الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا اليوم: مصر تحشد العرب لإنجاح مباحثات الملف السوري.. ولافروف: الأسد جزء من الحل ومصيره يحدده الشعب السوري

صدى البلد

القاهرة تترقب زيارة الجبير لتنسيق المواقف والإعداد للاجتماع المقبل
العزباوي: مشاركة مصر في اجتماع فيينا المقبل شبه محسومة
هاني خلاف: مصر ستسعى لتقريب وجهات النظر بين السعودية وروسيا
مصر تترقب نتائج اجتماع فيينا وتدعم الحفاظ على الدولة السورية أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية توسيع إطار الاجتماعات الخاصة بسوريا، لتشمل مصر، كما أطلع نظيره سامح شكري على أهم الأفكار التى تم تداولها خلال اجتماع فيينا.

وبحسب شبكة "روسيا اليوم" قال شكري إن هناك إجماعاً عربياً على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية، منوهاً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بنتائج لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد فى موسكو مؤخراً، واتفقا على استمرار التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة.
وتأتى تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى بعد عقد اجتماع فيينا الرباعى لحل الأزمة السورية بحضور وزراء خارجية روسيا وأمريكا وتركيا إلى جانب السعودية، حيث يترقب زيارة وزير خارجية السعودية عادل الجبير إلى القاهرة خلال الساعات الـ48 القادمة وهى زيارة تكتسب أهمية خاصة، إذ سيطغى عليها الملف السوري،
ومن المقرر ان يخبر الجبير المسؤولين المصريين بمخرجات اجتماع فيينا، وهو ما يأتي وسط توقعات بمشاركة مصر فى الاجتماع المقبل وذلك فى ظل دعوة روسيا لتوسيعه في الجولة القادمة ليشمل دولا أخرى، منها مصر وإيران.
سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسي، بدوره أكد ضرورة توسيع المباحثات لتشمل دولاً أخرى، وخصوصاً الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن واللاعبين الإقليميين.
وتترقب القاهرة الاطلاع على تفاصيل ما دار في جنيف من وزير الخارجية السعودي الذى تبدلت مواقف بلاده بعض الشيء عقب زيارة الأسد لروسيا وما دار في الاتصال الهاتفي الذي أطلع فيه الرئيس الروسي بوتين العاهل السعودي على ما جرى من مباحثات مع الرئيس السوري، وربما أصبحت وجهات نظر السعودية أقرب كثيرا للموقف المصري ولذا ظهر التنسيق بينهما ضروريا بعدما تسببت الأزمة السورية خلال الأسابيع الماضية بهوة بين البلدين ﻻختلاف رؤاهما حول حل الأزمة السورية وبقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية من عدمه، إذ تتملك السعودية رغبة عارمة في ضرورة مغادرة الأسد أيا كانت نتائج ذلك على الواقع السوري.
في إطار متصل، يأتى الموقف الأردني الواضح من الأزمة والذي اعادت عمان تأكيده من خلال لقاء جمع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في فيينا بنظيره الروسي، فقد أكد جودة ضرورة استمرار التنسيق مع روسيا في المجاﻻت كافة ومن ضمنها المجال العسكري وفقا لآلية متفق عليها.
من جانبه، شدد لافروف على أهمية الدور المحوري الأردني في التعامل مع التحديات التي تشهدها المنطقة والجهود الأردنية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مبديا دعم موسكو لهذه الجهود وحرصها على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون مع عمّان على كافة المستويات وتعد العلاقة المميزة بين الأردن ومصر، تجعل مشاركة القاهرة في الاجتماع القادم أمراً مهماً على أكثر من صعيد، خاصة للتأثر المباشر للأردن عبر حدودها الشمالية بالأحداث السورية.
القاهرة من جانبها مازالت تترقب التحركات الدولية والعربية حيال الأزمة السورية، وهى تؤمن تماما بأن خروج سوريا من أزمتها يجب أن يكون بحل سياسي وليس عسكري، وأن الحل السياسي ربما يحتاج إلى قوة تدعمه وتعزز حظوظ تطبيقه، وهذا وارد.
وتستبعد القاهرة أي حلول أخرى من شأنها إفساح المجال أمام الجماعات الإرهابية للعمل وفق نطاقات واسعة في المنطقة التي تعاني ويلات الصراعات والأزمات.
ويرى الدكتور يسري العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن مشاركة القاهرة في الاجتماع المقبل لفيينا شبه محسومة وستؤكدها زيارة الجبير للقاهرة الأيام القادمة.. مشدداً على أن وجود مصر في المباحثات مهم وضروري ويدعم الحل السياسي ويبرز أهميتها كلاعب أساسي في القضايا الإقليمية.
أما مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية سابقا هانى خلاف، فيرى أن مصر مهتمة بشكل كبير بالأزمة السورية، وهي من بين الموضوعات التى شغلت حيزا من الحوار بين السيسي وبوتين، ولذلك كان إصرار ﻻفروف على حضور مصر طبيعي، وسيكون لها دور مهم في تقريب وجهات النظر بين روسيا والسعودية في ظل تمسك الأطراف بوجهات نظر مختلفة.
وكان اجتماع فيينا الذي جمع وزراء خارجية روسيا وأمريكا والسعودية وتركيا قد شكل تطورا مهما على صعيد تحريك المياه السياسية السورية الراكدة، وأسس لحراك دبلوماسي قد يدفع في نهاية المطاف للحل.
فلأول مرة يجري التفاهم على عقد اجتماع موسع يضم أطراف الأزمة الإقليميين والدوليين معا، حيث من المفترض أن يعقد الاجتماع الموسع يوم الجمعة المقبل، إذ تريد موسكو أن تنضم إليه إيران ومصر.
ويشكل حضور إيران ومصر توازنا في الاجتماع في ظل حضور دولتين رئيسيتين داعمتين للمعارضة السورية (تركيا، السعودية)، وبالرغم من أن الولايات المتحدة لم تتحدث عن إشراك إيران في المباحثات، فإن تصريح كيري بأن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على التشاور مع كل الأطراف، يشير إلى أن طهران قد تكون على طاولة الاجتماع المقبل، وهو المطلب الذي أكدته موسكو.
ومن المفترض أن يشكل اجتماع فيينا قاعدة تفاهمات إقليمية ودولية حيال التسوية السورية، على الرغم من الخلافات الكبيرة الباقية بشأن مصير الأسد، لافروف يقول إن "المشاركين في الاجتماع اتفقوا على شكل الدعم الخارجي للعملية السياسية"، وكيري يؤكد أن "الاجتماع أثمر أفكارا قد تغير مسار ما يجري في سوريا"، ويبدو من هذين التصريحين أن تفاهما مبدئيا جرى في اجتماع فيينا، يتجاوز التفاهمات العادية المتفق عليها (محاربة الإرهاب، الحفاظ على مؤسسات الدولة، والحفاظ على سوريا كدولة موحدة وعلمانية).
ولم يفصح الجانبان الأمريكي والروسي عن طبيعة التفاهمات التي تمت، لكن التصريحات الإقليمية والدولية التي سبقت اجتماع فيينا، تشير إلى أن الطرح الروسي حيال تشكيل حكومة وحدة وطنية بين أطراف معارضة معينة والحكومة السورية، كمقدمة للانتقال إلى مرحلة انتقالية في وقت لاحق، قد يكون هو ما تم التوافق عليه.
وعند هذه النقطة حصل التباين السعودي - التركي مع موسكو، إذ ترفض الأخيرة الحديث عن مرحلة انتقالية الآن، لسببين رئيسيين الول ان الأولوية الآن لمحاربة الإرهاب، إذ لا يمكن البدء بمرحلة انتقالية وماتزال عملية محاربة الإرهاب في بدايتها، ولم تعرف نتائجها بعد والثانى عدم رغبة أي معارضة مسلحة معتدلة بالمشاركة في المرحلة الانتقالية،
وكان دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي واضحا حين أعلن أن "موسكو بالرغم من جهودها المكثفة لإيجاد قوى معارضة في سوريا يمكن التعاون معها في مكافحة الإرهاب، فإنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد أية قوة بناءة".
وجاء تصريح بيسكوف في معرض رد الكرملين على ما تداولته وسائل الإعلام من أن تركيا وربما السعودية على استعداد لقبول مرحلة انتقالية في سوريا مدتها 6 أشهر يبقى خلالها الأسد في السلطة، شريطة وجود ضمانات على رحيله في نهاية المرحلة، ما يعني أن القيادة الروسية ترفض الحديث عن مرحلة انتقالية بحسب مجموعة العمل الدولية (جنيف) قبل تهيئة الشروط الميدانية، ومنها المعارضة المعتدلة.
وربما تشكل هذه النقطة (المعارضة المعتدلة) أحد التفاهمات المبدئية التي جرت في فيينا، وتصريح كيري من أن الاجتماع أثمر أفكارا قد تغير مسار ما يجري في سوريا، لا يشير بالتأكيد إلى المستوى السياسي حيث العاصمتان الروسية والأمريكية متفقتان على الخطوط العريضة، وحتى الأطراف الإقليمية أيضا بحسب الوزير السعودي، الذي أعلن اتفاقاً "على العمل من أجل سلامة ووحدة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا دولة ديمقراطية، يتساوى فيها السوريون في الحقوق، وأن تكون خالية من الإرهاب، وعلى أهمية الحرب ضد تنظيم داعش".
وأغلب الظن أن ثمة صيغة مرتبطة بالميدان جرى الحديث عنها، وبانتظار مناقشتها في الاجتماع الوزاري الموسع.. ووفق تسريبات إعلامية، فقد طرح الروس صيغة تقوم على تجميد القتال مع "المعارضة السورية المعتدلة" وفك الحصار المتبادل، وإجراء انتخابات برلمانية وحكومة انتقالية وانتخابات رئاسية، على أن تكون المرحلة الانتقالية أطول مما يقترحه الأتراك والسعوديون.
أما عقدة الأسد، فيبدو أنها متروكة إلى حين بسبب الخلاف الكبير حول هذه المسألة: موسكو وواشنطن متفقتان على بقاء الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، وخلافهما، وفق تسريبات غير مؤكدة، يتمحور حول بقائه فيما بعد هذه المرحلة، أما أنقرة والرياض وإن قبلوا مبدئيا بقاء الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، فإنهما يصران على أن لا تكون هذه المرحلة طويلة، وإنما قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر، انطلاقا من مبدأ أن الأسد جزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل، على عكس الرؤية الروسية التي تؤكد أن الأسد جزء من الحل بالنسبة إلى الأزمة السورية، من دون أن يعني ذلك بقاءه في منصبه إلى حين انتهاء الأزمة، وتصريحات الوزيرين السعودي والروسي تعكسان عمق الخلاف حول الأسد، ففي حين تحاول السعودية وتركيا إخراج الأسد من المعادلة السياسية سريعا، تسعى موسكو إلى عملية هادئة وسلسة لا تؤثر سلبا على مسار الحل السياسي.


القاهرة تترقب زيارة الجبير لتنسيق المواقف والإعداد للاجتماع المقبل
العزباوي: مشاركة مصر في اجتماع فيينا المقبل شبه محسومة
هاني خلاف: مصر ستسعى لتقريب وجهات النظر بين السعودية وروسيا
مصر تترقب نتائج اجتماع فيينا وتدعم الحفاظ على الدولة السورية أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية توسيع إطار الاجتماعات الخاصة بسوريا، لتشمل مصر، كما أطلع نظيره سامح شكري على أهم الأفكار التى تم تداولها خلال اجتماع فيينا.

وبحسب شبكة "روسيا اليوم" قال شكري إن هناك إجماعاً عربياً على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية، منوهاً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بنتائج لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد فى موسكو مؤخراً، واتفقا على استمرار التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة.
وتأتى تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى بعد عقد اجتماع فيينا الرباعى لحل الأزمة السورية بحضور وزراء خارجية روسيا وأمريكا وتركيا إلى جانب السعودية، حيث يترقب زيارة وزير خارجية السعودية عادل الجبير إلى القاهرة خلال الساعات الـ48 القادمة وهى زيارة تكتسب أهمية خاصة، إذ سيطغى عليها الملف السوري،
ومن المقرر ان يخبر الجبير المسؤولين المصريين بمخرجات اجتماع فيينا، وهو ما يأتي وسط توقعات بمشاركة مصر فى الاجتماع المقبل وذلك فى ظل دعوة روسيا لتوسيعه في الجولة القادمة ليشمل دولا أخرى، منها مصر وإيران.
سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسي، بدوره أكد ضرورة توسيع المباحثات لتشمل دولاً أخرى، وخصوصاً الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن واللاعبين الإقليميين.
وتترقب القاهرة الاطلاع على تفاصيل ما دار في جنيف من وزير الخارجية السعودي الذى تبدلت مواقف بلاده بعض الشيء عقب زيارة الأسد لروسيا وما دار في الاتصال الهاتفي الذي أطلع فيه الرئيس الروسي بوتين العاهل السعودي على ما جرى من مباحثات مع الرئيس السوري، وربما أصبحت وجهات نظر السعودية أقرب كثيرا للموقف المصري ولذا ظهر التنسيق بينهما ضروريا بعدما تسببت الأزمة السورية خلال الأسابيع الماضية بهوة بين البلدين ﻻختلاف رؤاهما حول حل الأزمة السورية وبقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية من عدمه، إذ تتملك السعودية رغبة عارمة في ضرورة مغادرة الأسد أيا كانت نتائج ذلك على الواقع السوري.
في إطار متصل، يأتى الموقف الأردني الواضح من الأزمة والذي اعادت عمان تأكيده من خلال لقاء جمع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في فيينا بنظيره الروسي، فقد أكد جودة ضرورة استمرار التنسيق مع روسيا في المجاﻻت كافة ومن ضمنها المجال العسكري وفقا لآلية متفق عليها.
من جانبه، شدد لافروف على أهمية الدور المحوري الأردني في التعامل مع التحديات التي تشهدها المنطقة والجهود الأردنية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مبديا دعم موسكو لهذه الجهود وحرصها على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون مع عمّان على كافة المستويات وتعد العلاقة المميزة بين الأردن ومصر، تجعل مشاركة القاهرة في الاجتماع القادم أمراً مهماً على أكثر من صعيد، خاصة للتأثر المباشر للأردن عبر حدودها الشمالية بالأحداث السورية.
القاهرة من جانبها مازالت تترقب التحركات الدولية والعربية حيال الأزمة السورية، وهى تؤمن تماما بأن خروج سوريا من أزمتها يجب أن يكون بحل سياسي وليس عسكري، وأن الحل السياسي ربما يحتاج إلى قوة تدعمه وتعزز حظوظ تطبيقه، وهذا وارد.
وتستبعد القاهرة أي حلول أخرى من شأنها إفساح المجال أمام الجماعات الإرهابية للعمل وفق نطاقات واسعة في المنطقة التي تعاني ويلات الصراعات والأزمات.
ويرى الدكتور يسري العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن مشاركة القاهرة في الاجتماع المقبل لفيينا شبه محسومة وستؤكدها زيارة الجبير للقاهرة الأيام القادمة.. مشدداً على أن وجود مصر في المباحثات مهم وضروري ويدعم الحل السياسي ويبرز أهميتها كلاعب أساسي في القضايا الإقليمية.
أما مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية سابقا هانى خلاف، فيرى أن مصر مهتمة بشكل كبير بالأزمة السورية، وهي من بين الموضوعات التى شغلت حيزا من الحوار بين السيسي وبوتين، ولذلك كان إصرار ﻻفروف على حضور مصر طبيعي، وسيكون لها دور مهم في تقريب وجهات النظر بين روسيا والسعودية في ظل تمسك الأطراف بوجهات نظر مختلفة.
وكان اجتماع فيينا الذي جمع وزراء خارجية روسيا وأمريكا والسعودية وتركيا قد شكل تطورا مهما على صعيد تحريك المياه السياسية السورية الراكدة، وأسس لحراك دبلوماسي قد يدفع في نهاية المطاف للحل.
فلأول مرة يجري التفاهم على عقد اجتماع موسع يضم أطراف الأزمة الإقليميين والدوليين معا، حيث من المفترض أن يعقد الاجتماع الموسع يوم الجمعة المقبل، إذ تريد موسكو أن تنضم إليه إيران ومصر.
ويشكل حضور إيران ومصر توازنا في الاجتماع في ظل حضور دولتين رئيسيتين داعمتين للمعارضة السورية (تركيا، السعودية)، وبالرغم من أن الولايات المتحدة لم تتحدث عن إشراك إيران في المباحثات، فإن تصريح كيري بأن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على التشاور مع كل الأطراف، يشير إلى أن طهران قد تكون على طاولة الاجتماع المقبل، وهو المطلب الذي أكدته موسكو.
ومن المفترض أن يشكل اجتماع فيينا قاعدة تفاهمات إقليمية ودولية حيال التسوية السورية، على الرغم من الخلافات الكبيرة الباقية بشأن مصير الأسد، لافروف يقول إن "المشاركين في الاجتماع اتفقوا على شكل الدعم الخارجي للعملية السياسية"، وكيري يؤكد أن "الاجتماع أثمر أفكارا قد تغير مسار ما يجري في سوريا"، ويبدو من هذين التصريحين أن تفاهما مبدئيا جرى في اجتماع فيينا، يتجاوز التفاهمات العادية المتفق عليها (محاربة الإرهاب، الحفاظ على مؤسسات الدولة، والحفاظ على سوريا كدولة موحدة وعلمانية).
ولم يفصح الجانبان الأمريكي والروسي عن طبيعة التفاهمات التي تمت، لكن التصريحات الإقليمية والدولية التي سبقت اجتماع فيينا، تشير إلى أن الطرح الروسي حيال تشكيل حكومة وحدة وطنية بين أطراف معارضة معينة والحكومة السورية، كمقدمة للانتقال إلى مرحلة انتقالية في وقت لاحق، قد يكون هو ما تم التوافق عليه.
وعند هذه النقطة حصل التباين السعودي - التركي مع موسكو، إذ ترفض الأخيرة الحديث عن مرحلة انتقالية الآن، لسببين رئيسيين الول ان الأولوية الآن لمحاربة الإرهاب، إذ لا يمكن البدء بمرحلة انتقالية وماتزال عملية محاربة الإرهاب في بدايتها، ولم تعرف نتائجها بعد والثانى عدم رغبة أي معارضة مسلحة معتدلة بالمشاركة في المرحلة الانتقالية،
وكان دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي واضحا حين أعلن أن "موسكو بالرغم من جهودها المكثفة لإيجاد قوى معارضة في سوريا يمكن التعاون معها في مكافحة الإرهاب، فإنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد أية قوة بناءة".
وجاء تصريح بيسكوف في معرض رد الكرملين على ما تداولته وسائل الإعلام من أن تركيا وربما السعودية على استعداد لقبول مرحلة انتقالية في سوريا مدتها 6 أشهر يبقى خلالها الأسد في السلطة، شريطة وجود ضمانات على رحيله في نهاية المرحلة، ما يعني أن القيادة الروسية ترفض الحديث عن مرحلة انتقالية بحسب مجموعة العمل الدولية (جنيف) قبل تهيئة الشروط الميدانية، ومنها المعارضة المعتدلة.
وربما تشكل هذه النقطة (المعارضة المعتدلة) أحد التفاهمات المبدئية التي جرت في فيينا، وتصريح كيري من أن الاجتماع أثمر أفكارا قد تغير مسار ما يجري في سوريا، لا يشير بالتأكيد إلى المستوى السياسي حيث العاصمتان الروسية والأمريكية متفقتان على الخطوط العريضة، وحتى الأطراف الإقليمية أيضا بحسب الوزير السعودي، الذي أعلن اتفاقاً "على العمل من أجل سلامة ووحدة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا دولة ديمقراطية، يتساوى فيها السوريون في الحقوق، وأن تكون خالية من الإرهاب، وعلى أهمية الحرب ضد تنظيم داعش".
وأغلب الظن أن ثمة صيغة مرتبطة بالميدان جرى الحديث عنها، وبانتظار مناقشتها في الاجتماع الوزاري الموسع.. ووفق تسريبات إعلامية، فقد طرح الروس صيغة تقوم على تجميد القتال مع "المعارضة السورية المعتدلة" وفك الحصار المتبادل، وإجراء انتخابات برلمانية وحكومة انتقالية وانتخابات رئاسية، على أن تكون المرحلة الانتقالية أطول مما يقترحه الأتراك والسعوديون.
أما عقدة الأسد، فيبدو أنها متروكة إلى حين بسبب الخلاف الكبير حول هذه المسألة: موسكو وواشنطن متفقتان على بقاء الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، وخلافهما، وفق تسريبات غير مؤكدة، يتمحور حول بقائه فيما بعد هذه المرحلة، أما أنقرة والرياض وإن قبلوا مبدئيا بقاء الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، فإنهما يصران على أن لا تكون هذه المرحلة طويلة، وإنما قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر، انطلاقا من مبدأ أن الأسد جزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل، على عكس الرؤية الروسية التي تؤكد أن الأسد جزء من الحل بالنسبة إلى الأزمة السورية، من دون أن يعني ذلك بقاءه في منصبه إلى حين انتهاء الأزمة، وتصريحات الوزيرين السعودي والروسي تعكسان عمق الخلاف حول الأسد، ففي حين تحاول السعودية وتركيا إخراج الأسد من المعادلة السياسية سريعا، تسعى موسكو إلى عملية هادئة وسلسة لا تؤثر سلبا على مسار الحل السياسي.


-