الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقوق الأقليات في الدول المسلمة


إن ما تعانيه الأمة العربية والإسلامية من غزو ثقافي لمن الأمور الجلل التي لم تكن بدعة من الأمر بل كانت هدفا غربيا يستهدف من خلاله زعزعة الاستقرار من خلال سبل شتى استغل من خلاله حالة الفراغ الديني وسيطرة النظم الغربية المستوردة على ساحة المحيط الاجتماعي العربي والذي لا يجد – الغرب – في حال انهيار بزوغه في الوسط الثقافي العربي إلا بث الروح الدينية الذي لا مفر إلا الرجوع إليه في آن ولكن بتنوعات فكرية أساسها الرغبات والأهواء الغربية والتي اتخذت من آيات النص القرآني المبارك تأويلا وتفسيرا يمازجه الالتباس والتشويه ؛ الداعي إلى زعزعة القيم الأساسية التي بنت عليها الأمة الإسلامية حضارتها، وما استقر عليه الفكر من حتمية إعادة صياغة القدرات الفكرية والثقافية من أجل مواجهة الآخر لم يك ضربا من ضروب التهويل و لا شكلا من أشكال الانزواء في فكرة التعظيم من مفهوم العدو المتربص بل هي أمر واقعي أعلن عنه في العصر الحديث العديد من المفكرين الغربيين كما صرح بذلك هنتنجون في كتابه المعنون "صراع الحضارات": "إذا لم نكره ما ليس لنا فلن يمكننا أن نحب ما هو نحن"، عبارة تكشف النهج المتبع للآخر في النيل من الحضارة الإسلامية، الأمر الذي تجلى من خلال تلبيس المفاهيم الدينية والإسلامية بما ليس فيه، وما نجده على سطح الحياة الاجتماعية العربية لخير شاهد ودليل على ذلك.

ومن هذا المنطلق يحاول الكاتب الكشف عن المفاهيم المغلوطة التي ارتكزت عليها بعض الجماعات والتيارات الإسلامية التي بلاشك – في نظري – ذريعة التوجهات الحضارية الغربية في مواجهة الحضارة الإسلامية و العربية ؛ متخذين من التفسير والتأويل المزيف لآي الذكر الحكيم – المصدر الأول في التشريع الإسلامي – سبيلا للتبرير و مطية للتحليل و الإباحة لما اجترفت أيديهم و أفعالهم المدبرة؛ لتحل القيم الإسلامية العليا والتعاليم القرآنية الكلية – في نظر الآخر – قانونا و تشريعا للقضاء على القيم الإنسانية العليا.

فالتشويه والتلبيس لمراد الدين الإسلامي بعامة وآيات الذكر الحكيم بخاصة هو الآلية المستخدمة من خلال الاعتداء على حقوق الآخر وخاصة معاملة الأقلية التي اتخذت محلا من الإعراب في الحياة الإسلامية منذ أن دخل الإسلام فاتحا للبلاد، علما بأن الإسلام لم يعتد على من أصر وبقى على ديانته ؛ ليكون ذلك شاهدا و دليلا على ساحة الدين الإسلامي وتأكيدا على أن ديننا جاء ليعلي من قيم الإنسانية من حيث حق الحرية في الاعتقاد
وهنا يتجلى دور الإسلام وقدرته على إرساء معالم السلام العالمي، بل وبه الحل والعلاج لأزمات الحضارة المعاصرة وكفيل بتقارب الشعوب من خلال الاعتماد على النص القرآني المبارك مفسرا لرد الطعون الموجهة إلى الفرية المدبرة في كون الإسلامي يناهض الأقليات في الدول الإسلامية، وهي حجر الزاوية في استقطاب العقول الشابة التي لم يك لها مخزون ثقافي إسلامي رادع للفكر المدلس، ومن ناحية أخرى للتأكيد على فكرة كون الإسلام عدائي للأخر؛ بغية التشوية و من ثم الزعزعة ثم الغزو فالهيمنة. 

وإذا ما أردت الرجوع إلى حقيقة الدين الإسلامي الممثل في الإعلاء من القيم الإنساني ؛ فاستعن – إن شئت – بالنص القرآني ذاته ،؟ نستشهد بقول الحق سبحانه و تعالى : (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة ـ الآية 32]
ليتأكد لنا أن كلمة النفس في الآية المباركة جاءت في سياقها القرآني نكرة للعموم و الشمول ، عموم النفس دون التفرقة بين المسلم و غير المسلم .

تصريح إلهي يقرر حرمة قتل النفس بعامة ، مخالفة لمن اتخذ من آيات القرآن الكريم تصريحا بقتل نفس غير المسلم .

وأما قول الحق:(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) [سورة الاسراء ـ الآية 33]

فقد جاء ذكر النفس محلا بأداة التعريف ( الــ) للإشارة إلى معهود، وهي النفس غير المسلمة ، ضوابط إلهية تحكم و تحدد لنا آليات التعامل مع النفس بعامة والنفس غير المسلمة بخاصة، ضوابط تعظم من قيمة النفس غير المسلمة ؛ لأنها صنيعة إلهية.

الإسلام يا سادة لم يكن ذريعة للقتل والعدوان كما ادعى مروجي التدليس والتحريف، بل دين سماحة وأخلاق ولمن أرد التثبت والتيقن الرجوع إلى مصدرنا القرآني الذي هو خير زاد.

الأمر الذي نعيشه اليوم لم يكن بالهين الذي يغفل و يهمل بل من الأمور التي يجب أن تنصب في أهميتها منصب الأولوية التي يجب أن تعالج بحرص ؛ حتى يتسنى لنا إعلام الآخر بمكانتنا الممثلة في الإعلاء من القيم الإسلامية المكرمة للإنسانية بعامة.

وهنا يتجلى دور الإسلام وقدرته على إرساء معالم السلام العالمي، وحل وعلاج لأزمات الحضارة المعاصرة بل وكفيل بتقارب الشعوب.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط