الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«ديفينس نيوز»: مصر تستعيد أمجادها كدولة عظمى.. تل أبيب منزعجة من القاهرة بسبب «صفقات السلاح».. والاعتماد على مصادر غير أمريكية في التسليح يثير حفيظة واشنطن

طائرات مصرية ترافق
طائرات مصرية ترافق طائرة بوتين فوق الأجواء الوطنية

  • "نوا آمويال": صفقات السلاح الأخيرة تؤكد تصميم مصر على استعادة مجدها
  • "ياجيل هينكين": مصر تُبرز قوتها في منطقة مليئة بالاضطرابات
  • "عوفير وينتر": مصر قوة رائدة في العالم العربي
  • خبير استراتيجي: مصر تعود إلى أيام "عبد الناصر" وستصبح قوة عظمى

رغم تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن مصر تمارس السلام في تصرفاتها وعلاقاتها مع الآخرين وعلى أن تطوير قدرات القوات المسلحة المصرية لا يخالف هذا التوجه، بل يأتي في إطار متطلبات الأمن القومي والدفاع عن مصر وحماية السلام وليس للطغيان، وأنه ليس لدى مصر وقت لتضيعه في الخلافات والصراعات، حيث جاء ذلك خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية الكبرى بالوجه البحري والدلتا في مصر الأسبوع الماضي، إلا أن هذه التطمينات لا تبدو كافية للكثير من الجيران المحيطين بمصر، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وكثير من القوى الدولية المراقبة للأوضاع أو التي لديها مصالح مباشرة في المنطقة وتخشى استعادة مصر تأثيرها ودورها.

ونشر الموقع العالمي الأشهر والمجلة العسكرية الأسبوعية الأمريكية ديفنس نيوز مقالا هامًا جدًا بعنوان "فلنجعل مصر دولة عظمى مرة أخرى" على غرار مقولة ترامب الأشهر "فلنجعل أمريكا دولة عظمى مرة أخرى" يتحدث فيه خبراء إسرائيليون عن وتيرة التسليح المصري المُتزايدة في الآونة الأخيرة وما إذا كان ذلك يُمثّل تهديدًا على الجانب الإسرائيلي.

وقال كاتب المقال إنه وبالنسبة لدولة تُعاني من أزمة اقتصادية مثل مصر، ولا تُوجد حشود لدولة مُعادية على حدودها، فإن التزايد السريع في ترسانة الجيش المصري يُثير التعجّب في إسرائيل.

وقال "نوا آمويال"-كاتب المقال- إن مصر تمتلك قائمة تسوّق طويلة من الأسلحة على مدار السنوات الأخيرة، وترسانتها العسكرية المتزايدة تثير تساؤلات أكثر من الإجابات لدى الخبراء الإسرائيليين.المشتريات العسكرية -والتي تمت مُعظمها في عهد إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي- تشير إلى تصميم مصر على استعادة مجدها السابق، وتُعلن لباقي المنطقة عن أنها قوة يُحسب لها الحساب.

وطبقًا لورقة بحثية تخص المؤرخ العسكري الإسرائيلي في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية ياجيل هينكين فإن بعض المعدات الباهظة الثمن في قائمة التسليح المصرية كانت عبارة عن دبابات من الولايات المتحدة إم 1 إبرامز وعدد من مركبات مقاومة الألغام والعبوات الناسفة "مراب" وصفقة صواريخ أنظمة دفاع جوي إس 300 بعيدة المدى وطائرات مقاتلة ميج 29 إم إم 2.

وحذر هينكين في ورقته البحثية قائلا: " إن المشكلة في تقييم التزايد في القوة العسكرية المصرية، هو أن الناس يعتقدون أنهم يعرفون سبب ماتفعله مصر. لقد وضعوا تفسيرًا مُقنعًا جدًا، ولكنهم لا يعرفون الإجابة الحقيقية لابد أن نأخذ عددًا من العوامل بعين الاعتبار.

وبحسب الورقة البحثية فإن واحد من التفسيرات الواضحة، هي أن مصر تُبرز حِسًا بالقوة في منطقة مليئة بالاضطرابات. فطبقًا لتصريحات قائد القوات البحرية السابق الفريق بحري أسامة منير ربيع، فإن الغرض من مشتريات السلاح المُتزايدة، هي حماية حقول الغاز المُكتشفة مؤخرًا وتنفيذ التدابير الخاصة بمكافحة الإرهاب. ولكن طبقًا لهينكين، فإن هذا التبرير ليس منطقيًا.

ويقول هينكين في تحليله: " إنه لأمر مُدهش، لأنه يختلف جذريًا عن المفاهيم الإسرائيلية، حيث يتم حماية حقول الغاز بواسطة الزوارق السريعة وأنظمة الدفاع الصاروخي، وليس بواسطة المروحيات الإستطلاعية الهجومية التي تنطلق من على متن حاملات المروحيات –كا 52- القادرة على حمل المئات من الجنود وإنزالهم على شواطئ العدو، وهذا لا علاقة له بحماية حقول الغاز في البحر.

من جانبه قال زميله عوفير وينتر- الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب بأن مصر ترغب في أن تصبح قوة رائدة في العالم العربي.

وأضاف وينتر أنه سمع تفسيرات أخرى بان هناك حاجة لتحسين صورة النظام في مصر.

لكن السبب أو التفسير الثالث الذي اقترحه ياجيل هينكين، أنه يمكن أن يترتب عليه نتائج سياسية هائلة في المنطقة، في حال صحته، وهو إيجاد ملاذ أمن لانتشار القوات الروسية في المنطقة. وأردف ذلك قائلًا أن الأساسات لهذا التعاون يجري العمل عليها بالفعل، وخاصة بعد توقيع اتفاق تبادل الاستفادة من القواعد الجوية والمجال الجوي بين مصر وروسيا في نوفمبر الماضي.

ويشرح هينكين ذلك قائلا: " مافعلته مصر، هو محاولة تنويع مصادر تسليحها، والتحول من كونها زبونًا للقوى العظمى الأمريكية، إلى كونها قوة عُظمى ذاتية. إنها تعود إلى أيام الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر الذي تفهّم أن عدم الانحياز هو حل أفضل.

وأضاف أن هناك دروسا مستفادة من صفقة رادارات الأواكس التي كانت تنوي إسرائيل للصين عام 2000 من طراز فالكون بعد أن رفضت الولايات المتحدة الصفقة عقب توقيعها ب 11 ساعة فقط وأجبرت الولايات المتحدة إسرائيل على إلغائها بعد أن هدد الكونجرس والإدارة الأمريكية بوقف المساعدات العسكرية السنوية للحكومة الإسرائيلية والمقدرة بحوالي 3 مليار دولار.

لذلك فإن مصر لا ترغب في أن تكون رهينة مصدر واحد للتسليح، وهكذا فإنها قامت بشراء حزمة تسليحية متنوعة من فرنسا، الصين، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى روسيا.

التفسير الرابع، ربما يكون الأكثر إثارة للقلق للإسرائيليين، وهو إمكانية انهيار السلام البارد مع مصر ليتحول إلى صراع بين الجانبين. وعلى الرغم من استبعاد كلًا من هينكين ووينتر حدوث هكذا إحتمال، إلا أنهما أيضًا لم يستبعداه بشكل تام.

وعلق وينتر قائلا: " بالتأكيد هناك مخاوف إسرائيلية شرعية أن البعض في مصر يعتبرون إسرائيل كعدو. إنني أتفهم سبب المخاوف الإسرائيلية من صفقات التسليح المصرية، ولكني لا أعتقد أن المصريين لديهم خطط مستقبلية لبدء الحرب مع إسرائيل.


وأردف قائلا: " لقد سمحنا بأن تنشر مصر قوات عسكرية أكثر مما تسمح به اتفاقية السلام معها. " واستشهد برغبة إسرائيل في تجاهل شروط اتفاقية السلام، في سبيل هزيمة تنظيم داعش في سيناء. وأضاف أن شروط التسليح في سيناء، والواردة في اتفاقية السلام، قد أصبحت فارغة المضمون، وهذا هو ما يدعو للقلق. «قام الجيش المصري خلال الفترة الأخيرة بمضاعفة قواته في شبه جزيرة سيناء، وخاصة في الجزء الشرقي والشمالي الشرقي الواقع في نطاق المنطقة " ج "»

ويختتم عوفير وينتر كلامه قائلا: " بالأخذ بكل المخاوف الدقيقة في الاعتبار، فالنتيجة أنه يجب على إسرائيل أن تحافظ على قدراتها الأساسية في مجال الحرب البرية أمام الجيوش الحديثة «يقصد القوات البرية المصرية». يجب على إسرائيل ألا تضع تصورًا للموقف الحالي، بأن آلتها العسكرية الساحقة التي كانت تملك الأفضلية أمام أعدائها، سوف تكون في نفس المستوى أمام الأعداء الآخرين المُحتملين. ففي أي حدث، مصر بلا شك لا تحاول أن تخفي قوتها العسكرية، وإن من يتابعهم سيلاحظ هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة، إنهم لا يخفونه.

وعقّب مراقبون مصريون على المقال قائلين إنه وللوهلة الأولى سيتخيّل القارىء أن الإسرائيليين لديهم ازدواجية في تحليلهم عن مصر وقوتها العسكرية، فمن أين يتحدثون عن المخاوف ومن أين يستبعدون إحتمالية انهيار اتفاقية السلام معها ؟

وأكد المراقبون أنه وفي حقيقة الأمر أن الإسرائيليين قصدوا كل حرف ذكروه في تحليلهم، فإن من يتابع التصريحات والتحركات المصرية بخصوص الشان الفلسطيني-الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية، سيتكوّن لديه قناعة قوية أن مصر لا ترغب فعليًا في خرق اتفاقية السلام مع إسرائيل، أو الدخول في حرب معها، بل تبحث عن حل يُحقق السلام الدائم مع كل دول المنطقة.

وتابعوا: "لكن في نفس الوقت عند متابعة وتيرة صفقات التسليح المصرية في الآونة الأخيرة بالطفرات النوعية التي حققتها، فإنه من غير المنطقي أبدا أن يكون هذا الكم من التحديث والتطوير في منظومات الجيش المصري لمجرد مكافحة الإرهاب أو حماية حقول غاز !! بل هو تسليح مُخصص لحروب كاملة ومُطوّلة مع جيوش نظامية وليس مجرد مليشيات أو تنظيمات إرهابية لا يتطلب قتالها إلا إمتلاك نوعيات مُحددة من الأنظمة التسليحية المناسبة لهذا الغرض".

وتابع المراقبون أن الإسرائيليين يعرفون تمامًا كما نحن المصريون نعرف أنه لا يُوجد مايُسمّى ب" سلام دائم "، وأن السلام ماهو إلا " هدنة طويلة الأمد " والعدو يبقى عدوًا حتى إن أظهرت اللقاءات والتصريحات الدبلوماسية خلاف ذلك. ولهذا أوصى الباحثون في نهاية المقال بضرورة أن تحافظ إسرائيل على جاهزيتها وقدراتها القتالية تحسبًا لأي ظرف أو بمعنى آخر تحقيق عامل الردع.

واختتم المراقبون تعقيبهم بالعبارة اللاتينية الشهيرة جدًا الواردة في كتاب المبادئ والاستراتيجيات العسكرية الروماني المكتوب باللاتينية والتي تقول "إذا أردت السلام فاستعد للحرب".

وأكد هؤلاء أنه لا صحة حول امتلاك مصر لمقاتلات السوخوي الروسية، ولا صحة لشائعات وجود قواعد روسية بمصر وإنما هناك اتفاقية لتبادل استخدام القواعد اذ يمكن لمصر استخدام قواعد روسيا أيضًا بما فيها الموجودة خارج أراضيها وعلى سبيل المثال قاعدة حميميم بسوريا.