الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غيث المدني يكتب: القيامة في غوطة دمشق

صدى البلد

إبادة جماعية وقصف هستيري تتعرض له غوطة دمشق (الغوطة الشرقية) استهداف المدنيين المحاصرين والمشافي والأسواق والأفران، باستخدام الطيران الحربي والمدفعية وراجمات الصواريخ، في حملة عنيفة يشنها النظام السوري على الغوطة وليست الأولى، أطفال ونساء ورجال تحت الأنقاض وبعضهم قد أصبح أشلاء، وهذا خرقٌ فاضح لجميع الإتفاقات والأعراف الدولية ورغم أن الغوطة لم تدخل ضمن مناطق خفض التصعيد لكن عضو مجلس المفاوضات محمد علوش وقع اتفاقًا ضامنًا بوساطة مصر يتعهد فيه الجميع بالالتزام بوقف إطلاق النار.


أكثر من ثلاثمائة شهيد سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية في الغوطة، وأكثر من ألف مصاب، ونقص حاد في المستلزمات الطبية الأولية، في حين تدمير ثلاثة عشر مستشفى تدعمها منظمة أطباء بلا حدود، ومراكز طبية أخرى، دون اكتراث لكل المواثيق الدولية.


كارثة إنسانية حقيقية بحق 400 ألف مدني، ومناشدات دولية وأممية لإيقاف القصف على المدنيين، الذين يعانون من ندرة المواد الغذائية، حتى رغيف الخبز، أخبرنا قتيبة الشامي من داخل الغوطة ’ لا يوجد أحد فوق الأرض، جميعنا في الأقبية والملاجئ، الكثير لا يملك ثمن رغيف الخبز بعد قصف المنازل والأسواق، حتى الذي يملك المال لن يجد أي شيء أمامه إلا الصواريخ’ كما أشار للصعوبات والمخاطر التي تتعرض له الفرق الإغاثية والطبية.



يعد الأطفال أكثر المتضررين من هذه الحملة، بتراجيديا عمياء للصواريخ التي تسقط فوق الأبنية السكنية وتنهار على أجسادهم النحيلة، وخصوصًا الأطفال الموجودين بالحضانات نتيجة استهداف المشافي، ’محمود’ والد زينة التي توفت في يوم مولدها، وتعرضت زوجته في يوم ولادتها لإصابة نتيجة القصف، يقول:’ مصيبتي لا شيء أمام مصائب الجرحى في المشفى، حالات البتر وغيرها’ وشخص آخر يودع خمسة من أولاده وزوجته بعد اصابتهم بالصواريخ، عوائل كاملة قتلت نتيجة القصف بحسب ما نقل الدفاع المدني في الغوطة.
هذه الحملة أو المجزرة ليست الأولى في غوطة دمشق، حيث استهدفت سابقًا بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليًا، وتعاني من الحصار الخانق منذ أواخرعام2012، ويمنع عنها الدواء والغذاء وحتى يمنع إجلاء المصابين أو الحالات المرضية الخطيرة، أمام صمت العالم أجمع.

الفيلسوف السوري أحمد برقاوي يصف ما يحدث ’بالعار المطلق’ ويقول: لأول مرة في التاريخ التي يظهر فيها العار المطلق واقعيًا: القتلة والمصفقون للقتلة والساكتون عن القتل’.

بينما تنقل لنا ’نيڤين’ من داخل الملجأ تقول:’ أشعر أن تكويني الجسدي ناقص، حيث يدي الاثنتين لا تكفيان لحضن وحماية ولديّ قصي ومايا’
حجم الألم والدمار أكبر من أن ينقل، بحسب تعبير المحاصرين، والمطالبات الحثيثة لإيقاف شلال الدم وهذه المعاناة عن أهالي غوطة دمشق وإدخال المساعدات العاجلة.