موقف طريف بين الشيخ الشعراوي وأمير الشعراء شوقي

تحتل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد الشيخ محمد متولي الشعراوي، فكان إماما للدعاة، وصاحب الشهرة الواسعة والقدم الراسخ في العلم والدعوة، نال تلك المكانة لإخلاصه وتجرده.
ورغم كل ما في حياته من إنجازات علمية ومواقف صعبة ومعارك طاحنة في نصرة الدعوة والحق، فقد حياته مليئة بالمواقف الطريفة؛ نظرًا لخفة دمه وروحه المرحة وميله للدعابة حتى في أكثر المواقف جدية!.
من هذه المواقف الطريفة، موقفه مع أمير الشعراء أحمد شوقي، يقول الشيخ رحمه الله: "كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق له لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب؛ فاصطحبني ومعي أصدقاء إليه في عش البلبل عند الهرم.. وقال لأمير الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك. فسألني شوقي: ما الذي تحفظه عنى؟؛ فذكرت له ما أحفظ له من شعر. فسألني: وما الذي أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟ فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك!
يقولون ما لا يفعلون:
وهذا موقف آخر للشيخ الشعراوي مع أمير الشعراء؛ ففي مقتبل شباب الشيخ عندما كان طالبًا صغيرًا قرأ قصيدة نشرت لأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله.. والتي فيها يصف الخمر قائلًا:
رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق
فدفعته الغيرة أن يذهب إليه وأن يقول له: إن لنا عليك عتابا. فسأله شوقي: فيم العتاب؟ قال: ما هي حكاية رمضان ولى هاتها يا ساقي؟ فضحك شوقي كثيرًا وقال: ألستم حافظين للقرآن الكريم؟ فقال: بالطبع نحفظه.
فقال: ألا تعرفون الآية التي تقول "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ". فقال الشيخ الشعرواي: وكان ردا أفحمنا.. وبعدها بستة أشهر مات رحمه الله.