خلافات الصيادلة تُظهر شبهات الفساد في مشروع إسكان فارما تاون.. 80 صيدليا تقدموا لشراء "الوهم" بعد سحب الشركة المالكة للأرض

مجلس نقابة صيادلة مصر يقرر وقف النقيب العام وإحالته إلى التحقيق
وكيل نقابة الصيادلة السابق: مشروع فارما تاون غير تابع للنقابة ولكنه تابع لمحيي عبيد

يوما بعد يوم، يزداد المشهد الصيدلي سخونة وتأزما، بعد المشاحنات والاشتباكات التي شهدتها أروقة مبنى النقابة العامة، بين النقيب العام ومجلسه، وانتهت بتقاذف التهم فيما بينهم، وأخذ كل فريق يتبارى، في إظهار إدانة الآخر.

استنادًا إلى قرارات مجلس نقابة صيادلة مصر، الصادرة بمحضر اجتماع رقم 61، والذي انعقد أمس الاول الاثنين بحضور 16 عضوا من أعضاء المجلس، والتي قرر وقف النقيب العام محي عبيد وإحالته إلى التحقيق ووقفه لمدة 3 أشهر، على خلفية عدة تجاوزات قام بها.

"حجب كافة المعلومات والمكاتبات الخاصة بالنقابة فيما يتعلق بالتعامل الحكومية وغير الحكومية، وعدم إطلاع المجلس عليها من بينها الإنذار الرسمي للمجلس من شركة أساليب للعقارات بشأن مشروع فارما تاون pharma town".. هذا ما جاء ضمن محضر الاجتماع، في صورة اتهام وجهه مجلس النقابة إلى النقيب، بإخفاءه تلك الخطابات الخاصة بمشروع الكومبوند السكني الخاص بصيادلة مصر على طريق مصر اسماعيلية الصحراوي، والذي أعلنت عنه النقابة بالتعاون مع جمعية إسكان الصيادلة.

"صدى البلد"، حصل على ذلك الإنذار المذكور بمحضر اجتماع مجلس الصيادلة، بأنه تم إخفاءه عن المجلس من قبل النقيب العام محي عبيد، والذي يحمل رقم 25245/ قصر النيل، ويتضمن تحذيرا من إدارة شركة أساليب للتنمية العقارية، إلى مجلس النقابة، والنقيب بصفته، بعدم التعامل على هذا المشروع ووقف الترويج له، بعدما تم سحب الأرض من المجموعة السعودية الأمريكية للاستثمار العقاري "Sag" التي تعاقدت مع "أساليب العقارية" حول مشروع إسكان الصيادلة، وفسخ التعاقد معها، بسبب إخلالها ببنود التعاقد.

وأفاد الإنذار، التي أرسلته شركة أساليب المالكة لأرض المشروع، إلى نقابة صيادلة مصر، ونقيبها العام، في نوفمبر المنقضي، أن شركة المجموعة السعودية، لا علاقة لها بالمشروع، ولا صفة لها في البيع والتعاقد والتصرف في هذه الوحدات للشركة المنذرة، وأنها المسئوولة وحدها عن أي مبالغ تكون قد تلقتها من الصيادلة.

يبدو من منطلق هذا الخطاب، أن هناك ثمة مخالفات أو شبهات، حول هذا المشروع السكني الخاص بالصيادلة، والتي روج له من قبل مجلس النقابة والنقيب العام، داخل حرم النقابة العامة والنقابات الفرعية، وعلى صفحات النقابة الرسمية، لأشهر عديدة لاستقطاب الصيادلة لشراء الوحدات الوهمية، وخاصة بعدما سحبت الشركة المالكة، قطعة الأرض التي تصل مساحتها إلى أكثر من 155 ألف متر، والواقعة بالكيلو 25 على طريق مصر الاسماعيلية الصحراوي، من الشركة التي تعاقدت معها على البيع من أجل بناء وحدات سكنية خاصة بالصيادلة، وهي الشركة السعودية.

الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة السابق، قال، إن هذا المشروع غير تابع لنقابة الصيادلة، بأي شكل من الأشكال، ولكنه تابع للنقيب العام محي عبيد، ومجموعة من أقاربه، وبعض من أعضاء مجلس النقابة الحالي، شرعوا في هذا المشروع بقصد التربح، مُشيرا إلى أنهم استغلوا أروقة النقابة لوضع الماكيت والبانرات الخاصة بالاعلان عن المشروع، وهو ما يعتبر تزييف، لأنه وجود الإعلان داخل النقابة يعني أنه تابع للنقابة وهو في الأصل غير ذلك.

وكشف "سعودي"، لـ"صدى البلد"، أن الشركة التي قامت بشراء الأرض، هي أيضا شركة تابعة للنقيب وأقاربه، وتم عمل مكتب للشركة في مواجهة مبنى النقابة العامة، وأقاموا به مقرا للتسويق للمشروع، وبعضا من أعضاء مجلس النقابة، مقابل مرتب شهري يصرف لهم، وهو يعتبر نوع من أنواع التربح واستغلال السلطة، ويخرج تماما عن مظلة النقابة.

وأشار إلى أن المشروع واجه صعوبة في التسويق ولم يتقدم سوى 80 صيدليا لشراء شقق سكنية بالمشروع، فشرعوا في إقامة جمعية أهلية "جمعية إسكان صيادلة مصر"، وكان الاشتراك بها 500 جنيه، كان يرأسها النقيب محي عبيد، ولكنها أيضا تعثرت بعدما سحبت الشركة المالكة للأرض، الأرض من الشركة المتعاقدة مع النقيب والأعضاء، بسبب عدم سداد الشيكات الأولى من أقساط الأرض.

ولفت، إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها النقابة على مدار الأيام الماضية، وسبب الخلافات بين المجلس والنقيب، جعلت هناك تنبه بين عدد من أعضاء الصيادلة، وأدركوا الخطر القادم حيال هذا المشروع، وقاموا بنزع كافة الإعلانات داخل النقابة عن هذا المشروع، وأيضا لجأ البعض منهم إلى الاستقاله من جمعية الإسكان التي أنشأؤها، من بينهم الدكتور أحمد فاروق عضو مجلس النقابة، خوفا من المسئولية.

وكانت نقابة الصيادلة بالتعاون مع جمعية إسكان الصيادلة، أعلنت عن بدء الحجز في أول كمبوند سكني متكامل لأعضاء صيادلة مصر وأعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية علي مستوي الجمهورية(كمبوند فارما تاون ون) pharma town .

وأوضحت الجمعية، أن المشروع في أول طريق مصر إسماعيلية الصحراوي ، اقرب مكان لمصر الجديدة ومطار القاهرة و على بعد دقائق من مدينة نصر والقاهرة الجديدة ومدينة العبور، بجوارالكمبوند كافة الخدمات التي ممكن أن يحتاجها الساكن ( مجموعة مدارس دولية، وكارفور العبور ومستشفى دولي، وسوق العبور، ومولات تجارية، وحضانات نموذجية).

يتميز الكمبوند بالهدوء وراحة وأمان ومساحات خضراء وبحيرات صناعية ولاند سكيب وفيو رائع وتصميمات على أعلى مستوى من الرقي والنظام والجمال، مُشيره إلى ان سعر المتر خارج الجمعية 6 ألف جنية وتم التفاوض عليه بأخذ المشروع كاملا بأسعار تبدأ من 4300 للمتر ومقدم يبدأ من 42 ألف جنيه ومساحات تبدأ من 100متر، مع تسهيلات فى السداد تصل الى 72 شهرا،و قسط شهري يبدأ من 2000 جنيه حسب المساحة ، نظم تقسيط مختلفة تناسب جميع الإمكانيات.