قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف تعالج عدم الخشوع في الصلاة


شيء عظيم أن يقف الإنسان بين يدي ربِّه في الصلاة يُناجيه ويدعوه ويلجأ إليه، فهذه وقفة بين يدي خالق السموات والأرض، ومالك الملك، ومَنْ بيده كل شيء، ومع عِظَم قدر هذا اللقاء فإن المسلم كثيرًا ما ينشغل عن الخشوع فيه، وبالتالي ينصرف ذهنه إلى عشرات الأشياء من أمور الدنيا؛ مع أننا دومًا في حاجة إلى الله إننا لا نفعل ذلك عندما نقف مع كبرائنا وزعمائنا في الدنيا، ولكن الشيطان يأتي إلينا في الصلاة ليصرفنا عن الخشوع والتدبُّر، وليس هذا إلا لضعف نفوسنا؟

ومن أهم الحلول التى أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم للتغلب علي الامر ومنها سُنَّة الاستغفار بعد الصلاة؛ فقد روى مسلم عَنْ ثوبان رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا.
وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ». قَالَ الْوَلِيدُ (أحد رواة الحديث): فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كَيْفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ.
فالاستغفار دبر الصلاة كأنه اعتذار عن التقصير فيها؛ لأننا مهما بلغنا من الخشوع فلن يكون هذا على قَدْر الله العظيم الذي نقف بين يديه ونطلب منه، وهذا شبيهٌ بما ذكره الله عز وجل في شأن الحجاج وهم يطوفون طواف الإفاضة.
و قال: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ؛ فالاستغفار في هذه الموضع لجبر أيِّ تقصير كان في العبادة، فلْنستغفر اللهَ ثلاثًا بعد الصلاة، ولْنُعَظِّم اللهَ بالصيغة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان رضي الله عنه، ولْنعلم أن ثواب الأعمال مرتبطٌ بقبول الله لها، وقد يكون استغفارنا هو الرجاء الذي نُقَدِّمه لله لكي يقبل منا.