الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آخر كلمات طفل شنق نفسه!


"أيها الأحياء تحت الأرض عودوا فإن الناس فوق الأرض قد ماتوا".. هذه الجملة الفلسفية الرائعة ليست لأفلاطون ولا أرسطو ولا أيًا من الفلاسفة ولا المفكرين أو أحدًا من كبار الكتاب.. إنها أخر كلمات قالها محمود.. ذلك الصبى اليافع المبتسم فى تلك الصورة قبل أن يشنق نفسه فى غرفته ..! نعم شنق نفسه.. وترك لنا تلك العبارة الصريحة القاسية معلنا عن سبب هروبه من الحياة .. فقد تساوت عنده الحياة والموت.. هذه العبارة والتى من المفترض لو أننا فى مجتمع يفهم ويعي ويمتلك مؤسسات ترعى وتحافظ على أهم شىء فى البلد وهو أطفالها.. كان زمان الدنيا دلوقت قامت ومقعدتش .. كان زمان وزراء متشالين من على كراسيهم.. وبقول وزراء مش وزير واحد وأول وزير فيهم هو وزير التعليم ويأتي وراءه وزيرة الشئون الاجتماعية ثم الصحة وهكذا الى أن نصل للمجلس القومى للمرأة ومؤسسات الأمومة والطفولة اللى ملهاش أى تلاتين لازمة حتى نصل إلى رئيس الوزراء.

الأطفال يا سادة فى بلدنا شاخت عجزت قبل الآوان .. الأطفال يا سادة فى بلدنا شايله هم وضغوط نفسيه فوق احتمالها فى مجتمع مريض نفسيا ومدارس تجيب اكتئاب تسعى فقط الى الربح المادي ولا يهمها لا علم ولا جيل من الأطفال هو القلب النابض فى المجتمع بالإضافة الى مناهج عقيمة وكأنها أعدت خصيصا لتدمير العقل البشرى .. وكذلك نجد ان هناك بعض الأهالى تركت أبناءها بلا تربية ولا أخلاق ليفسدوا البقية الصالحة من أبنائنا ولتكتمل بذلك منظومة الخلل.. تلك المنظومة الوحيدة التي تسير بخطى ثابتة فى مجتمعنا وتحرز تقدما ونتائج فاعلة..

فعندما يكون الولد على قدر عال من التربية وأمه وأبوه تعبه فيه ونفسهم يبقا احسن شخص فى الدنيا فيحاولوا جاهدين أن يجعلوا منه شخصًا مثاليًا على خلق.. ولكن وبمجرد اندماجه فى المجتمع يجد نفسه يواجه ناس ومجتمع ومدرسة وتعليم مصاب بالعوار على عكس ما نشأ هو عليه فتكون النتيجة الطبيعية هى الاكتئاب والشعور بأنه جه غلط وإن وجوده واستمراره فى الحياة مستحيل.. وتخيلوا يا سادة طفل يصاب باكتئاب وهو لا يزال جسمانيا وعقليا فى طور النمو سينهار بالتأكيد..

نصيحة ليكم يا محترمين متربوش عيالكم بمثالية فى مجتمع يتحدث عن المثالية الحالمة ويدمرها فى ذات الوقت..! ينشد المدينة الفاضلة ولكنه يعوث فسادا فى الأرض..!!

ولا يبقى إلا أن أعتذر لك يا محمود عن كل ما عانيته وعن كل ما جعلك تنهي حياتك بيديك.. للانتحار..!!
اعتذر لك وانا أعرف جيدا ان اعتذارى لا هيقدم ولا هيأخر ..لكن حقك علينا يا بنى ..!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط