رصدت كاميرا موقع صدي البلد خلال جولتها في المتحف المصري بالتحرير تابوتا غريبا يحمل نقشا لشخص يبدو من هيئته أنه قزم،والتابوت من حجر البازلت الأسود وعليه نقوش غريبة علي الجانبين لثعبان طويل له جناحين أسفل الرأس.
سألنا الدكتور محمود الحلوجي المدير العام الأسبق للمتحف المصري عن التابوت،فقال أنه لقزم من العصر المتأخر،حيث كان معتادا وجود أقزام في مصر وكان من حق أي شخص يتوفي مهما كانت مكانته أن يوضع في تابوت ويدفن.
وتابع: قديما كانوا يأتون بأقزام من أفريقيا للطقوس الدينية والألعاب والرقصات في القصور وبعض الحرف،ويختلف القزم المصري عن الأفريقي،حيث أن المصري إنسان عادي بعض الشئ لكن أطرافه قصيرة ،في حين أن القزم الأفريقي يكون جسده قصيرا بشكل ملحوظ.
من جانبها قالت ناجية نجيب فانوس كبير الأثاريين بالمتحف المصرى أن التابوت لأحد الأقزام الراقصين أمام الملوك،مشيرة إلي أن التابوت من العصر المتأخر،ويحمل نصوصا تمثل تعاويذا سحرية.
وتابعت:للأسف غير معروف اسمه،لكنه غالبا من افريقيا لان الملوك كانوا يجلبون هؤلاء الاقزام منها،والتعاويذ السحرية التي علي جانبي التابوت للحماية بعد الوفاة،فلابد ان يحفظها ويتلوها حتى لا يتعرض لأذى فى العالم الاخر.
وتاريخيا كان هناك نوعين من الأقزام في مصر القديمة،وهما الأقزام الأفريقيون ومنشؤهم الغابات الاستوائية بأواسط أفريقيا،وكان المصريون يجلبوهم لأداء الرقص المسمى"الرقص للأرباب"،أو أداء الرقص في القصر الملكي لإدخال السرور على قلب الملك.
أما الأقزام المصريين فقد إتسموا بالتشويه الجسدي،حيث كانوا يتميزون برأس كبير وجذع طبيعي وأطراف قصيرة،وكان أكثر ما يكلفون به هو رعاية الحيوانات الأليفة وصناعة الحلي،ومنذ بداية الدولة الوسطى أصبحوا يظهرون كأتباع لسادتهم.
وكان أشهر الأقزام المصريين"سنب" وعاش في عصر الأسرة الخامسة،وكان موظفا كبيرا يتمتع بكثير من الألقاب الاجتماعية والدينية والشرفية،وتزوج من امرأة ذات بنية طبيعية، ودفن في قبر فخم قريب من هرم خوفو بجبانة الجيزة.