الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على فضل صلاة الضحى وعدد ركعتها

صدى البلد

حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم الأمة الإسلامية الصلاة الفروض والنوافل، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى».
الشرح:
قال الإمام المنذري: في شرحه لصحيح مسلم، أن المقصود بقوله: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى» السُلامى هي العظام، أو مفاصل العظام، يعني: أنه يُصبح كل يومٍ على كل واحد منا صدقة، والبدن فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً، ما بين صغيرٍ وكبير، كما في الحديث عند مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خُلق الإنسانُ على ستين وثلاثمائة مفصل، على كل مفصل صدقة».
وأوضح فعلى هذا يصبح على كل إنسان كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة، مشيرًا إلى أن قوله: «فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ..» أي: هذه الصدقات ليست صدقات مالية، بل هي أعم من ذلك، في كل أبواب الخير، فكل تهليلةٍ صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة.
وأضاف وفي الرواية الأخرى: عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كلُّ سُلامى من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه الشمس، تَعدلُ بين اثنين صدقة، وتعين الرَّجل في دابَّته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعَه صدقة ، والكلمةُ الطيِّبة صدقة، وبكلِّ خطوة تَمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميط الأذى عن الطريق صدقة». رواه البخاري ومسلم.
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة مِمَّا تحصل به الصدقة، وهي فعلية وقولية، قاصرة ومتعدِّية، فكلُّ قُربة يأتي بها الإنسانُ، سواء كانت قولية أو فعلية، فهي صدقة.
وأكد: وعلى هذا: فقراءة القرآن صدقة، إفشاء السلام صدقة، والدعاء صدقة، طلب العلم صدقة، القراءة والتعليم صدقة، بر الوالدين صدقة، صلة الرحم صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق من شوك أو حجر صدقة؛ وحينئذ تكثر الصدقات، ويمكن أن يأتي الإنسان بما عليه من الصدقات بأي وجه منها.
وتابع: وقوله في الرواية الأخرى: «الكلمة الطيِّبة صدقة»، يدخل تحته كلُّ كلام طيِّب من الذكر والدعاء، ثم قال: «ويُجزئ من ذلك». أي: يُغني عن ذلك، أي الصدقات الكثيرة، «ركعتان يركعهما من الضحى» أي: أنك إذا صليت من الضحى ركعتين؛ أجزأتك عن كل الصدقات التي عليك، وهذا من تيسير الله عز وجل على العباد، وذلك أنَّ صلاةَ هاتين الركعيتن، يحصل بهما تحرك المفاصل في هذه العبادة -وهي الصلاة- فتكون مجزئة عن الصدقات في هذا اليوم.
مّا يُستفاد من الحديث:
أن الصدقة تُطلق على ما ليس بمال، وفيه: على أنّ ركعتي الضحى سُنة مؤكدة، وكل يوم؛ لأنه إذا كان كل يوم عليك صدقة على كل عضوٍ من أعضائك، وكانت الركعتان تجزي؛ فهذا يقضي أنّ صلاة الضحى سنة كل يوم، من أجل أن تقضي الصدقات التي عليك.
ولذا قال أبو هريرة رضي الله عنه: «أَوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهرٍ، وركعتي الضُحى، وأنْ أوترَ قبل أنْ أرقد». متفق عليه؛ وكذا قال أبو ذر رضي الله عنه.
وعنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَال: أَوْصَانِى حَبِيبِى صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْر، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لاَ أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ. رواه البخاري (1178، 1981) ومسلم (721).
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تصلى الضحى ثمان ركعات، ثم تقول: لو نُشر لى أبواي ما تركتُه. رواه مالك في «الموطأ» (1/153/30) وصحح إسناده الألباني في» مشكاة المصابيح» (1319).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «لا يُحَافِظُ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى إِلا أَوَّابٌ».
وهو حديثٌ حسن، رواه الحاكم في المستدرك (1182) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذا اللفظ، وصححه ابن خزيمة (1224)، والحديث حسنه الألباني في الجامع ( 7628). وفيه أيضاً: الحثُّ على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وفيه: الترغيب في كلِّ كلام طيِّب، من ذكر وقراءة وتعليم ودعوة وغير ذلك.