بعد وصول عدد المصريين لـ90 مليونا.. العلماء: تنظيم النسل حلال شرعا ولا يتعارض مع حديث «تناكحوا تناسلوا»

◄ المفتي السابق:
- كثرتنا الضعيفة غير مطلوبة شرعًا.. وأزمات مصر سببها زيادة النسل
- الشرع الحنيف لم يأمر بزيادة النسل مع عدم القدرة على التربية
◄ «البحوث الإسلامية»:
- تنظيم النسل لا يتعارض مع حديث «تناكحوا تناسلوا»
-التكاثر لا يتماشى مع واقع المسلمين في الآونة الأخيرة
◄ «الدراسات الإسلامية»:
-تنظيم النسل حلال شرعًا.. وضرورة ملحة في وقتنا الحالي
تجاوز عدد سكان مصر أمس الـ90 مليون نسمة، لتكون القاهرة أكثر المحافظات اكتظاظاً بالسكان بـ9 ملايين و440 ألفا و145 نسمة، تلتها محافظة الجيزة بـ 7 ملايين و758 ألفا و950 نسمة، فيما احتلت محافظة جنوب سيناء المرتبة الأخيرة من حيث عدد السكان بـ173 ألف نسمة.
علماء الدين أكدوا لـ«صدى البلد»، أن تنظيم النسل حلال شرعًا ولا يتعارض مع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «تناكحوا تناسلوا فإنى مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة».
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن كل الأزمات التى تعيشها مصر، دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية سببها زيادة النسل، مضيفًا أن التناسل قضية يختلف حكمها باختلاف الواقع، فمع الكثرة العددية أصبح تنظيم الأسرة أمرًا مطلوبًا.
وأكد «جمعة»، أن الشرع لم يأمر بزيادة النسل مع عدم القدرة على التربية، وأن القلة القوية هى المطلوبة شرعًا وليس الكثرة الضعيفة، موضحاً أن الكثرة العددية التى تكون غثاء كغثاء السيل حال لا يرضى عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ليس محل التباهى الموجود فى الحديث الشريف «تناكحوا تناسلوا فإنى مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة».
ودعا المفتي السابق، المصريين لعدم الإنجاب أكثر من ولدين مراعاة للظروف، كي يتمكن من تربيتهم جيداً، ويعتني بهما، لافتاً إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع ورطة كبيرة سببها زيادة النسل، وأن تنظيم عدد الأبناء وفقا للإمكانيات جائز.
وأضاف أنه لا يوجد فى الشرع ما يؤكد أن تنظيم الأسرة هو قتل للذرية، مؤكدًا أن التعقيم لمنع الحمل أو لتحديد عدد الأبناء غير جائز، لافتًا إلى أن عدد سكان مصر عندما تولى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الحكم كان 40 مليون نسمة وبعد 30 عامًا ارتفع إلى الضعف ليصل عدد السكان إلى 80 مليونًا في الوقت الحالي.
ونصح جمعة، بضرورة الالتفات لتجربة الصين في تحديد النسل مؤكدا أننا في ورطة، مشددًا على أنه لا يجوز للمرأة تعقيم نفسها لعدم الإنجاب مرة أخرى، منوها بأنها تستجلب الغيب فى الحاضر وفيها تغيير لخلق الله تعالى.
وأوضح أنه لا يجوز للمرأة أن تخالف زوجها وتمتنع عن أخذ وسائل تنظيم الحمل لتنجب أكثر، مؤكدًا أنه من الممكن أن تنجب المرأة مع أخذها لوسيلة تمنع حملها لأن هذا تقدير المولى عز وجل، منوها بأنه علينا اتخاذ الأسباب لتنظيم الحمل ثم بعد ذلك يفعل الله ما يشاء.
بدروه، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تنظيم النسل مباح شرعاً، ولا يتعارض مع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة».
ونوه «الجندي» بأن بعض الناس يفهم هذا الحديث خطأ ويتمسك بالشكل دون المضمون، مشددًا على أن التكاثر لا يتماشى مع واقع المسلمين في الآونة الأخيرة، لأن كثرتنا لا تدعو إلى المفاخرة بل تعطي صورة عن الجهل وقلة التعليم وتفشى الأمراض في المجتمع.
وبين المفكر الإسلامي، أن الكثرة العديدة التي أرادها الحديث هي التي ينبغي أن تحيا حياة كريمة وأن تكون على علم وثقافة لتنافس الدول الأخرى، أما الكثرة الضعيفة فيشب الإنسان فيها ضعيفاً، ولا نستطيع المفاخرة بها، لأنها تعطي انطباعا سيئًا.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن هناك سوءات تظهر في كثرة الإنجاب منها انتشار أطفال الشوارع، والآباء لا يستطيعون توفير ضرورات الحياة لأبنائهم من مأكل وملبس ومشرب وتعليم، ورعاية صحية.
ولفت إلى أنه لا يؤيد إصدار قوانين تنظم النسل، لأن البشر يستطيعون التحايل على القوانين، مشيراً إلى أنه لابد أن زرع ثقافة تنظيم الأسرة في المجتمع وتصحيح الأخطاء، مؤكداً أن الإقناع أفضل من سن القوانين.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة مهجة غالب العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن تنظيم النسل مباح شرعاً ويضمن حياة كريمة للأسرة والمجتمع.
ونبهت «غالب» على أن تنظيم النسل ضرورة ملحة في وقتنا الحالي، نظراً للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، منوهة بأن قلة أعداد الأبناء مفيدة عن كثرتهم حتى تستطيع الأم رعايتهم وتعليمهم وتربيتهم على تعاليم الإسلام السمحة ليكونوا قادرين -بعد ذلك- على مواجهة العالم الخارجي ثقافياً.
وأكدت العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، أن الأسر الفقيرة هي الأكثر إنجاباً، ولا تستطع الإنفاق على أولادهم، ما يودي بهؤلاء الأطفال إلى اللجوء، مشددة على أن الإسلام يأمرنا بالمحافظة على الأبناء كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ».
من جانبها، شددت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على أنه لا يحق للدولة إصدار قوانين تحد من النسل لأن فيه مخالفة لشرع الله تعالى.
وأضافت «شاهين»، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تزوج من 9 نساء ولم ينجب إلا 7 أبناء فقط، مشيرة إلى أن المرأة في القديم كانت لا تنجب أكثر من 3 عادة، ومنهن من يزدن على ذلك.
وتابعت: أن تنظيم النسل لا يخالف حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - : «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة»، مؤكدة أن هذا الحديث يحض على الزواج وتكاثر المسلمين وليس بإنجاب عدد معين من الأبناء، لافتة إلى أن إنجاب طفل واحد يعتبر «تكاثرا».
وطالبت أستاذ العقيدة، الدولة، بإرشاد الناس عن خطورة كثرة الإنجاب، وذلك عن طريق البرامج الفضائية والندوات وغير ذلك من وسائل الاتصال.