كارثة.. تل «سرسنا الأثري» بالمنوفية يتحول لمرعى للأغنام ووكر للمخدرات.. صور

حالة من الإهمال تسود تل سرسنا الأثري، بمركز الشهداء، بمحافظة المنوفية، والذي تحول إلي مرعي للأغنام نهارا ووكر للمخدرات ليلا.
علي مساحة 3 أفدنة وفي قلب مدينة الشهداء يقع تل سرسنا الأثري ويتوسطه حجرة صغيرة يسكنها عدد من مفتشي الآثار التابعين لوزارة الآثار ويحيطها الأغنام علي مرأي ومسمع منهم.
وامتد الزحف العمراني للتل حيث قام أحد الأهالي ببناء منزل وحصل على 45 مترا من المنطقة التى يحيطها الإهمال ولا يوجد سور يحاصرها.
وقال أحد مفتشي الآثار بالتل، إنهم طالبوا مرارا وتكرارا بنقلهم إلى مكان آدمي بدلا من الحجرة التي تفتقد للآدمية بدون كهرباء، مضيفا أنهم تقدموا بأكثر من شكاوى لنقلهم إلى مجمع مصالح الشهداء كمقر إدارى ولكن دون استجابة.
وأكد أنهم أرسلوا العديد من الشكاوى لوزارة الآثار ببناء سور يحمي المنطقة الأثرية من الزحف العمراني وإلقاء القمامة.
وأوضح أن الاهتمام فى وزارة الآثار يكون بالمناطق المركزية فقط مثل سقارة والأهرامات دون النظر إلى المناطق الفرعية، مشيرا إلى أن وجود التل وسط منطقة سكنية يؤدى إلى إهمال شديد.
وأضافت أسماء علي، مفتشة آثار أن الحفر فى المنطقة توقف عام 2003 بعد ظهور المياه الجوفية وتحولت المنطقة إلى مرعى للأغنام وزحف عمرانى من الأهالى.
وأِشارت إلى أنه تم استخراج نحو 36 قطعة أثرية من المنطقة وتم نقلها إلى مخزن تل بسطا بالشرقية وترجع إلى عصور اليونانية والرومانية والعصور المتأخرة.
وقال هشام بيومي، رئيس مركز ومدينة الشهداء، إنه تم دفع 40 ألف جنيه في عام 2002 من مجلس المدينة لوزارة الآثار للتنقيب عن الآثار بالمنطقة لبيان إذا كان بها آثار أم لا ويتم استغلالها من جانب مجلس المدينة لموقعها المتميز.
وأضاف، أن رئيس مجلس المدينة السابق تقدم بمذكرة لوزير الآثار خلال زيارته الأخيرة للمنوفية الشهر الماضي لاستغلال أرض التل الأثري لبناء مدرسة يابانية تخدم أبناء المدينة وتمت الموافقة المبدئية، مؤكدا أنهم ينتظرون موافقة نهائية تصل إلي مجلس المدينة لبدء الإجراءات.
وتعد تل سرسنا أثرا تاريخيا استخرج منها 36 قطعة أثرية وأسلحة حربية وأواني إسلامية والكشف عن أعمدة رومانية وهي تحت مسئولية هيئة الآثار وبعد استخراج عدد كبير من القطع الأثرية تم نقلها إلى مخازن الهيئة وتحول المكان الأثري كمرعى للماعز ومقلب قمامة.
وتذكر الكتب التاريخية أن أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس حقق انتصارات على الجيوش الرومانية في الفتح الإسلامي لمصر إلى أن وصل إلى المنوفية في منطقة "سرسنا"، وكانت هناك قلعة حصينة للرومان بها ودارت بها معركة ضارية مازالت أثار المعركة باقية حتى آلان واستمر قائد الجيوش في انتصاراته إلى أن عاد إلى سرسنا مرة أخرى ووجد الرومان في انتظاره وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف ولقى حتفه في منطقة سرسنا فتم دفنه في موضع استشهاده.