شهدت صادرات الساعات السويسرية، إحدى أكبر أسواق صناعة الساعات في العالم، تراجعا حادا في شهر سبتمبر متأثرة بتصاعد التوترات التجارية التي أدت إلى انخفاض كبير في المبيعات داخل السوق الأمريكية.
ووفقا لبيانات الاتحاد الفدرالي لصناعة الساعات السويسرية الصادرة اليوم الثلاثاء، بلغت قيمة الصادرات الإجمالية من الساعات 1.99 مليار فرنك سويسري (نحو 2.32 مليار دولار)، بانخفاض قدره 3.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض صادرات الساعات إلى الولايات المتحدة بنسبة 56% خلال الشهر، ما يعمق الاتجاه الهابط الذي بدأ في أغسطس حين تراجعت الصادرات إلى السوق الأمريكية بنسبة 24%، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ويأتي هذا الانخفاض بعد موجة ارتفاع حادة في بداية العام، حين سارعت الشركات المستوردة في الولايات المتحدة إلى شراء كميات ضخمة من الساعات قبل دخول الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ، وفي نهاية يوليو، أعلنت واشنطن بشكل مفاجئ فرض رسوم بنسبة 39% على السلع القادمة من سويسرا، التي تعاني من عجز تجاري كبير مع الولايات المتحدة.
وقال توماس شوفيه، محلل السلع الفاخرة في بنك "سيتي"، إن أرقام التصدير الأخيرة تعكس "استمرار التراجع بعد الطفرة الكبيرة في الشحنات إلى الولايات المتحدة التي سبقت تطبيق رسوم الـ39% المفروضة على سويسرا"، موضحا أن صادرات السلع السويسرية إلى السوق الأمريكية ارتفعت بنسبة 43% الشهر الماضي بحسب بيانات حكومية، مما يشير إلى أن التراجع الحالي يتعلق أساسا بصناعة الساعات دون غيرها من القطاعات.
ورغم الانخفاض في الصادرات إلى الولايات المتحدة، ارتفعت صادرات الساعات السويسرية إلى بقية الأسواق بنسبة 7.8% على أساس سنوي في سبتمبر، بحسب الاتحاد. وسجلت الأسواق الآسيوية أداء قويا، إذ ارتفعت الصادرات إلى الصين القارية وهونج كونج بنحو 18% و21% على التوالي، في إشارة إيجابية لقطاع السلع الفاخرة العالمي.
ومع ذلك، لا يزال قطاع الساعات السويسرية يواجه بيئة اقتصادية صعبة نتيجة السياسات التجارية الأمريكية وتراجع ثقة المستهلكين، وقال جان فيليب بيرتشي، المحلل في بنك "فونتوبل"، إن "القطاع يدخل موسم الأعياد وسط توترات جيوسياسية ورسوم جمركية أمريكية وضعف في معنويات المستهلكين"، مضيفا أن صادرات الساعات السويسرية سجلت انخفاضا إجماليا بنسبة 1.2% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
ومن المقرر أن تعلن مجموعة "ريشمونت" السويسرية للمجوهرات والساعات، المالكة لعلامات شهيرة مثل "فاشرون كونستانتين" و"بياجيه"، نتائج النصف الأول من سنتها المالية في 14 نوفمبر المقبل.