«الخرنفش» قصة حي ضم دار صناعة كسوة الكعبة لـ8 قرون

في حي الخرنفش، باب الشعرية بالقاهرة وفي عام 1233 تأسست دار صناعة كسوة الكعبة فكانت مصر هي المسؤول الأول عن كسوة الكعبة كل عام، واستمر العمل حتى 1962 قبل أن تتوقف مصر عن إرسال كسوة الكعبة وتتولى المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.
وتقع دار الكسوة في شارع الخرنفش بحي الجمالية، بمبني عتيق مكون من طابقين بطول شارع لا يتعدى 4 أمتار، وكانت كسوة الكعبة تصنع من الحرير الخالص، وتتزين بآيات قرآنية نقشت بخيوط الذهب والفضة، وتحمل علي جمل المحمل لكسوة بيت الله الحرام في موسم الحج، واليوم وبعد مرور ما يزيد على 55 عامًا، على توقف مصر عن إرسال كسوة الكعبة للأراضي المقدسة، تحولت دار الكسوة لمبنى مهجور.
وكان يقام حفل رسمي كبير في حي الخرنفش أمام مسجد القاضي عبد الباسط، والذي كان يشغل منصب قاضي قضاة مصر، ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة، وكانت تخرج الكسوة في احتفال بهيج وتخرج وراءها الجموع إلى ميدان الرملية قرب القلعة.
كانت تخرج الكسوة فى موكب مهيب يسمي بـ«المحمل» تتقدمه الجمال المحملة بهودج خشبي مكعب الشكل تعلوه قمة هرمية بداخله كسوة الكعبة المشرفة، ينطلق في أجواء احتفالية بحضور الملوك والسلاطين ويسير على أصوات المنشدين يدقون الطبول ويرفعون الريات.
وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري. وفى عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام 1222هـ الموافق عام 1807م، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في العام 1228هـ.
في محرم 1346، امتنعت القاهرة نهائيًا عن إرسال الكسوة، لأسباب سياسية، حينها أمر الملك عبدالعزيز آل سعود وزير ماليته، الشيخ عبدالله السليمان، بإنشاء دار خاصة لعمل الكسوة، وتم إنشاؤها في حارة «أجياد» على مساحة 1500 متر مربع، وجلب الملك لتلك الدار أمهر العمال، بينما تحولت دار الكسوة فى مصر، التى احتضنت صناعة الكسوة لما يزيد عن 150 عامًا إلى مخزن، لبواقي وزارة الأوقاف المصرية.