فى مثل هذا اليوم.. تخلى الإمبراطور الياباني هيروهيتو عن سلطاته للبرلمان

يوافق اليوم، الثالث من نوفمبر تخلى الإمبراطور اليابانى هيروهيتو عن الحكم، واكتفاؤه بالحكم الصورى، بعد الموافقة على دستور اليابان لعام 1947.
وقد حكم الإمبراطور هيروهيتو اليابان فى الفترة من 29 أبريل 1901 حتى وفاته فى 7 يناير 1989، حيث يأتى ترتيبه الـ124 فى الحكم اليابانى التقليدى، وسميت فترة حكمه (شووا جيداى)، والتى تعنى حرفيا "فترة السلام المنير". وكانت فترة "شووا" هي الأطول بين فترات جميع أباطرة اليابان.
شهد المجتمع الياباني خلال هذه الفترة تغييرات مهمة، حيث تحولت اليابان إلى الشمولية وانهيار الرأسمالية، كما مرت خلال حكم هيروهيتو بالعديد من الحروب، منها الحرب الصينية اليابانية الثالثة عام 1937، والحرب العالمية الثانية 1941، كما ضربت اليابان بالقنبلتين النوويتين الوحيدتين في التاريخ عام 1945، وبعدها أعلنت استسلامها في الحرب العالمية الثانية واحتلت للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها.
وعلى الرغم من دخول اليابان فى كل هذه الحروب، ففي ستينات وسبعينات القرن العشرين حدثت معجزة اقتصادية في اليابان بما يعرف باسم اقتصاد الفقاعة، وكانت على وشك التغلب على الولايات المتحدة الأمريكية من حيث القوة الاقتصادية التي انتهت بعد نهاية فترة شووا.
ومع تفاقم الأزمات وتوالى الحروب على البلاد، نصح المستشارون الموالون له والكثير من أفراد العائلة المالكة الإمبراطور هيروهيتو أن يقبل بالوضع السياسي فى ذلك الوقت وأن يتقبل موقعه الحالي كحاكم رمزي وصوري للبلاد، ويتنازل عن الحكم للبرلمان.
وهو ما حدث بالفعل حيث اتخذ هيروهيتو منهجًا جديدًا، ففى الثالث من مايو عام 1947 وافق هيروهيتو على دستور اليابان لعام 1947م، والذى أصبح ساريا وجرى العمل به فى مثل هذا اليوم، 3 نوفمبر، والذى حوله من سيِّد مهيمن إلى مجرد رمز للدولة، ووضع السلطة في أيدي نواب منتخبين.
وطاف هيروهيتو أنحاء بلاده بوصفه ملكاً ديمقراطيًا، حيث زار المناطق التي خرّبتها الحرب، وتفقّد عمليات إعادة بناء اليابان بعد الحرب، وسمح بتصوير الأسرة الإمبراطورية، وهو مسلك لم يكن مسموحًا به من قبل.
يذكر أن المؤرخين والمهتمين اختلفوا فى الشؤون اليابانية فى تحليل وتفسير هذه الحقبة من حياة الإمبراطور هيروهيتو وما إذا كان مسئولا عن هذه المأسي التى واجهها الشعب الياباني بسبب دخول اليابان الحرب العالمية الثانية إلا أنهم يتفقون جميعا على أن الإمبراطور كان أحد الروافد المهمة جدا التى انتشلت اليابان من مستنقع الدمار والإحباط الذى وقعت فيه إثر الحرب العالمية الثانية، وجعل اقتصادها أحد أقوى اقتصاديات العالم خلال فترة عهده الباقية التى استمرت أربعا وأربعين سنة.