الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أديرة «وادي النطرون» الأربعة مناطق أثرية مقدسة.. أكبرها الأنبا بيشوي وأصغرها السريان.. ومنبع لتخريج بطاركة الكرسي البابوي

صدى البلد

- دير الأنبا بيشوي يحتوي على 5 كنائس وهو مقر اعتكاف البابا شنودة الثالث
- دير البراموس أخرج 6 بطاركة آخرهم البابا كيرلس السادس
- دير أبو مقار توليا رئاسته البابا شنودة والأنبا ميخائيل ويحتوي على 7 كنائس
- دير العذراء السريان أصغر أديرة وادي النطرون وانتساب بعض الرهبان السريان للدير وراء تسميته




تعتبر منطقة وادي النطرون إحدى أهم المناطق المقدسة الأثرية في مصر بل في العالم، حيث تحتوي على 4 من أشهر الأديرة الأرثوذكسية التي يتوافد عليها يوما مئات من الأقباط لزيارتها..وقد خرج من أديرة وادي النطرون العديد من من تولوا الكرسي البابوي ورعاية الكنيسة الأرثوذكسية ومنهم: البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، والبابا تواضروس الثاني.

نستعرض في التقرير التالي أهم الأديرة التي تشملها منطقة وادي النطرون:

- دير الأنبا بيشوي:
يعد دير الأنبا بيشوي أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون الواقع غرب دلتا النيل شمال حيث يُنسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي الذي كان تلميذًا للأنبا مقار، وقام بإنشائه بقيادته لمجموعة من الرهبان أواخر القرن الرابع الميلادي.

وتبلغ مساحه دير الأنبا بيشوي نحو فدانين، ويضم خمسة كنائس، أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوي"؛ وهو أكبر كنائس وادي النطرون، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان.

يعود إنشاء دير الأنبا بيشوي في بداياته الأولى كتجمع رهباني بقيادة الأنبا بيشوي إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، وعاصر بناؤه القديس مقار الكبير، حيث كان آنذاك عبارة عن مجموعة قلالي «مساكن الرهبان» وكنيسة في الوسط تحيط بالمغارة الصخرية التي عاش فيها الأنبا بيشوي وذلك دون بناء أسوار.

وقد دُمرت هذه الكنيسة في القرن الخامس الميلادي بسبب غارة على الأديرة من الليبيين البدو عام 407..وعلى الرغم من إعادة بناءها؛ إلا أنها دُمرت مرة أخرى في الغارتين التاليتين عامي 434 و444 ، كما تعرض أيضًا هذا الدير للتخريب أثناء غارة رابعة للبربر قرب نهاية القرن السادس الميلادي، على التجمعات الرهبانية بوادي النطرون، وكانت مبانيه الأساسية آنذاك هي الكنيسة والحصن، وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول عام 645 .

وفي عام 817 م، تخرب الدير مرة أخرى أثناء غارة البربر الخامسة، ولكن تم تعميره وإصلاحه في عهد البابا يعقوب الأول، وأعاد البابا يوساب الأول أجساد القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا الطموهي إلى الدير، كما أعاد بناء الكنيسة والدير بصفة عامة.

وفي عام 1069 تعرض الدير لغزو البربر اللواتيين، وفي عام 1319 م، تم ترميم الدير في عهد البابا بنيامين الثاني، وقد دفن في الجهة القبلية بالكنيسة الكبرى بالدير، وزار الدير عدد من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عنه، أمثال المقريزي في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد قال عنه أنه: كبير جدًا، ولكن لا يوجد شيء على حالته.

وفي عهد البابا شنودة الثالث، قام بحركة تجديد واسعة للدير، فقد أمر بتجديد القلالي، وأعاد ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعون، كما أضاف للدير قرابة 300 فدانًا من الصحراء المحيطة به لأجل استصلاحها، بالإضافة إلى القلاية البطريركية الخاصة به، وأمر كذلك بإدخال الكهرباء للدير.

يحتوي الدير على خمس كنائس، هي: كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية، كنيسة الأنبا بنيامين الثاني، وكنيسة مار جرجس، وكنيسة الشهيد أبا سخيرون، وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير.

يذكر أن البابا شنودة الثالث كان يلجأ إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون كل فترة للاعتكاف.


- دير البراموس:

يرجع تسمية دير البراموس إلى القديسيين مكسيموس ودوماديوس الرومانيين وهم من آباء القرن الرابع الميلادي.

معنى كلمة البراموس في اليونانية نسبة إلى الأميرين الأخوين مكسيموس ودوماديوس أبنا ملك الروم الذين ترهبنا في الدير.

يقع دير البراموس غرب ملاحات وادى النطرون في بقعة أشتهرت في الأزمنة القديمة باسم نتريا، كما يحتوي على خمسة كنائس أثرية.

كما شيَّد المعلم إبراهيم الجوهرى بدير البرامـوس كنيسـة أنبا أبللـو وأنبا أبيـب ولكنها هُدمت في سنة 1881م لتوسيع كنيسة مار يوحنا وقصر السـيدة بالبراموس، كما أضاف إلى الدير خارجة من الجهة القبلية، وبنى حولها سورًا وبلغت مساحتها 2400 مترًا مربعًا.

وخرج من دير البراموس خرج 6 بطاركة وهم :البابا خرستوذولس ، والبابا يؤانس الرابع عشر، والبابا متاؤس الرابع ، والبابا كيرلس الخامس والبابا يؤانس التاسع عشر ، والبابا كيرلس السادس .

- دير أبو مقار

يعد دير أبو مقار، أحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر،حيث يقع في مواجهة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة السادات وعلى حافة منخفض وادي النطرون.

يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون، وبدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي على الأرجح.

وتولى المتنيح البابا شنودة الثالث رئاسة بعد استقالة الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط بعد قضائه 65 عامًا في خدمة رئاسة الدير.

وبعد وفاة البابا شنودة في مارس 2012، طالب رهبان الدير بعودة الأنبا ميخائيل رئيسًا للدير، ووافق وعاد لرئاسة مرة أخرى في نهاية أبريل 2012 ثم استقال من منصبه مرة أخرى بشكل نهائي، وتولى من بعده الأنبا أبيفانيوس منذ 10 مارس 2013.

وحصن الدير عبارة عن بناء مربع الشكل طول ضلعه الواحد 21.5 متر، وارتفاعه 16 متر، وجدرانه مبنية من كتل حجرية ضخمة غير مصقولة، ومكسُوَّة من الخارج بطبقة من الجص.

يتكون الحصن في دير الأنبا مقار من ثلاثة طوابق، طابق أرضي وطابقين علويين، وينقسم كل طابق إلى قسمين: القسم الشرقي ويشمل ثلثي مساحة الطابق، والقسم الغربي يشمل الثلث الباقي من المساحة، ويفصل القسمين ممر يمتد في اتجاه شمالي - جنوبي، ويستخدم في الوصول إلى الحجرات المختلفة في كل طابق.

يحتوي الدير دون الحصن على ثلاث كنائس من إجمالي سبعة، وهي: كنيسة الأنبا مقار، وكنيسة أبا سخيرون، وكنيسة الشيوخ، فيما يحتوي الحصن على أربع كنائس وهي: كنيسة العذراء، وكنيسة السّواح، وكنيسة القديس أنطونيوس، وكنيسة الملاك ميخائيل.

- دير العذراء السريان

يعد دير العذراء السريان احد الأديرة الأربعة العامرة الباقية الي الآن بوادي النطرون بصحراء مصر الغربية ، وهو يعد أصغرها أيضا.

وجد هذا الدير في القرن السادس الميلادى وسمى اولًا "سيدة الانبا بيشوى " إذ انه قد نشأت بعض الاديرة المزدوجة الاسم ، انشأ الرهبان الي جانب كل دير رئيسي كنيسة وقلالي تابعة باسم "العذراء مريم والدة الإله" ولهذا دعى الدير "دير السيدة العذراء الانبا بيشوى أو سيدة الانبا بيشوى ".

فى اواخر القرن الثامن انتسب الى الدير بعض الرهبان السريان اذا ان العادة كانت ان تستقبل اديرة مصر رهبانا ونساكا من جميع بقاع العالم فهى مهد الرهبنة ومنبعها الاصلى ، وظل الرهبان السريان بالدير الي القرن السادس عشر ولهذا اطلق على الدير اسم «ديـــر السيدة العذراء السريان».