قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قصة سلامة حجازي "الحلاق" الذي أصبح علامة الفن في القرن العشرين ومكتشف أم كلثوم وسيد درويش


لا يعرف الكثير أن سلامة حجازي أحد أهم الشخصيات التي أثرت على الفن في مصر سواء الإنشاد أو الغناء أو حتى المسرح والتمثيل موهبته المتفجرة كانت عاملًا أساسيًا، قام الفن المصري على أكتافه كما ترك لنا "أم كلثوم" التي اكتشفها وهي طفلة وأحضرها إلى القاهرة لتصبح فيما بعد "كوكب الشرق".

سلامة حجازي المولود في حي رأس التين بالإسكندرية شاء القدر أن يتوفي والده وهو في الثالثة من عمره.. تزوجت بعدها أمه فقاسي الأمرين على يد زوجها لدرجة أجبرته على العمل "حلاقا" لينفق على نفسه، كما ساعده صديق والده في إلحاقه بالكتاب ليتعلم مبادئ القرآن والتجويد والمقامات.

أحب سلامة حجازي حلقات الإنشاد الصوفي والغناء في المقاهي حتى تعلمها وأتقنها فانتقل للغناء وبدأ يؤسس فرقة خاصة به ويتعاون مع شعراء وزجالين لكتابة الأغاني أما هو فيقوم بتلحينها فذاع صيته في الإسكندرية حتى أصبح أحد أشهر فنانيها.

في الحفلات الشعبية والموالد، ذاع صيت حجازي وأصبح مطلوبًا من أهالي الحي لتلاوة القرآن والتواشيح والأدعية الدينية، لكنه لم يتوقف عند ذلك فحاول نقل فنونه إلى المسرح فأسس فرقة للغناء المسرحي وأطلق عليها "فرقة الخياط" كما انضم فيما بعد ذلك إلى فرقة «القرداحى والحداد»، وفرقة «إسكندر» فيما بعد.

كوّن «حجازي» عام 1905، فرقته الشهيرة التى حملت اسمه، وافتتحت أول عروضها على مسرح «سانتى» بحديقة الأزبكية، لم يكتفِ سلامة بالغناء والتلحين فقط، بلّ أثبت موهبته في التمثيل من خلال قيامه بأدوار البطولة المسرحية ،ويُعدُّ سلامة حجازي رائد الأوبريت الغنائي، وصوته يناسب هذا اللون، وأول من لحن «المارشات» و«السلامات الخديوية»، التى كان يغنيها بصوته في بداية كُل عرض مسرحي.

لم تتوقف اسهامات سلامة حجازي عند ذلك فأسس دار التمثيل العربي، وضم إلى فرقته أولاد عكاشة، وسافر بعدها إلى عدة بلاد عربية؛ سوريا، تونس، طرابلس، ولبنان. بجانب تقديم عروض في إيطاليا كما شاركَ جورج أبيض في فرقته، وأصبحت باسم «جوق أبيض وحجازي»، وضمت هذه الفرقة أشهر الممثلين في ذلك الوقت مثل؛ نجيب الريحاني، زكي طليمات، عباس فارس، ومريم سماط.

ومع بداية النهضة في أواسط القرن التاسع عشر، استخدم الشيخ سلامة حجازي إرهاصات النهضة التى قادها يعقوب صنوع، ويوسف الخيّاط، ومارون نقاش. وبدأ بتقديم لون جديد من خلال رواية «مي وهوراس»، «مجنون ليلى»، و«القضاء والقدر».

يُنسب الفضل إلى الشيخ سلامة في اكتشاف سيد درويش، فيما كان درويش وقتها مطربًا غير معروف يُغني في مقهى شيبان بالإسكندرية، وساعده سلامه ليعرفهُ الجمهور، وتغنّى بألحان سيد درويش من خلال مسرحية «ورد شاه»، من إخراج جورج أبيض كما اكتشف أم كلثوم أثناء زيارته لقريتها بمحافظة الدقهلية.

لم يتوقف فن وشعبية سلامة حجازي على مصر فقط فلقى حجازي نجاحًا كبيرا أيضًا خارجيًا، حيثُ أقيم له تمثال في متحف «نابولي» بإيطاليا.

في نهاية حياته أُصيب سلامة حجازي في أواخر أيامه بالشلل، إلا إنه استمر بتقديم عروضه على كُرسي متحرك، وتابع شؤون وإدارة الفرقة المسرحية... في 4 أكتوبر 1917، توفى الشيخ سلامة حجازي.