قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالفيديو .. صناعة الموت في شبرا الخيمة اسمها"مصانع الشباشب"..أبخرة البلاستيك تقتل الأهالى .. وشروط الأمن الصناعى غائبة


بالفيديو والصور.. صناعة الموت فى شبرا الخيمة اسمها "مصانع الشباشب"
أبخرة البلاستيك المنصهر تقتل الأهالى وتدمر الرئة وتصيب بالسرطان والنوبات القلبية
سكان المنطقة يطالبون الدولة بتطبيق شروط الأمن الصناعى وتركيب فلاتر على الماكينات
بمجرد أن تطأ قدمك منطقة الوحدة بشبرا الخيمة لا ترى شيئا غريبا ولكن أنفك تقودك إلى المشكلة، رائحة تكتم الأنفاس لا يمكن أن يخطئها أحدا تسببت فى إصابة آلاف السكان فى المنطقة بالأمراض الصدرية وأصبحوا نزلاء دائمين فى مستشفيات الصدر وأقسام الأمراض التنفسية، وسط الشوارع الضيقة يسكن الموت فى الأدوار الأرضية للمنازل اسمه مصانع البلاستيك التى تقوم بصناعة " الشباشب" الرخيصة الثمن التى تملأ الشوارع والأرصفة، وأسعارها من 5 جنيهات إلى 12 جنيها.
شكائر بودرة البلاستيك تملأ مداخل المنازل وبالطبع مصدرها الصين والماكينات أيضا، بصعوبة شديدة دخلنا أحد المصانع، ليفتح لنا عالما شديد الانغلاق على نفسه، فهم يسكنون الشوارع الضيقة التى يعرف أهلها بعضهم بعضا والغريب يتم ملاحظته فورا ، ويتمركزون فى شبرا الخيمة منذ سنوات طويلة ولا يفكرون فى مغادرتها، الأيدى العاملة فى كل مصنع ليست قليلة وغالبيتها من الشباب الصغير وبالتالى فهى توفر العمل للعاطلين ولا يقبلون النقد لأنها مصدر عيشهم، والغريب أن أغلب مصانعهم مرخصة، فالدولة همها تحصيل الضرائب وأهملت حق البشر فى الحياة بشروط السلامة الصحية.
العمل مقسم داخل المصنع فالبداية أقماع كبيرة من الصلب توضع بها بودرة البلاستيك الملونة فمنها الأحمر والأخضر والأصفر، والمشترى هو الذى يحدد ما يريده، لتبدأ أخطر مرحلة وهى صهر البلاستيك والتى ينتج عنه رائحة قاتلة على المدى البعيد وطبعا البداية أمراض صدرية وتهتك فى الشعب الهوائية والبقية تأتى وصولا إلى سرطان الرئة وتهتك الغشاء البلورى لها والنوبات القلبية المفاجئة، ثم تأتى مرحلة صب البلاستيك المنصهر فى ماكينات تتخذ شكل " القالب " المراد تصنيعه وبعدها تتم عملية التبريد ثم تشكيل البلاستيك فى الصورة النهائية.
أما خارج المصانع فحركة التجارة كبيرة بين تحميل وتفريغ الطلبيات ، وبعض أصحاب المصانع فضلوا عرض جزئا من بضاعتهم على الرصيف بجوار المصنع للاستفادة من أرباح البيع التجزئة بجانب البيع جملة
الأهالى رغم شكواهم الكثيرة تارة لمحافظ القليوبية وتارة أخرى لرئيس الوزراء لم يجدوا استجابة من أى جهه حتى وزارة البيئة لاترد على شكوى الأهالى الذين ظهر عليهم خوفا شديدا من أصحاب المصانع وصل الى درجة أن أحدهم عرض علينا تقريره الطبى من مستشفى الصدر بالعباسية بعد أن أصابته حساسية شديدة من رائحة البلاستيك المنصهر ثم تراجع فورا وخبأ تقريره الطبى بمجرد أن علم أننا صحفيون ، وكان رده أن المصانع يعمل بها بلطجية لايرحمون أحدا يشتكيهم محمود عصام عمره 14 عاما ،مقبل على الصف الثالث الاعدادى يعمل على ألة صب البلاستيك المنصهر فى القوالب الحديدية التى تشكل المادة المنصهرة ، قال أنه لايملك رفاهية اختيار العمل ولكنه يقبل بمخاطره لأنه يحميه من البطالة مستقبلا فالشهادات على حد قوله "مابقتش تأكل عيش" والحياة بقت صعبة وأنه خرج للعمل ليساعد أهله وتوفير لقمة العيش.

وأكد أنه يسير على طريقة " عيشنى النهاردة وموتنى بكره " فهو لايفكر فى المستقبل ولكنه يفكر فى قوت يومه فقط وحلمه الوحيد أن يترك المنطقة ويعمل فى أى دولة أوروبية.
أما حافظ فهو شاب فى منتصف الثلاثينيات ويعمل بأحد مصانع البلاستيك ، قال أن المهنة ليس بها كبار السن لأنه لايوجد أحد يتحمل رائحة البلاستيك المنصهر لسنوات طويلة الا ويتحول الى " طريح الفراش " لأن الأمراض الصدرية تلاحقة ولكن مابيدنا حيلة فلو تركنا العمل فى مصانع البلاستيك لن نجد لقمة العيش لنا ولأسرنا مؤكدا أنه متزوج ولدية بنتان وأنه قبل التضحية بصحته حتى لا تجوع أسرته خاصة أن فرصة العمل الأن أصبحت نادرة الوجود وشغل جديد معناه بداية جديدة وهو لم يعد يتحمل البدايات الجديدة لأنه الأ أصبح " أسطى " فى الشغل ولايعرف مهنة أخرى يمكن أن يعمل بها
وعلى باب أحد المصانع يجلس عامر عبد اللطيف صاحب مصنع ، قال أن الشباشب المصرى كانت على عرش المهنة سابقا أما الأن الصينى يكسب فهى متعدده الأشكال والألوان وخامات البلاستيك الخاصة بها أقوى من الخامات المصرية والاقبال من الزبائن على الخامات الصينى وزبائننا تجار من كل مصر سواء بالقاهرة الكبرى أو من المحافظات
وأكد أنه يعلم تماما أضرار المصانع وهو وأسرته يتعرضون لها يوميا قائلا "أنا ابنى بيشتغل معايا وكلنا فى الهم سوا " فالمحليات والكهرباء والمياة لايهمها الا تحصيل الضرائب التى ارتفعت بشكل كبير الفترة الماضية وندفع فواتير بألاف الجنيهات شهريا فمصانعنا مرخصة ونعمل فى النور فلسنا مصانع عشوائية
ويقول عبد ربه محمود أحد أهالى منطقة الوحدة بشبرا الخيمة أن رائحة البلاستيك الردئ الذى يستخدمونة فى صناعة الشباشب الرخيصة قاتلة ولاترحم صغيرا أو كبيرا ومنتشرة على مسافة عده كيلومترات بسبب كثرة المصانع التى يصل عددها الى أكثر من 3 ألاف مصنع بلا رقابة من البيئة أو الصحة على شروط الأمان
وأكد أن الأهالى واقعيون ولانطالب بنقل المصانع لأننا نعرف أن هذا الطلب من رابع المستحيلات ولكننا نطالب أجهزة الدولة بالزام المصانع بشروط الأمن الصناعى وتركيب فلاتر على الأبخرة الصادرة من ماكيناتهم وتنقية الهواء الصادر منها من العوادم السامة التى تسبب الأمراض للأهالى
ونبه عماد السباعى من سكان المنطقة الى أن مصانع البلاستك فى شبرا الخيمة لاتراعى أى شروط للأمان الصناعى ولدينا مشكلة كبيرة لأن أبخرة البلاستيك لاتصدر دخانا كثيفا مثل المصانع العادية ولكنها أبخرة تتسلل ببطئ مثل القاتل الصامت يتسلل الى رئتنا ويقتلنا فى هدوء ويجب تركيب فلاتر تنقية داخل هذه المصانه لفلترة هذه الأبخرة من سمومها
ومن جانبه يقول الدكتور عزت نعيم رئيس جمعية حماية البيئة من التلوث إن هناك غازات منبعثة من انصهار البلاستيك ضارة جدا بصحة العامل وصحة السكان المحيطين بهذه المصانع , حيث ان هناك غازات الاكاسيد والتوكسيد والتى تنبعث نتيجة انصهار البلاستيك وتتسبب على المدى القصير بالاصابة بازمات قلبية وحساسية للصدر بالاضافة الى انسداد الرئة , اما على المدى البعيد فقد تؤدى الى الاصابة بسرطان الرئة , وتعرض العمال المباشر للماكينات فى هذه المصانع يحدث اضرار على العين , حيث انها تتسبب فى تكوين المياة الزرقاء , فضلا عن الاصابة بسرطان الجلد .
لذلك فانه لابد من عمل منظومة حكومية تحت اشراف جميع هيئات الدولة لتشجيع اصحاب المصانع على تنفيذ وتوفير اشتراطات السلامة المهنية والامان لجميع العاملين وللسكان المحيطن بها , بالاضافة الى إجبار اصحاب المصانع على تأمين العمال بتوفير الزى الذى يحميهم من اضرار الاعمال الجسدية والصحية , بالاضافة الى فرض اشتراطات على المصانع والتى تكمن فى ضرورة التحكم فى الابخرة المنبعثة منها بوضع فلاتر على ماكينات صهر البلاستيك .