الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة مكان ..«البيمارستان المؤيدي» تاريخ ثاني مستشفى في القاهرة والأكبر عالمياً

صدى البلد

تضم مصر العديد من الآثار التاريخية المتميزة الشاهدة على كل عصر من العصور، وكل ملك حكمها من بين هذه الآثار "البيمارستان المؤيدي" والذي تستعد وزارة الآثار لافتتاح أعمال الترميم به.

تعد القاهرة من أولى مدن العالم قصة البيمارستان المؤيدي وهو عبارة عن منشأة رعاية اجتماعية ومستشفى للمرضى، ودورها هو توفير العلاج للمرضى والمصابين يقول عنها المقريزي في «كتاب تاريخ البيمارستانات في الإسلام» : بيمارستان المؤيد شيخ المحمودى في منطقة باب الوزير، وأنشأها الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى، الذى يعد واحدًا من أهم وأقوى سلاطين الجراكسة فى مصر عام 821 : 823 هجري / 1418 : 1420 ميلادي، في شهر ربيع الآخر سنة 825هـ في سلطنة الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر برسباي الدقمقاقي الظاهري الجركسي عمل المارستان المؤيدي الذي بالصوَّة تحت القلعة جامعا تقام فيه الجمعة والجماعة.

ويضيف المقريزي: «كان المؤيد قد جعل هذا الموضع مارستانا ونزل به المرضى. فلما مات لم يوجد في كتاب الوقف المؤيدي له جهة مصرف فأخرجت المرضى منه وأغلق وصار منزلا للرسل والواردين من ملوك الشرق فبقى حانة خمار برسم شرب المسكرات وضرب التنابير وعمل الفواحش ومع ذلك تربط به الخيول فكان هذا منذ مات».

تعرض المارستان للتخريب وامتدت إليه الأيدي بالهدم والبناء حتى ضاعت معالمه وظل مجهولا ومطموسا بين العمارات والمساكن قرونا عديدة لا يعرف مكانه ولا يعرف عنه شيء حتى قيض الله له لجنة حفظ الآثار العربية فزارت مكانه وكتبت عنه تقريرا في سنة 1894 باعتباره أثر يستحق العناية والحفظ كغيره من الآثار، ولم يكن يرى فيه سوى أنه بناء أثري بجانب مسجد الحاج أحمد أبي غالية من الجهة القبلية في حارة السكري بشارع المحجر.

ووفقًا لموسوعة الآثار الإسلامية فإن الجدار الجنوبي أو القبلي لمسجد أبي كان هو الوجهة البحرية من هذا البناء الأثري وكان في هذا الجدار بعض النقوش والمقرنصات وفيه باب صغير تحت بوابة فخمة البناء لا تزال موجودة كاملة ويبعد عن ذلك ببضع خطوات بعض جدران هذا الأثر القديمة وفيهابعض النوافذ.

أما واجهة البيمارستان بجمالها وفخامتها ورونقها وما فيها من بديع النقوش والزخرفة وعنيت اللجنة بإرجاع البيمارستان إلى حالته الأصلية بقدر ما تسمح به حال الموجود من آثاره. والمنتظر - نظرا لصعوبات قضائية شرعية بالنسبة لإزالة مسجد الحاج أحمد أبي غالية - تحويل المارستان بعد ترميمه وإصلاحه إلى مسجد أو مصلى وذلك تحقيقا لتمسك المحكمة الشرعية بإعادة بناء مسجد أبي غالية.

ووفقا لوصف المقريزى فى الخطط فقد حولها لبيمارستان للمرضى وأنشأ به مصلى،وضع فيه منبرًا ورتب له خطيبًا وإمامًا ومؤذنين وخدما و أقيمت فيه صلاة الجمعة فى شهر ربيع الاخر سنة 825 هجري / مارس –إبريل 1423 ميلادي،ونزل فيه المرضى فى نصف شعبان وعملت مصارفه من جملة أوقاف جامع المؤيد شيخ بجوار باب زويلة.

وعن الوصف المعماري للبيمارستان المؤيدى، قال أن واجهته الرئيسية الشمالية الشرقية تشى بالثراء الزخرفى،فعقود المدخل وأحجاره المزخرفة بنظام الأبلق والمشهر، وصنجات الرخام المعشقة والزخارف والكتابات المنزلة بالرخام والقاشانى الأزرق الفيروزى والأطارات الحجرية – الجفت - تضفى فخامة على واجهة مبنى ملكى فريد مخصص للرعاية الطبية.

وأضاف: بوسط الواجهة سلم رئيسى ذو جناحين يفضى الى بسطة،تؤدى الى ممر يسرة الداخل منه بيت الصلاة الملحق بالمارستان،وكذلك يؤدى الممر الى ملاحق اخرى وهى أطلال الميضأة وبيوت الخلاء التى تم إظهارها مؤخرًا بمشروع الحفائر بالموقع،وبها ممر يؤدى إلى قاعة الرجال وهى مكونة من صحن أوسط، وتتعامد عليه أربع أيوانات واحدة من القاعات مكتملة التخطيط لمارستان قديم محتفظ بأغلب عناصره المعمارية.