء، إن القنوت في صلاة الفجر سنة نبوية ماضية قال بها أكثر السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من علماء الأمصار، وجاء فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قنت شهرًا يدعو عليهم -أي أحياءٍ من العرب- ثم تركه.

وأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا"، وهو حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه كما قال الإمام النووي وغيره، وبه أخذ الشافعية والمالكية في المشهور عنهم؛ فيستحب عندهم القنوت في الفجر مطلقًا، وحملوا ما روي في نسخ القنوت أو النهي عنه على أن المتروك منه هو الدعاء على أقوام بأعيانهم لا مطلق القنوت.

وذكرت أن الفريق الآخر من العلماء يرى أن القنوت في صلاة الفجر إنما يكون في النوازل التي تقع بالمسلمين، فإذا لم تكن هناك نازلة تستدعي القنوت فإنه لا يكون حينئذٍ مشروعًا، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة.

وتابعت: فإذا ألمَّتْ بالمسلمين نازلة فلا خلاف في مشروعية القنوت في الفجر، وإنما الخلاف في غير الفجر من الصلوات المكتوبة؛ فمن العلماء من رأى الاقتصار في القنوت على صلاة الفجر كالمالكية، ومنهم من عدَّى ذلك إلى بقية الصلوات الجهرية وهم الحنفية، والصحيح عند الشافعية تعميم القنوت حينئذٍ في جميع الصلوات المكتوبة، ومثَّلوا النازلة بوباء أو قحط أو مطر يضر بالعمران أو الزرع أو خوف عدو أو أسر عالم.

وأضافت، أن الحاصل أن العلماء إنما اختلفوا في مشروعية القنوت في صلاة الفجر في غير النوازل، أما في النوازل فقد اتفق العلماء على مشروعية القنوت واستحبابه في صلاة الفجر واختلفوا في غيرها من الصلوات المكتوبة.

وعليه: فإن الاعتراض على قنوت صلاة الفجر بحجة أنه بدعة اعتراض غير صحيح؛ بالنظر إلى ما تعيشه الأمة الإسلامية من النوازل والنكبات والأوبئة وتداعي الأمم عليها من كل جانب وما يستوجبه ذلك من كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى عسى الله أن يرفع أيدي الأمم عنا ويرد علينا أرضنا وأن يقر عين نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بنصر أمته ورد مقدساتها؛ إنه قريب مجيب.

هذا إذا أخذنا في الاعتبار تواصل النوازل وعدم محدوديتها، وأما من قال بمحدودية النازلة ووقتها بما لا يزيد عن شهر أو أربعين يومًا، فالأمر مبني على أن من قنت فقد قلد مذهب أحد الأئمة المجتهدين المتبوعين الذين أمرنا باتباعهم في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43]، ومن كان مقلدًا لمذهب إمام آخر يرى صوابه في هذه المسألة فلا يحق له الإنكار على من يقنت؛ لأنه لا ينكر المختلف فيه، ولأنه لا ينقض الاجتهاد بالاجتهاد.