"السفير": إجراءات للجيش اللبناني لمنع نقل المؤن للمسلحين في جرود عرسال

أكدت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة "السفير"، أن وحدات الجيش اللبناني في عرسال والقرى المحيطة بها بشمال شرق لبنان اتخذت سلسلة إجراءات منذ أسابيع عدة في إطار تنفيذ التعليمات العسكرية للدفاع عن الحدود اللبنانية في منطقة جبال لبنان الشرقية الفاصلة بين لبنان وسوريا.
وأوضحت المصادر أن من بين هذه الإجراءات منع انتقال النازحين السوريين ومنع انتقال المؤن والمازوت من عرسال إلى جرودها من خلال معبر وادي حميد (الجرود هو المناطق الجبلية الجرداء النائية التابعة للبلدة)، وسط أنباء عن انتقال عشرات المسلحين من جرود عرسال إلى الجانب السوري في ظل المعارك مع الجيش السوري وحزب الله.
وقالت المصادر إن الجيش اللبناني يقوم بواجباته في منطقة البقاع الشمالي وفي كل النقاط الحدودية شمالاً وشرقاً، بمعزل عن الحسابات السياسية لأي طرف داخلي أو خارجي، إذ إن واجباته الوطنية تفرض عليه الدفاع عن حدود بلده ومنع تسلل الإرهابيين التكفيريين إلى الداخل اللبناني.
من جانبها، قالت صحيفة النهار اللبنانية إن الغموض في الوضع الميداني المتاخم للحدود الشرقية مع سوريا في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، على رغم أن مناطق البقاع الشمالي وبعض البقاع الأوسط عاشت أجواء شديدة الحذر على وقع أصداء المعارك التي دارت في المقلب السوري من الحدود.
وقالت مصادر وزارية معنية بمتابعة هذه التطورات لـ"النهار" إن المعطيات العامة المتوافرة لدى الجهات الرسمية عن الحدود الشرقية تفيد أن هناك 18 فصيلاً للمعارضة السورية تشارك في القتال الذي يدور حاليا بصورة رئيسية بين الجيش النظامي السوري و"حزب الله" وكوادر إيرانية من جهة و"جبهة النصرة" و"الجيش السوري الحر" من جهة أخرى، وأن مسرح العمليات هو على مساحة طولها 40 كيلومترا وعمقها 17 كيلومتراً وهي تقع في منطقة ضبابية حول الحدود بين لبنان وسوريا بحيث يصعب أحيانا معرفة أين هي الأراضي اللبنانية وأين هي الأراضي السورية.
وتحدثت المصادر عن محاولات إعلامية لتوريط الجيش اللبناني في هذه المعارك مما استدعى تحركا رسميا في اتجاه الدول الكبرى المعنية لتأكيد عدم صلة لبنان بها والتشديد على أن دور الجيش اللبناني محصور بحماية الحدود اللبنانية والسكان داخل الأراضي اللبنانية، كما سبق للجيش أن أكد ذلك تكراراً.
واعتبر مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن "ما يجري عملية قضم وليس عملية عسكرية كبيرة"، موضحاً أن قوات النظام و"حزب الله" تمكنت من السيطرة على تلال عدة مشرفة على بلدة عسال الورد السورية بعد قصف مكثف استخدمت فيه صواريخ "بركان" الإيرانية وصواريخ أرض - أرض متوسطة المدى".
وأضاف أن المعارك "مستمرة منذ أول من أمس بقيادة حزب الله ومشاركة قوات من الجيش السوري، لاسيما منها لواء الحرس الجمهوري"، إلا أن عبد الرحمن شدد على أن التقدم الذي أحرز أمس "ليس استراتيجياً والمعارك ليست بالحجم الذي يصوره الإعلام"، مشيراً إلى "تضخيم إعلامي" لما يجري.